عادي

«منتجع الحب» فيلم صيفي خفيف ومنعش

22:30 مساء
قراءة 4 دقائق

مارلين سلوم
مع اختلاف المواسم تختلف أمزجة الناس وتطغى حتى على اختياراتهم لما يرغبون في مشاهدته، ففي الشتاء مثلاً يكثر الإقبال على مشاهدة الأفلام العائلية وأجواء «الكريسماس»، بينما في الصيف تنشط حركة الشباب أكثر فتميل الأذواق إلى الأفلام الشبابية والرومانسية وأجواء البحر والأغاني من دون أن تسقط السينما من حساباتها النصيب الوافر لأفلام الخيال العلمي والرعب في كل المواسم وعلى مدار الفصول. «نتفليكس» تواكب الموسم الصيفي بأفلام جديدة منها ما هو «منعش» وخفيف، مثل «ريزورت تو لاف» أو «منتجع الحب» الذي أطلقته الأسبوع الماضي على منصتها، ودخل سريعاً في قائمة أكثر عشرة أفلام مشاهدة لأنه يتناسب وأجواء الصيف والاسترخاء.

طبيعي أن يميل الجمهور إلى «الوجبات الفنية الخفيفة» في الصيف، فلا رغبة في إنهاك العقل والتوتر والتحليل، بل كل ما يحتاج إليه المشاهد مساحة من المتعة تتناسب ورغبته في مواصلة الإجازة والاستمتاع بعمل فني جديد وخفيف مع المحافظة على النوعية الجيدة طبعاً. «ريزورت تو لاف» يستوفي هذه الشروط ويعتبر فيلماً رومانسياً خفيفاً يميل إلى الكوميديا. والفيلم لا يحمل توقيع مشاهير «هوليوود» أو نجوم الصف الأول الذين يتبعهم الجمهور أياً كان ما يقدمونه، لكن السعي خلف النجوم لا يقدم أي ضمانة بأن الفيلم سيكون تحفة فنية ترضي كل الأذواق.

لا يملك المخرج الأمريكي ستيفن ك. تسوتشيدا رصيداً كبيراً من الأعمال ولا الشهرة الواسعة التي ترشدك إلى طبيعة أعماله ورؤيته (انطلاقته الحقيقية في «أ نينجا بايز هاف ماي رانت» عام 2003)، ويمكن اعتبار تجربته مع «نتفليكس» جيدة في «منتجع الحب» الذي تم تصويره في جزر موريشيوس؛ حيث الطبيعة الجميلة والتي تكفي وحدها لتوفير مناظر رائعة وتضمن كادراً مميزاً ومتعة تريح عين المشاهد وتبهجه.

بساطة

القصة بسيطة جداً، ليست جديدة على السينما إنما التجديد فيها يتضح في الجزء الأخير من الفيلم. يلعب الكاتبان تابي مكارتني ودانا شمالينبيرج على فكرة الإرادة في اتخاذ القرار الصائب وفي التوقيت المناسب، والجرأة في مواجهة الحقيقة دون إلقاء اللوم على الآخر. بطلة الفيلم إيريكا (كريستينا ميليان) تعاني أزمة نفسية بعد انفصالها قبل عام عن خطيبها جايسون (جاي فاروه) الذي غادر فجأة نيويورك ليستقر في شارلستون سعياً خلف عرض وظيفي. ويكتمل حزنها في الليلة المنشودة التي حلمت بها وتنتظر فرصة تحقيق حلمها بالشهرة في عالم الغناء وانطلاق مسيرتها بقوة في عالم الموسيقى؛ حيث تشارك نجم الموسيقى الشهير كري (كاي لي هاريسون) الغناء في ألبومه الجديد. وليلة الاحتفال بإطلاق هذا الألبوم يقرر كري إلغاءه محطماً أحلام محبيه وإيريكا التي كانت تعلق آمالاً كبيرة على هذه اللحظة التي ستشهد ولادتها الفنية.

