عادي
رئيسة الشراكة العالمية ورئيس وزراء أستراليا الأسبق لـ «الخليج»:

جوليا جيلارد: «كورونا» تعصف بطموحات 168 مليون طالب وطالبة

00:47 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

حوار: محمد إبراهيم
فيروس كورونا المستجد«كوفيد-19»، فرض العديد من التداعيات على المجتمعات في مختلف دول العالم، وطالت آثاره المجالات كافة، وتوقفت معه عجلة الإنتاج في معظم القطاعات، ومن بينها قطاع التعليم الذي أُغلقت فيه المدارس والجامعات على مستوى العالم.

وجاءت الجائحة لتعصف بطموحات أكثر من 168 مليون طالب وطالبة حتى الآن، إذ باتوا خارج التعليم بسبب آثارها الجمة، وهناك أكثر من 888 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، مازالوا يواجهون اضطرابات في تعليمهم، بسبب الإغلاق الكامل والجزئي للمدارس.

وعلى الرغم من صعوبة المشهد، وقسوة التداعيات، إلا أن هناك جهوداً كبيرة، تركز على إيصال التعليم للطلبة، في مختلف ربوع الأرض شرقها وغربها، والمحافظة على منابر العلم مضيئة بمعارفها وعلومها، إذ ركزت الشراكة العالمية من أجل التعليم من خلال حملة «ارفع يدك» المستمرة حتى 2025، على جمع 5 مليارات دولار لتعليم أكثر من مليار طالب وطالبة في 90 دولة.

جوليا جيلارد، رئيسة الشراكة العالمية من أجل التعليم رئيس وزراء أستراليا الأسبق، أكدت أن أزمة «كوفيد-19» تعد أكثر الحالات الطارئة تأثيراً في قطاع التعليم في التاريخ الحديث، حيث تنطوي على احتمالية توسيع الفجوة التعليمية بين الأطفال الفقراء والأغنياء وترسيخ مبادئ عدم المساواة.

شراكة متعددة

وقالت في حوار حصري مع «الخليج» إن الشراكة العالمية من أجل التعليم، تعد أكبر صندوقٍ عالميٍّ مخصصٍّ بالكامل لتمويل التعليم، وإقامة شراكة فريدة ومتعددة الأطراف، حيث تساعد الشراكة الدول منخفضة الدخل على تسريع عجلة التغيير، وتتيح للأطفال في هذه الدول الحصول على التعليم الجيد الذي يحتاجون إليه لإطلاق كامل إمكاناتهم والمساهمة في بناء عالم أفضل من خلال جمع مليارات الدولارات والتعاون مع مئات الشركاء.

وأكدت أن منهجية الشراكة العالمية من أجل التعليم تتمثل في تحسين مستوى نظم التعليم لتحقيق تغيير ملموس ومستدام على نطاق واسع، وإجراء تحولات جذرية توفر تعليماً عالي الجودة لكل الأطفال في المراحل الدراسية كافة من خلال النظر للصورة الكاملة لمشهد التعليم بدلاً من تناول الحالات الفردية للمدارس والمدرسين والطلاب.

توظيف الدعم المالي

وفي إجابتها عن سؤال حول كيفية توظيف الدعم المالي، وضوابط الشراكة العالمية من أجل التعليم لمراقبة ومتابعة المنح التمويلية، أكدت جوليا جيلارد أن الشراكة توفر التمويل من مصادر مختلفة، وتستخدمه في الدول الأكثر حاجة، حيث تساعد الحكومات على التركيز على إجراء التغييرات التي تصب في مصلحة الأطفال الأكثر تهميشاً وحاجةً.

وتقدم الشراكة أيضاً أنواعاً مختلفة من المنح لدعم قطاع التعليم في الدول الشريكة عالمياً، إذ تساعد منح قطاع التعليم الدول على إنشاء أو تطوير قطاع التعليم لديها، وتدعم منح التوعية والمساءلة الاجتماعية، التي يقدمها صندوق إيديوكيشن أوت لاود، أنشطة المجتمع المدني ودوره في صياغة سياسة التعليم، كما تساعد منح المعرفة والابتكار على ردم فجوة التعليم من خلال ستة مجالات تخصصية تصب في الصالح العام على المستوى العالمي.

وأفادت بأن عملية التمويل، تتم بشكل كامل ضمن إطار رقابي وتقييمي صارم، حيث يتم إجراء تقييمات ودراسات بشكل منتظم بهدف توفير البيانات والأدلة اللازمة للاستفادة من تجارب التمويل السابقة، ووضع إجراءات تشغيل فعالة تراعي مصالح الجهات المستهدفة.

مكافحة تأثيرات «كوفيد- 19»

وفي وقفتها مع جهود الشراكة لمكافحة تأثيرات «كوفيد- 19» على التعليم، أفادت جوليا جيلارد بأن الشراكة العالمية من أجل التعليم، خصصت مبلغ 500 مليون دولار أمريكي للتمويل الخاص بأزمة كوفيد-19، بهدف مساعدة الحكومات على إنشاء منصات التعليم عن بُعد والتحضير، لإعادة فتح المدارس مع التقيد بإجراءات الصحة والسلامة بما يساعد على تعزيز استجابة الدول للأزمة الصحية العالمية.

