طفلك قد يكون واحداً منهم

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

ماذا يعني أن تكون شخصاً موهوباً؟ بطبيعة الحال إذا كنت مثل معظم الناس فربما تعتقد أن الأمر يتعلق بالحصول على معدل مرتفع وعالٍ من الذكاء أو أن تكون شخصاً استثنائياً في شيء ما، وفي حين أنه من المؤكد أن الأشخاص الذين يتصفون بهذه الصفات يمكن اعتبارهم موهوبين، إلا أنه حان الآن الوقت لندرك أن هناك بالفعل أنواعاً مختلفة من الموهبة التي غالباً لا يتم اكتشافها أو يتم تجاهلها والتقليل من قيمتها.
 في دراسة علمية أجراها الباحثان جورج بيتس ومورين نيهارت عام 1988 بعنوان «ملامح الموهوبين والمتفوقين» نشرت في جامعة شمال كولورادو، حددا أنواعاً مختلفة من الأفراد الموهوبين وفقاً لطبيعة مشاعرهم واحتياجاتهم وسلوكياتهم. وبطبيعة الحال النوع الأول هو النوع المتعارف عليه والأكثر شيوعاً بين الموهوبين وهم أولئك الذين نربطهم بمصطلح الموهبة بسبب أدائهم الأكاديمي المثير للإعجاب. 
ولكن كما ذكرنا هناك أنواع للموهوبين، وقد لا يكون ظاهراً لنا أن الشخص منهم يصلح أن نطلق على صفاته أنه موهوب أو عبقري، لكن يملكون مقومات الموهبة والإبداع حتى إن لم نقتنع بهذا. ومثال على هذا النوع الموهبة التي تعرف ب«النوع الصعب والمتحدي» ويتم تصنيف من يملكونها بهذا الاسم لأنهم غالباً لا يخافون من تحدي الآخرين ومشككون في أي نظام قائم سواء في المنزل أو في المدرسة، فيقوم الفرد منهم، على سبيل المثال، بتحدي والدته في المنزل، أو المعلم في الصف، وهذا ما يجعل هذا النوع غير تقليدي وخارج الصندوق لدرجة أنه يجد صعوبة في التعايش مع الآخرين بسبب رؤيته أنهم مضطربون وغير ممتثلين.
في الغالب هذا النوع من الموهبة يلقى تقديراً ضئيلاً، أو لا يجده، ويتم التغاضي دائماً عن قدراتهم. لذلك على الأرجح يشعر من يتصف بهذا النوع من الموهبة بالإحباط من بيئة المدرسة لأنها تخنق إبداعه، ولهذا السبب يعتبر هذا النوع من الموهبة الأخطر والأكثر ميلاً إلى الانحراف، فهو في نهاية المطاف يميل إلى ترك المدرسة وتطوير سلوكيات غير سوية إذا لم يكن لديه دعم وتقدير وتأثير إيجابي في حياته. 
هناك أنواع أخرى من الموهبة، قد تكون أكثر غرابة، وأيضاً أكثر صعوبة في اكتشافها سأستعرضها في المقال القادم، لكن تبقى مهمة كل من الأب والأم، داخل الأسرة أولاً، ثم المعلمين في المدرسة، حيوية ومهمة جداً في هذا المضمار.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"