رأي لا حقيقة

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين

من تلك المواقف العصيبة التي تواجهنا، سماع كلمات الإحباط من البعض، وكلمات التقليل من قيمتنا ومن عملنا ومن الإنجازات. وتلك الكلمات قد تكون مسببة للفشل بشكل فعلي وقد تؤدي إلى الانهيار، فيجب عدم الاستهانة بأثرها وسطوتها، لكن يجب الوعي بأن معظم ما يقال وما نسمعه لا يتجاوز الكلمات دون حقائق؛ لذا عندما تسمع من يقول لك إن خططك وآمالك انهارت، وإن توقعاتك وغاياتك الكبيرة اختفت، اعلم أنك لست أول من يتعرض لهذا الموقف ولن تكون الأخير، وستكون صدمتك من قوة تلك الكلمات التي تقال كبيرة، لكن خفف على نفسك واعلم أن الجميع سيتحدثون وفي كثير من الأحيان دون دقة ودون موضوعية.
بين يدينا كثير من الأسماء الشهيرة على مستوى العالم التي تعرضت للرفض والصدمات والتنمر، ومع هذا حققت نجاحاً واسعاً وكبيراً، مثل نعت العالم الشهير أديسون بأنه مختل عقلياً، ومثل ما قيل للممثل الأمريكي وحاكم كاليفورنيا سابقاً أرنولد شوارزينجر، إن لهجته وطريقته في الحديث غريبتان جداً، إلا أنه حصل على اهتمام كبير وشهرة واسعة بسبب هذه اللهجة لاحقاً! ومثل الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري التي قيل لها إنها غير مناسبة للعمل التلفزيوني، وها هي الآن واحدة من أشهر الإعلاميات.
لذا من المهم أن يكون كل واحد منا واقعياً ومنصفاً، ويتعامل مع المواقف العصيبة برويّة وهدوء وتفاؤل وثقة بنفسه وقدراته، ثم يقدم المبررات والأعذار الواقعية المنطقية لنفسه. أتوقف مع مقولة شهيرة لعالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين، قال فيها: «كل إنسان هو عبقري بشكل أو بآخر، المشكلة أننا نحكم على الجميع من خلال مقياس واحد، مثلاً لو قيّمنا سمكة من خلال مهاراتها في تسلق شجرة ستمضي السمكة بقية حياتها معتقدة أنها غبية».
لذا أنت عبقري، فلا تسمح لمن يقول لك تسلق الشجرة! كن على وعي أنه ليس بالضرورة أن يُدرك جميع الناس قدراتك ومعارفك ومهاراتك، وعدم معرفتهم قد تجعلهم يسيئون الحكم ويخطئون. 
نخلص إلى أن في هذا العالم جانبين اثنين: الأول الحقائق، أما الثاني فهو الآراء، ما يقوله الآخرون عنك ليس الحقائق وإنما الآراء، وخيار تصديقها وطريقة التعامل معها سيبقيان على عاتقك.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"