من يستحق وقتنا؟

00:43 صباحا
قراءة دقيقتين

في حياتنا الاجتماعية، وخلال علاقاتنا المتنوعة مع الأصدقاء وزملاء العمل وفي العلاقات الاجتماعية، قد نحتاج في بعض الأوقات، لأن نكون انتقائيين، بمعنى أن لدينا معايير تتعلق بهؤلاء الأصدقاء تحديداً. هذه المعايير هي التي نحتاجها والتي يمكنها أن تفيدنا وتقوي حضورنا، ليس من الطبيعي أن يكون لديك ثلة من الأصدقاء جميعهم سلبيين، أو جميعهم أقل منك في المستوى التعليم والمعرفي. من غير الطبيعي أن يكون أصدقاؤك مهمومين بجوانب متواضعة مثل كيفية تمضية الوقت في السهر أو قضاء الفراغ دون أي فائدة أو دون تعلم أي مهارة، ولا أقصد هنا المقاطعة ولا تجميد علاقاتك، وإنما أقصد أن يكون لديك حس تعرف من خلاله ما الذي ينقصك وما الذي تحتاجه، فيكون بجانبك صديق يغذي يومك بهذه الحاجة ويدربك عليها حتى تعتمد على نفسك.
 أحد مفاهيم الصداقة أن تقوم على المنفعة والتبادل المعرفي، والهم المشترك والتعاون، إن باتت هذه الصداقة من جانب واحد، فتوقع لها الانهيار. أدرك أن مفهوم البعض عن الصديق بأنه الذي يروح عن النفس ويضحكك ويسليك، قد يكون هذا المفهوم خاطئ، أو على الأقل غير دقيق. نحن في زمن نحتاج إلى النصيحة والتوجيه والإرشاد والدعم، إن لم نجدها عند أقرب الناس منا، عند من نقضي جل يومنا معه، وما الذي نتوقعه في نهاية المطاف، تقع علينا مسؤولية كبيرة في انتقاء واختيار الأصدقاء، حيث يجب أن يكون متوافقاً معنا ومع تطلعاتنا ومواهبنا وقدراتنا.
 مرة أخرى لا أريد أن يفهم من كلماتي أن الصداقة يجب أن تقوم على المصلحة والمنفعة، فهذا تسطيح للفكرة، الذي أدعو إليه أن يكون صديقك واعياً ومثقفاً ومتعلماً، أن يكون طموحاً وشغوفاً، لأن هذا النوع سيجذبك معه نحو التميز والمستقبل الجميل المبدع. هذا النوع من الصداقات هو الذي يستحق منحه الوقت والجهد والطاقة، لأنه سيضيف لك دون أن تشعر، وسيمنحك المعرفة وسعة الأفق التي نحتاجها جميعاً.. أحسن اختيار الرفقة، وابحث عما ينقصك وعما تحتاجه.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"