واستخدمت الكثير من الدول هذا التمويل لتطبيق خيارات التعليم عن بُعد ذات التقنيات المنخفضة أو تلك التي لا تحتاج إلى تقنيات مثل برامج الراديو والتلفزيون والمعدات الورقية للتعلم من المنزل.

وأوضحت أن تمويل الشراكة العالمية من أجل التعليم الخاص بأزمة «كوفيد-19»، أسهم بشكل كبير في دعم برامج تدريب المعلمين على استخدام تقنيات التواصل والمعلومات للتفاعل مع طلابهم. ويتمثل هدفنا من المبادرة في الوصول إلى أكثر الطلاب حاجة وضمان حصولهم على فرصة إكمال تعليمهم في ظل استمرار الأزمة الصحية في المدى المنظور.

إنجازات 19 عاماً

وفي شرحها لأبرز إنجازات مبادرة الشراكة العالمية من أجل التعليم على مدار 19 عاماً، وبالتحديد منذ عام 2002، أكدت جوليا جيلارد أنه تم التحاق 160 مليون طفل إضافي بالمدارس في الدول الشريكة في مبادرة الشراكة، وتكافؤ أعداد الطلاب الذكور والإناث الملتحقين بالمدارس الابتدائية في حوالي 70% من الدول الشريكة، بعد أن كانت النسبة 42% في عام 2002، ووفرت الحكومات أكثر من 6 مليار دولار من خلال تركيز الإنفاق على التعليم الفعال، وتوفير التمويل للاستثمار في تأمين التعليم لأكثر الأطفال حاجة.

حملة «ارفع يدك»

وفي حديثها عن تفاصيل حملة «ارفع يدك التمويلية» الموجهة لدعم التعليم والمقرر استمرارها حتى 2025، وأبرز نتائجها حتى الآن، قالت جوليا جيلارد إن الشراكة العالمية من أجل التعليم، تدعو قادة العالم للمشاركة في تلك الحملة وتشجعهم على تقديم ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار أمريكي، بهدف تحفيز عملية تغيير وتحويل نظم التعليم، في ما لا يقل عن 90 دولة تحتضن أكثر من مليار طفل وطفلة وأكثر من 80% من أطفال العالم المنقطعين عن التعليم.

وأفادت بأن هذا التمويل سيتضمن على مدى الأعوام الخمسة القادمة حصول 175 مليون طفل على التعليم، والتحاق 88 مليون آخرين بالمدارس، بمن فيهم 46 مليون أنثى، بالإضافة إلى أثره الإيجابي على جميع مناحي الحياة والمعيشة والاقتصاد بشكل عام من خلال تحسين جودة التعليم.

وأكدت أن الشراكة العالمية تلقت حتى الآن تعهدات ضخمة من الجهات المانحة، بما فيها الالتزام بتمويل الشراكة بشكل كامل من قبل مجموعة الدول الصناعية السبع، بالإضافة إلى مساهمات وتعهد بتمويل الابتكارات من البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة دبي العطاء، وتعهدات أخرى من دول متبرعة مثل النرويج وأيرلندا وفنلندا وهولندا، ومن مؤسسات خيرية مثل مؤسسة ليجو ومنظمة المجتمع المنفتح بما يصل إلى 2.75 مليار دولار أمريكي.

تعهدات الإمارات

وفي إفادتها حول قيمة تعهدات الإمارات ومساهمتها السابقة، أوضحت جوليا جيلارد، أن دول الشرق الأوسط تتميز بكرمها المتأصل والتزامها بتوفير تعليم عالي الجودة، وتُعد الإمارات سباقة بين دول المنطقة في هذا الإطار، حيث قدمت في عام 2018 تمويلاً كريماً على مدى ثلاث سنوات للشراكة العالمية من أجل التعليم بلغت قيمته 100 مليون دولار.

وأكدت أن تمويل الشراكة من قبل متبرعين مثل الإمارات يساعد على دعم الدول منخفضة الدخل لإحداث تغيير واسع في نظمها التعليمية وتسهيل التحاق الأطفال المحتاجين من ذكور وإناث بالمدارس وتحسين تجارب التعلم والتعليم وبناء أنظمة تعليم مرنة وقادرة على تحمل الأزمات ومواجهة التحديات.

تغييرات شاملة

وتعهدت مؤسسة دبي العطاء، التي تُعد جزءاً من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتبرع بمبلغ 2.5 مليون دولار أمريكي هذا العام لصالح الشراكة العالمية من أجل التعليم.

وتتيح «ارفع يدك»، حملة التمويل الخاصة بالشراكة العالمية للتعليم، للقادة العرب فرصةً مميزة لإحداث تغييرات شاملة في نظم التعليم في الدول منخفضة الدخل ومنح الأطفال المحتاجين فرصةً للتعلّم. ونحن نتطلع إلى مشاركة الإمارات ودول الخليج الأخرى في القمة العالمية للتعليم.

قمة عالمية لتوفير المعارف لملايين الأطفال

عقدت الشراكة العالمية من أجل التعليم قمة عالمية للتعليم، تختتم أعمالها اليوم الخميس الموافق 29 يوليو الجاري، بهدف جمع التمويل لدعم الشراكة وتوفير تعليم عالي الجودة لملايين الأطفال، في مختلف أنحاء العالم، وتستضيف كل من رئيس وزراء المملكة المتحدة، بوريس جونسون، ورئيس كينيا أوهورو كينياتا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"