عادي
وزير وسفير ومؤلف خدم الإمارات وشعبها

سيف بن علي الجروان في ذمة الله.. سيرة حية في ذاكرة الوطن

10:23 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1

رأس الخيمة: حصة سيف

ودعت الإمارات، صباح أمس الأحد، ابنها البار سيف بن علي الجروان، وهو من القامات الوطنية التي قدمت الكثير للدولة قبل قيام الاتحاد وبعده، صاحب المواقف القومية، والذي كان من السواعد المخلصة التي اعتمد عليها مؤسسو الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، طيب الله ثراهما؛ حيث أوكلا إليه عدة مهام وطنية قبل قيام الاتحاد وبعده، وقد أوفى بدوره وأجزل بالعطاء رحمه الله. 

1

رحل سيف بن علي الجروان عن عمر يناهز 83 عاماً؛ حيث ولد عام 1938 في إمارة رأس الخيمة، وتبدأ سيرته الذاتية حين كان مديراً لبلدية رأس الخيمة من عام 1964 إلى 1972، ومع قيام الاتحاد، التحق بالسلك الديبلوماسي بوزارة الخارجية، وكلف بفتح سفارة الدولة في ليبيا، وعين سفيراً لديها من 1972 إلى 1974، وبعدها عين سفيراً للدولة في الكويت في عام 1974 إلى عام 1977، وأصبح في العام ذاته سفيراً للدولة لدى القاهرة، ومندوباً لدولة الإمارات لدى جامعة الدول العربية، وتقلد منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية بين 1979 إلى عام 1983، ثم عين وزيراً للاقتصاد والتجارة من عام 1983 إلى عام 1990، ثم عاد وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية من عام 1990 إلى 1997. 

 وكان رحمه الله رئيساً وعضواً لعدد من مجالس الإدارات بالدولة؛ منها: رئيس مجلس إدارة صندوق الزواج، وعضو مجلس في إدارة جامعة الإمارات، وعمل على إصدار قانون العمل الاتحادي رقم 8 لسنة 1980، وإصدار القرارات الوزارية المنفذة له، كما عمل على إصدار القوانين المنظمة للشركات التجارية في الدولة؛ ما ساعد على الارتقاء بعمل الشركات، وتنشيط دورها في المجال الاقتصادي، كما أشرف على إصدار قانون الحضانات بالدولة، وأسهم في إصدار قانون الحرف البسيطة؛ لتنظيم أنشطة العمالة اليدوية، كما دعم جمعيات النفع العام والمؤسسات التطوعية والأهلية، وعمل على إنشاء الاتحاد التعاوني الاستهلاكي؛ ليشرف على أنشطة الجمعيات التعاونية، فيما تم انتخابه عضواً بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لرعاية الطفولة في جنيف، وانتخب رئيساً للدورة الثانية والعشرين لمؤتمر العمل العربي الذي عقد في الإسكندرية في إبريل/ نيسان 1995، كما انتخب رئيساً لفريق الحكومات لدى مؤتمر العمل الدولي في الدورة 68 لعام 1983 ثم أعيد انتخابه للمرة الثانية في الدورة ال 80 لعام 1993، وانتخب بالإجماع رئيساً للدورة 83 لمؤتمر العمل الدولي التي انعقدت في جنيف في يونيو/حزيران 1996 وكان أول مسؤول من دول مجلس التعاون يترأس مثل هذه الدورة. 

وأكد حمد المدفع، الأمين العام لشؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، أن وفاة سيف الجروان، خسارة كبيرة، فهو من الرجال الذين خدموا الدولة قبل الاتحاد وبعده، وكان، رحمه الله، مخلصاً لقيادته ولشعبه، موضحاً: إن ذكرياته مترسخة في وجدان ذاكرة الوطن، وخاصة حين كان وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية؛ حيث كان يحرص على تقديم كل ما يساعد المواطن في قضاياه، ويلقى تأييداً كبيراً من القيادة في كل مواقفه وجهوده في خدمة الوطن، نعزي أنفسنا لخسارته، وندعو لأهله ولمحبيه بالصبر والسلوان. 

وقال عبد الله الشرهان، عضو مجلس وطني سابق، رحل سيف بن علي الجروان، رحمه الله، تاركاً سيرة ذاتية عطرة حافلة بالإنجازات، فهو من القامات الوطنية؛ حيث قدم جهداً كبيراً؛ خدمة لوطنه، وأتذكره حين درست معه، رحمه الله، على يد المطوع سلطان بن حميد بن مطر السويدي، وكان يكبرني بأربع سنوات، وكان الطلبة الدارسون ينتقلون للبلدان الخليجية المجاورة؛ بحثاً عن الرزق، وكنا منهم، وذهبنا ضمن مجموعة واحدة إلى الكويت الشقيقة في الخمسينات من القرن الماضي، وعمل، رحمه الله، مراسلاً آنذاك في وزارة التربية والتعليم في الكويت، وبعدها انتقل للعمل في بلدية رأس الخيمة في الستينات من القرن الماضي، وكان معه سيف بن غباش رحمه الله. 

وأضاف الشرهان: «أوفد الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، حاكم رأس الخيمة السابق، سيف الجروان والشيخ عبدالعزيز بن حميد القاسمي، إلى بريطانيا لإجادة اللغة الإنجليزية وبعدها، عين سيف الجروان، رحمه الله، مديراً للبلدية، ومن ثم انتقل مع سيف بن غباش لوزارة الخارجية، وعين سفيراً لدى كل من الكويت وليبيا ومصر، وبعدها عين وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية آنذاك، ثم وزيراً للاقتصاد والتجارة، وبعدها عين للمرة الثانية وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية، وكان عضواً في المؤتمر القومي الإسلامي، وعضواً في منتدى الفكر العربي، وتم تكريمه لاختياره الشخصية الرائدة في مجال العمل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت في نوفمبر 2010، وكان قومي المواقف يعشق العروبة والقومية العربية، وله مواقف وطنية قبل الاتحاد وبعده مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، ومع الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة السابق رحمه الله. 

وكتب الشاعر محمد نجيب قدورة، كتاباً عن الجروان بعنوان: «ذلك الإنسان سيف بن علي الجروان»، ضمن سلسلة من منارات الإمارات، سرد فيه سيرته الذاتية.

من مؤلفات سيف الجروان، رحمه الله، كتاب القومية العربية وعلاقتها بالإسلام، وكتاب العرب في ظل المتغيرات الدولية، وكان ضمن القامات الثقافية المشهود لها بالعطاء الفكري الداعم للعروبة والإسلام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"