عادي

الاختلافات أساس الحياة

22:39 مساء
قراءة دقيقتين
1601

«ميادين علم النفس النظرية والتطبيقية» هذا هو الجزء الثاني من موسوعة أشرف على إعدادها أستاذ علم النفس «ج. ب. جيلفورد» وقد ترجمها إلى العربية د. يوسف مراد، حيث يبدأ هذا الجزء بتناول طبيعة الفروق الفردية والفروق الكبرى بين الجماعات.

ويوضح الكتاب أنه إذا استعرضنا جميع الكائنات الحية من أدناها مرتبة حتى نصل إلى الإنسان، فلن نجد فردين متشابهين في استجابة كل منهما لموقف موضوعي واحد، وقد بينت التجارب ذلك، فعند إجراء بعضها على الأفعال المنعكسة الشرطية، على مجموعات من الحيوانات، اختلف عدد المحاولات اللازمة قبل حدوث الاستجابة الشرطية المناسبة، اختلافاً كبيراً من مجموعة إلى أخرى، ومن حيوان إلى آخر من أفراد المجموعة.

ويرى الكتاب أن الفروق الفردية بين الأجناس البشرية معروفة منذ وقت طويل، وكثير من مؤسساتنا الاجتماعية المهمة، وفي الواقع شكل المجتمعات نفسها، متأثر بهذه الحقيقة، وهي أن الأفراد يختلفون بعضهم عن بعض، ونحن نجد في نشاطنا اليومي أننا دائماً نكيّف أنفسنا إزاء من نتصل بهم من أفراد المجتمع حسب ما يتميزون به من فروق فردية، فهناك مجموعات من العوامل المهمة تؤدي دوراً مهماً في تفاعلنا الاجتماعي، ومن هذه العوامل ما هو بيولوجي أو ثقافي، كالعمر والجنس والعنصر والوطن، وكثيراً ما اتخذت المميزات الجماعية أساساً لاتجاهات معينة، كما اتخذت أيضاً أساساً لمؤسسات اجتماعية خاصة استبعد فيها أي اعتبار للأفراد. وقد أصبح من أهداف علم النفس البحث في طبيعة أي اختلاف في السلوك.

وعند البحث في أسباب الاختلافات القائمة بين الأفراد، تدرس العوامل الوراثية، وكذلك العوامل البيئية التي نتعرض لها فكل سمة أو استجابة للفرد تتوقف على عاملين: الوراثة والبيئة معاً، ولا يمكن أن نقول عن الصفات السيكولوجية وأوجه النشاط، إن بعضها موروث والبعض الآخر مكتسب؛ بل إن كل صفة وكل نشاط يرجع إلى العاملين معاً، وتنحصر المشكلة في تحديد القدر النسبي الذي تسهم به العوامل الوراثية والعوامل البيئية في تطور الفرد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"