عادي

مساعدة الحيوانات المهددة بالانقراض

20:35 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

إن الاكتفاء بحماية حيوانات مهددة بالانقراض، مثل الجرابيات الأسترالية، من الحيوانات المفترسة، لم يعد ربما حلاً ناجعاً. وقد يكون علينا مساعدتها على التطور لتتمكن من الاستمرار خلال القرن الحادي والعشرين.
وتقول كاثرين موزبي، الحاصلة على الدكتوراه في علم الأحياء: «أمضيت 15 عاماً وأنا أبعد القطط عن المحميات المُسيجة والمنتزهات الوطنية، ثم فجأة، أصبحت أعيدها إليها. كان القيام بذلك غريباً للغاية».
وفي يوم حار وسماء صافية شديدة الزرقة في براري أستراليا النائية، على بُعد نحو 350 ميلاً شمالي مدينة أديلايد في جنوب أستراليا، كنت أرافق موزبي أثناء فحصها لبطاريات الكاميرات الحساسة للحركة التي تنتشر في محمية «إيرد ريكفري»، وهو مشروع لإعادة إحياء النظام البيئي، أطلقته موزبي وزوجها في عام 1997.
ويمتد المشروع على مساحة تبلغ 47 ميلاً مربعاً من الأرض ذات التربة الحمراء التي تنتشر فيها الشجيرات والأعشاب، وهي محاطة بالكامل بسياج يبلغ ارتفاعه ست أقدام ومصمم لإبعاد القطط الضالة والثعالب.
وهناك داخل السور الرئيسي عدد من المراعي الصغيرة المسيجة. وقد قررت موزبي قبل عدة سنوات البدء في إدخال القطط إلى بعض هذه المراعي، بناء على فكرة بسيطة، لكنها في الوقت نفسه ثورية. فقد تغير النظام البيئي في هذه البراري إلى حد كبير، ولكي تصمد الحيوانات المحلية، وتنجو من الانقراض سيتعين عليها أن تتغير أيضاً. وربما يكون تدريبها ممكناً على كيفية تجنب الوقوع فريسة للقطط، التي أدخلها المستعمرون البريطانيون إلى البلاد، وهي الآن منتشرة في كل مكان تقريباً من أستراليا، بما في ذلك معظم الجزر.
وتقول موزبي: «كان التركيز سابقاً على محاولات إيجاد أفضل الطرق لقتل القطط. ثم بدأنا ننظر إلى الأمر من منظور الفريسة بطريقة ما. مثل، ماذا لو جعلنا الفريسة أفضل؟ هل سيكون ذلك مفيداً؟ لأن التعايش في النهاية هو ما نحاول الوصول إليه. فلن نتمكن على الإطلاق من التخلص من كافة القطط في أرجاء أستراليا».
ويقدر عدد القطط البرية والضالة الموجودة في أستراليا بستة ملايين قطة، وهي تقتل نحو 800 مليون من الحيوانات المحلية الصغيرة سنوياً. كما أن الثعالب، التي أدخلها البريطانيون أيضاً، منتشرة بكثرة، وعددها يقارب عدد القطط.
وتتلخص تجارب موزبي وزملائها في إدخال عدد قليل من القطط إلى بعض الحقول الصغيرة المسورة، ثم تسجيل النتائج. والفكرة هنا هي وضع الحيوانات الجرابية تحت ضغط كاف لإحداث تطور سلوكي لديها، شرط أن لا يكون الضغط شديداً إلى درجة تؤدي إلى موتها.
ومشروع موزبي، هو أحد المشاريع العديدة المتزايدة للحفاظ على البيئة والأنواع المهددة بالانقراض، والتي تنطلق من فرضية أن مجرد الحماية من التغيرات الخارجية لم يعد كافياً، وإنما يتعين على البشر التدخل لمساعدة الكائنات المهددة بالانقراض على التغير والتطور.
إليزابيث كولبيرت - (بي بي سي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"