عادي

لبنان يحيي ذكرى كارثة المرفأ بالحداد والمسيرات والتظاهرات

00:51 صباحا
قراءة 3 دقائق
عدد من أهالي الضحايا يطلون أيديهم بلون الدم خلال تظاهرة أمام منزل وزير الداخلية (ا ب)

بيروت: «الخليج»

يحيي لبنان اليوم الاربعاء الذكرى السنوية الاولى لكارثة انفجار مرفأ بيروت بالكثير من الفعاليات والتظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية، بالتزامن مع حداد وطني وتعطيل الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات، في وقت أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، أنه لن تكون هناك عدالة حقيقية في لبنان إذا لم تتحقّق العدالة الحقيقية في انفجار المرفأ، فيما قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إن البركان الذي عصف ببيروت ليس منصة للاستثمار السياسي في أحزان المواطنين، في حين اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية السلطات اللبنانية بالإهمال «جنائياً» وانتهاك الحق في الحياة بعدما أظهرت في تحقيق تقصير مسؤولين سياسيين وأمنيين في متابعة قضية شحنة نيترات الأمونيوم التي أدت إلى وقوع الانفجار، بينما في الشق الحكومي يترقب الجميع ما سيسفر عنه اللقاء الخامس المرتقب غداً الخميس بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميفاتي.

الانفجار كشف عورات البلد

وقال دياب في بيان في ذكرى ​تفجير​ المرفأ ​«لقد كشف انفجار 4 أغسطس/آب عورات البلد. انكشف جانب من الفساد الذي ينهش لبنان، وظهرت معالم الدولة العميقة، دولة الفساد، ليتبيّن أن العنبر رقم 12 يختصر صورة الواقع اللبناني الذي يقوم على اجتماع مكونات وعناصر الإفساد التي استسلم البلد لإرادتها وقوة سطوتها». ورأى دياب أنه «لن تكون هناك عدالة حقيقية في لبنان إذا لم تتحقّق العدالة الحقيقية في انفجار ​مرفأ بيروت​. ولا يمكن للبنانيين الشعور بالأمان إذا لم تنكشف الحقائق الكاملة لتلك الكارثة التي لا يمكن تجاوز آثارها الإنسانية والنفسية والاجتماعية، فضلاً عن الدمار الذي أصاب العاصمة ومحيطها»، مشدداً أنه «لا يمكن أن تنكشف الحقائق الكاملة لتلك الكارثة من دون أجوبة واضحة على أسئلة جوهرية: من أتى بهذه المواد؟ ولماذا؟ كيف ولماذا بقيت 7 سنوات؟ كيف حصل الانفجار؟». وأكد دياب أن تحقيق العدالة يبدأ بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الكارثة، وبحماية دماء الشهداء وبلسمة جراح المصابين والمتضررين، مشيراً الى أن «لبنان يمرّ بمرحلة خطيرة جداً تهدّد مصيره ومستقبل أبنائه، وعلى الجميع الإدراك أن العدالة الحقيقية هي حجر الزاوية في حماية لبنان من السقوط».

الحريري: لا للاستثمار السياسي

بدوره، رأى الحريري أن «البركان الذي عصف ببيروت ليس منصة للمزايدات والاستثمار السياسي في أحزان المواطنين المنكوبين واتخاذها ممراً لتسجيل المواقف وإغراق المسار القضائي بتوجيهات شعبوية لتهريب الحقيقة»، وقال: «للعدالة قاعدتان، لجنة تحقيق دولية تضع يدها على الملف وساحة الجريمة أو تعليق القيود التي ينص عليها الدستور والقوانين وما ينشأ عنها من محاكم خاصة تتوزع الصلاحية والأحكام في الجريمة الواحدة».

جريمة الإهمال الجنائي

وفي هذا السياق خلص تقرير أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش أمس إلى وجود أدلة قوية تشير إلى أن بعض المسؤولين اللبنانيين علموا وقبلوا ضمنياً بالمخاطر التي تشكلها مادة نترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت قبل الانفجار المروع الذي دمره في الرابع من أغسطس من العام الماضي والذي نتج عن تخزين كيماويات في الميناء لأعوام دون مراعاة معايير السلامة والأمان، وأسفر عن مقتل ما يتجاوز ال 200 شخص وإصابة الآلاف وتدمير مساحات كبيرة من العاصمة اللبنانية. وخلص التقرير الذي يقع في أكثر من 700 صفحة، إلى أن هناك أدلة على أن عدداً من المسؤولين اللبنانيين ارتكبوا جريمة الإهمال الجنائي بموجب القانون اللبناني. واستند تقرير المنظمة إلى وثائق رسمية ومقابلات مع مسؤولين كبار منهم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ومدير الأمن العام عباس إبراهيم. وتتبع التحقيق أحداثاً ترجع إلى عام 2014 وما بعده في أعقاب جلب الشحنة إلى مرفأ بيروت، كما رصد تحذيرات متعاقبة بشأن خطورة هذه الشحنة إلى عدة جهات رسمية. وجاء في التقرير «تشير الأدلة بقوة إلى أن بعض مسؤولي الحكومة توقعوا الموت الذي قد ينجم عن وجود نترات الأمونيوم في المرفأ وقبلوا ضمنياً باحتمال حدوث وفيات». ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق في الانفجار وحثت الحكومات الأجنبية على فرض عقوبات على المسؤولين تتعلق بحقوق الإنسان والفساد.

فعاليات وتحركات شعبية

ويشهد اليوم وقفات واعتصامات ومسيرات بالتزامن مع التعطيل العام والحداد على ضحايا المرفأ بدءاً من وقفة تضامنية، أمام قصر العدل في بيروت، تليها مسيرة إلى المرفأ حداداً على الضحايا، ومسيرة أخرى بعنوان: «يسقط نظام 4 آب بكل مكوناته وزعماته»، لأهالي شهداء مرفأ بيروت. كذلك تنطلق في بيروت مسيرة لمحتجين بعنوان: لاسقاط الحصانات وتحقيق العدالة واسترجاع البلد وتحريره، يليها التجمع أمام تمثال المغترب، ثم تدشين تمثال مطرقة العدالة قرب التمثال، أمام مرفأ بيروت، وقداس يترأسه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في مرفأ بيروت.

الحريري: لا للاستثمار في أحزان المنكوبين

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"