عادي

العراق يستعيد 17 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة

17:44 مساء
قراءة دقيقتين
العراق يستعيد 17 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة
بغداد - أ ف ب
أعلنت وزارة الثقافة العراقية، الأربعاء، عن قرب استرداد 17 ألف لوح طيني مسماري أثري مهرب من الولايات المتحدة، في مجموعة أثرية هي الأكبر التي تستردها البلاد، من بين قطع ثمينة أخرى عائدة لحضارات ما بين النهرين، سلبت خلال سنوات من الحروب والأزمات.
وأعلن وزير الثقافة العراقي حسن ناظم في بيان، أن تلك القطع ستعود إلى العراق، بعد ظهر الخميس على الطائرة نفسها التي تقلّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من واشنطن إلى بغداد، بعد زيارة الى واشنطن التقى فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأوضح الوزير، أن غالبية القطع المستردة تأتي من جامعة كورنيل الأمريكية التي تملك أرشيفاً واسعاً لألواح مسمارية قديمة.
وقال الوزير العراقي، إن استعادة القطع من الولايات المتحدة «حدثٌ كبيرٌ، وآمل في المستقبل القريب العمل الجاد أيضاً مع سفاراتنا في العالم، وفي أوروبا تحديداً لنستعيد بقية آثارنا».
وعلى موقع الأرشيف الإلكتروني للرُّقم المسمارية التابع للجامعة، تظهر ألواح تعود لحقب متعددة من حضارات بلاد ما بين النهرين أسهمت في مساعدة الباحثين في الجامعة على التوصل إلى فهم أفضل للحياة اليومية لسكان تلك الحضارات.
وتوثق غالبية الألواح المستردّة «تبادلات تجارية جرت خلال فترة الحضارة السومرية»، إحدى أقدم حضارات بلاد ما بين النهرين، عمرها نحو 4500 عام، وفق بيان وزارة الثقافة.
وكانت وزارة العدل الأمريكية أعلنت، الثلاثاء، أنها ستعيد للعراق لوحاً مسمارياً أثرياً عمره 3500 عام يوثّق جزءاً من «ملحمة جلجامش»، بعدما تبيّن لها أنّه «مُلكية ثقافية مسروقة» أُدخلت إلى السوق الأمريكية بطريقة احتيالية.
وتتعرض الآثار العراقية للتهريب منذ عقود طويلة، وفق ما أوضح مدير آثار وتراث البصرة قحطان العبيد. ويشرح الخبير أنه «ليس ممكناً إحصاء عدد القطع الأثرية التي سرقت من المواقع الأثرية مباشرةً، لأنها غير مرقمة»، وأيضاً غير معروفة أو غير مكتشفة بعد، بالأخص في المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة.
وأوضح أن «عمليات السرقة تلك بعضها مقصود، ويأتي في إطار الجريمة المنظمة، فيما أخرى تكون غير مقصودة، لا سيما في المناطق النائية، حيث يلجأ سكان إلى البحث عن الأحجار الكريمة، وبيع قطع أثرية لتأمين المعيشة اليومية، ولا يعرفون مدى قيمتها وأهميتها». وبالنسبة للقطع التي سرقت من المتاحف، فهي موثقة، وتمت استعادة البعض منها التي كانت تعرض في الأسواق العالمية، وفق العبيد، من خلال هيئة الآثار والتراث العراقية.
وتعرضت المواقع الأثرية العراقية، إلى تدمير وسرقة وإهمال كبير، خلال الحروب التي مرت بالبلاد خلال السنوات الماضية، خاصة، في المرحلة التي أعقبت غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة العام 2003. وسرق من متحف بغداد وحده نحو 15 ألف قطعة أثرية، و32 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري بعد الغزو.
ودمّر تنظيم «داعش» الذي سيطر على ثلث البلاد في 2014، مواقع أثرية كثيرة، غالبيتها في شمالي العراق. ويقول خبراء الآثار إن المسلحين دمروا قطع الآثار الكبيرة، وسرقوا القطع الصغيرة للاتّجار بها. ويعمل العراق جاهداً لاستعادة الآلاف من القطع الأثرية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"