هل طفلك منهم؟

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في سياق الحديث عن الموهبة وأنواعها وتعددها، والذي استعرضنا جزءاً منه في المقال السابق، أتوقف اليوم عند أنواع أخرى، غالباً لا يتم اكتشافها أو يتم تجاهلها بغير قصد، مثل النوع الذي يطلق عليه «النوع السري»، وهم أفراد لديهم مقومات الموهبة ولكن في الغالب يحاولون إخفاء تلك الموهبة عن الآخرين، لسببين: إما لأنهم يريدون أن يشعروا بالاندماج في مجموعة من الأصدقاء العاديين، أو يشعروا بضغط كبير عند تفوقهم حتى يصبح هذا ما يتوقعه الوالدان أو الناس المحيطون بهم، فيكرهون ذلك التدقيق والاهتمام الذي تجلبه تلك الموهبة.
ولا يحاول أصحاب هذه الموهبة إخفاءها إلا في أواخر الطفولة أو المراهقة؛ لأن هذا العمر هو الذي تبدأ فيه الرغبة في الانتماء الاجتماعي والقبول والتعارف في الازدياد، وبالتالي ينتهي بهم الأمر إلى إنكار تلك القدرات، ولذلك يحتاج هذا النوع إلى كثير من التشجيع والتفهم ليس فقط من الوالدين والمعلمين؛ بل حتى من الأقران.
أيضاً هناك نوع من الموهبة أصحابه يتصفون بصعوبات مثل التوحد، أو صعوبات التعلم كعسر القراءة أو الكتابة أو عسر الحساب وما إلى ذلك، ولكنهم موهوبون، ويسمى هذا النوع «المزدوج»، وهذا ما يجعل من الصعب على الوالدين أو حتى على البرامج المدرسية، التعرف إلى مواهبهم. وبسبب معاناتهم يصعب عليهم إكمال العمل الموكل إليهم في الوقت المحدد، أو أداء مهام منظمة وواجبات بسهولة مثل أقرانهم، وهذا يجعلهم أكثر إحباطاً وانتقاداً لأنفسهم. 
أخيراً وليس آخراً، «النوع المستقل» الذي يتصف باستقلالية الموهوب واعتماده على نفسه، وعلى غرار النوع المزدوج، غالباً ما يجد أفراد هذا النوع النجاح والاعتراف بموهبتهم؛ لأنهم يعرفون كيفية التفوق في بيئة المدرسة ويستطيعون إيجاد الطرق لجعل النظام يعمل لصالحهم. وبطبيعة الحال، أصحاب هذا النوع «المستقل» يحظون باحترام مَن حولهم، ويعرف الموهوب المستقل أنه موهوب ومتميز عن الآخرين، ولكنه غير مشغول بإثارة الإعجاب أو الحصول على التوافق مع أقرانه؛ لأن لديه الإحساس القوي بالشخصية.
وكما هو واضح، فإن هناك تفاوتاً في أنماط الموهبة ودرجاتها، يحتاج معها كل موهوب أن تتاح له الفرص والدعم المعرفي والعاطفي والاجتماعي، فمهما كانت قدرة أطفالنا ومواهبهم، فإنهم كالمادة الخام التي تحتاج إلى صقل وصهر حتى تُعطي فاعليتها ومنافعها. 
يقول السياسي والرئيس الأمريكي الخامس والثلاثون جون كينيدي: «ليس لنا جميعاً نفس درجة الموهبة، لكن يجب أن تتاح لنا جميعاً فرص متساوية لتطوير مواهبنا».
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"