لصوص «جنتل مان»

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

يبدو أن الحاجة إلى بطاقة ائتمانية محدودة القيمة، ستكون ضرورة ملحّة في القريب العاجل، إذا ما استثمر لصوص «الهاكر» براعتهم في التسلل إلى جيوب الناس عبر بطاقاتهم، وسرقة ما فيها «بكبسة زر».
حال السرقات المستقبلية ستكون كما حال الدنيا بأسرها، فلا جرائم تقليدية، ولا قفز من فوق أسوار، ولا تسلل خلسة من بيت إلى آخر وتعريض المجرم نفسه ومن سيسرقهم لخطر المواجهة، ومن ثم الاعتداء البدني.
يبدو أن السرقات من الآن فصاعداً، ستكون سرقات «جنتل مان»، لص يجلس في منزله أو مقهى أو أي مكان في العالم، يتسلل إلى حساباتنا، ويسرق ما يتيسّر له من دولارات قليلة أو كثيرة، حسب ما يتوافر، ويحتسي مشروبه وينام.
هذا بالفعل ما سيحدث مستقبلاً، لندخل في دوامة ملاحقة البنوك والمتابعة والسؤال، والاسترداد - إن أمكن - والأهم أن كثيراً من أصحاب الثروات ممن تسرق حساباتهم لا يعرفون بذلك، بعضهم يعرف مصادفة، وأحياناً عبر محاسب، ولا أحد يعلم كم حساباً سرق وصاحبه لا يعلم حتى الآن؟.
إذن، المسألة برمّتها قضية بيانات، وسرقتها، أو التسلل إليها وبيعها، فكما أصبحت أسماؤنا وبياناتنا بمتناول الشارد والوارد بسبب المطاعم، وشركات التوصيل، التي بلا شك تتبادل بيع هذه البيانات، سنصبح عما قريب، قابعين أمام مراكز الشرطة نشتكي من سرقات لا جاني ولا دليل ملموساً فيها، الشيء الوحيد الخاسر فيها، هو هذا المسكين الذي طارت نقوده القليلة من حسابه من دون علمه.
مراجعات البنوك لاسترداد هذه الأموال، في كثير من الأحيان لا تجدي نفعاً؛ لأن بعض هذه الجرائم تحصل عبر اتصال هاتفي من اللص، والطلب من المجني عليه تزويده برقم (otp)، مدعياً أنه من المصرف، وهنا إذا زوده بالرقم فلا رجعة للنقود، أما الطريقة الأحدث للسرقة الآن، وبسبب إقبال البعض على الشراء من مواقع غير معروفة - بحسب أناس تعرضوا لذلك - فإن اللصوص يدخلون إلى الحساب البنكي والشراء عبره دون الحاجة إلى (otp) من أساسه.
هذا الأمر كله ينذر بخطر الاختراقات التي نعيشها حالياً، وكما أن حساباتنا رهن «هاكر» قد يتسللون إليها في أية لحظة ومن أي مكان في العالم، فإن هواتفنا وجميع أجهزتنا من حواسيب وهواتف وأجهزة تلفاز، وحتى مركبات هي رهن ذلك، والأمر سينذر بمزيد من الخطر الذي قد يعيشه الناس جميعاً، في بيوتهم وأعمالهم، وجميع تفاصيل حياتهم.
هذا الخطر المحدق يلقي بظلاله منذ فترة على السينما العالمية، بأفلام عن عمليات اختراق وسرقات تتم بطرق «نظيفة» ومبتكرة، وكيف أن لصوصه «شباب، أنيقون، محبوبون» يعيشون حياة رغدة يسرقون «بكبسة زر»، وللأسف ما من شيء شاهدناه في السينما إلا رأيناه في حياتنا لاحقاً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"