وقت عصيب تعيشه إيريكا، لكن صديقتها المفضلة والتي تقف دائماً إلى جانبها أمبر (تيمبرلي هيل) تسعى جاهدة لإبعادها عن هذه الأجواء فتدبر لها عملاً كمغنية في فندق خمس نجوم في جزر موريشيوس، أملاً في استعادة توازنها ونسيانها مآسيها المتتالية. تسافر البطلة من نيويورك إلى الجزيرة ويكون في استقبالها بارينجتون (تي جاي باور) الذي يصبح صديقاً مقرباً لها ويعمل عازفاً في الفرقة الموسيقية إلى جانب القيام بمهام متعددة في الفندق. خط الكوميديا يرتبط بمواقف ظريفة لا بشخصيات محددة، كما أن أجواء الفيلم كلها مبهجة، حتى في لحظات الحزن هناك ابتسامة ونكتة.

إلى هنا تسير الأمور بشكل طبيعي وتتأقلم إيريكا مع الأجواء وشروط الفندق والعمل إلى أن تشاهد رجلاً يستغيث في البحر فتحاول إنقاذه لكنه يجرها معه ثم يأتي من ينقذهما معاً. إنه كايلب (سينكوا وولز) الشاب المتقاعد من الجيش الأمريكي؛ حيث كان يعمل ضمن القوات الخاصة حتى أصيب برجله. المفاجأة، بل الصدمة، أن كايلب أتى للمشاركة في حفل زفاف أخيه الذي سيقام في الفندق، والعريس هو جايسون الخطيب السابق لإيريكا، وعليها أن تحيي حفل زفافه وتغني للعروسين.

صراع

ميزة الفيلم أنه يحيد عن الفكرة التقليدية السائدة في كثير من الأفلام الرومانسية التي تلعب على نفس إطار الفراق واللقاء المفاجئ بين الحبيبين ووجود خطيبة جديدة.. نعيش مع البطلة صراعها في مواجهة الواقع، وفي نفس الوقت يدخل على الخط معجب جديد هو كايلب شقيق خطيبها والذي لم يسبق أن التقته يوماً بسبب غيابه بحكم عمله مع القوات الخاصة وبسبب خلافه الدائم مع جايسون، وهذا الأخير يخشى أن تعرف عروسه بيفرلي (كريستياني بيتس) حقيقة علاقته السابقة بإيريكا، خصوصاً أنهما تتعارفان وتصبح العروس مقربة جداً من إيريكا التي ستحيي حفل زفافها.

وجود كايلب يضع المشاهد في حيرة، هل يرغب في عودة إيريكا وجايسون لاستكمال رحلتهما معاً وإتمام زفافهما، أم ارتباط البطلة بكايلب الهادئ الرزين المراقِب والأكثر حكمة من أخيه الصغير جايسون؟ بعض المفاجآت ترفع من وتيرة التشويق طوال الفيلم، أداء الممثلين جيد والبطلة كريستينا ميليان مناسبة للدور، صوت جميل وخفة ظل وإن كان أداؤها في بداية الفيلم مبالغاً فيه في مشهد تعبيرها عن حزنها وهي تندب حظها في الشارع بعد فشل مشروعها وحلمها الغنائي. كريستياني بيتس أيضاً كوميدية جيدة بدور العروس بيفرلي، كما أن سينكوا وولز منح شخصية كايلب سحراً ببعض الغموض في نظراته حيث يبدو «الواد التقيل» الذي يفضله الجمهور بشكل تلقائي على جايسون الضعيف والمهزوز، والذي يسرق الكاميرا حتى في المشاهد التي تجمع الأبطال جميعاً.

لا فذلكة في الإخراج ولا مجهود كبيراً بذله تسوتشيدا في البحث عن كادر مختلف أو تقنيات عالية. يتميز الفيلم بالجمال في التصوير سواء على الأرض أم من الجو بواسطة الطائرات بدون طيار، ويبدو أقرب إلى الفيلم التلفزيوني من السينمائي. قصة حب لطيفة بميزانية محدودة، وساعة و41 دقيقة من الكوميديا الرومانسية المحببة، تلعب في النهاية على فكرة حسن الاختيار ومواجهة المواقف بقوة أياً كان القرار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"