عادي

محمد مظهر حمادة.. جاني الثمر يدير أصولاً بـ 3 مليارات درهم

00:02 صباحا
قراءة 7 دقائق

حوار: عدنان نجم

محمد مظهر حمادة، مدير عام شركة العين الأهلية للتأمين، وهو أحد أبرز رواد قطاع التأمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يعمل في هذا القطاع الحيوي والهام منذ 46 سنة كأول مدير فرع لشركة العين الأهلية للتأمين في مدينة العين.

في البداية عمل وحده مديراً للفرع وموظفاً لمدة سنة إلى أن بدأ العمل يزداد يوماً بعد يوم ما تطلب تعيين مزيد من الموظفين.

وبفضل إرادته وإدارته وخبرته ومؤهلاته العلمية والعملية تمكن حمادة من تولي إدارة إحدى أكبر شركات التأمين في الدولة والتي يتجاوز حجم أصولها 3 مليارات درهم إماراتي، ويمتد عملها في مختلف إمارات الدولة، وقدَّمت الشركة تعويضات تعتبر الأضخم على مستوى العالم بلغت 1.5 مليار درهم.

ولد محمد مظهر حمادة في شهر سبتمبر/ أيلول من العام 1949 في قرية الصريح التابعة لمحافظة إربد في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث نشأ بها وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في المدارس الحكومية في إربد، بينما حصل على بكالوريوس في القانون من جامعة بيروت العربية في العام 1981، ليتابع بعد ذلك تحصيله العلمي ليحصل على دبلوم في القانون الجنائي من جامعة عين شمس، ودبلوم في القانون الدولي من جامعة الإسكندرية، حيث يعادل الدبلومان درجة الماجستير.

1

30 قرشاً يومياً

وحول نشأته واتجاهه لقطاع العمل، يقول حمادة في حديث مع «الخليج»: «كنت مثل بقية الفتيان في إربد أبحث عن العمل خلال فترة الإجازة الصيفية، أو ممارسة العمل في فراغ، وقد بدأت العمل بعمر 14 عاماً في جني الثمار في المزارع، وانتقلت للعمل لمدة قصيرة للغاية في إحدى كسارات الجبال في حمل الحجارة بأجر يومي حينها 30 قرشاً أردنياً تقريباً، وكنت مسروراً للغاية في أن أعمل وأعتمد على نفسي في بداية عمري، إلا أن صغر سني حينها كان يدفع أصحاب الأعمال لأن يطلبوا مني عدم الاستمرار في العمل إلى حين أكبر، وهذا الأمر كان يدفعني لأن أبحث عن العمل في أي مجال مناسب لكسب قوت يومي ومساعدة نفسي وأسرتي».

السفر للإمارات

وأضاف: «عقب الانتهاء من دراستي الثانوية عملت موظفاً في مكتب للتأمين والسفر، وكنت ألاحظ حينها اتجاه معظم الشبان في ذلك الوقت للحجز والسفر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بغرض البحث عن فرص أفضل للعمل وبرواتب أفضل الأمر الذي شجعني لأن أسافر إلى الإمارات في العام 1975، حيث عملت موظف حوادث في شركة دلتا لويد الهولندية المتخصصة في التأمين، واستمر عملي بها لمدة عام كامل».

وتابع: «في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 1975 أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة – طيب الله ثراه- مرسوماً بتأسيس شركة العين الأهلية للتأمين.. شركة مساهمة عامة مركزها العاصمة أبوظبي، وقد عملت منذ تأسيس وافتتاح الشركة مديراً لفرعها في مدينة العين، كنت ضمن الطاقم المؤسس للشركة، حيث بدأت رحلة افتتاح الفرع الجديد للشركة وكل ما يتعلق بالرخص التجارية والإدارية وعملت وحدي، مديراً وموظفاً في الفرع لمدة عام كامل، ومع ازدياد حجم الأعمال بدأنا في تعيين مزيد من الموظفين لمواكبة حجم الأعمال المتنامي للشركة، وقد استمر عملي كمدير لفرع العين حتى العام 1994».

1

وأوضح مدير عام شركة العين الأهلية للتأمين أن الشركة بدأت برأس مال بلغ 5 ملايين درهم إماراتي في فترة التأسيس، لتتحول في الوقت الراهن إلى إحدى أهم وأكبر شركات التأمين في الإمارات بحجم أصول وموجودات يبلغ 3 مليارات درهم إماراتي.

وذكر أنه قد تزوج وأسس أسرته في مدينة العين عام 1976، ولديه 6 أبناء وبنات و8 أحفاد وينتظر قدوم التاسع.

مرحلة فاصلة

وقال حمادة إن الانتقال من الأردن إلى الإمارات شكّل مرحلة هامة في مسيرة حياته، حيث كان لديه أكثر من خيار للسفر خارج الأردن منها السفر إلى الإمارات أو إلى ألمانيا، إلا أنه فضل الإمارات كونها دولة عربية وتتناسب مع العادات والتقاليد التي نشأ عليها، إلى جانب ما يتصف به أهلها من الكرم والطيب وحسن الأخلاق والمعاملة، وأنه بعد قضاء 20 عاماً كمدير لفرع شركة العين الأهلية للتأمين في مدينة العين قرر مجلس إدارة الشركة اختياره مديراً عاماً لها في العام 1994، حيث مازال يواصل عمله في نفس المنصب منذ 27 عاماً.

وأشار إلى أن شركة العين الأهلية للتأمين حلّت في المرتبة الثانية بين الشركات الوطنية التي جرى تأسيسها في إمارة أبو ظبي بعد شركة أبو ظبي الوطنية للتأمين، وتصنّف شركة العين الأهلية للتأمين في المرتبة الرابعة بين أهم شركات التأمين الوطنية على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وشدَّد حمادة على أهمية بناء الثقة بين الشركة وعملائها، والتركيز على الجودة والالتزام والوفاء، والتواصل مع العملاء، موضحاً أن لديه عملاء يتعاملون مع الشركة منذ تأسيسها، واستمرت الشركة في التعامل مع الجيل الثاني من أبناء العملاء، إلى جانب التعاون مع الجهات الحكومية، وحرصت الشركة على التعاون مع شركات إعادة تأمين عالمية مصنفة دولياً بالموثوقية والمصداقية.

وقال: «أثبتت التجارب التزام الشركة في الحوادث والكوارث، حيث دفعت تعويضات لإحدى الشركات التي لديها استثمارات في مصر بمبلغ 85 مليون درهم، كما أن لدينا علاقة قوية مع قطاع النفط والغاز، حيث قمنا في العام 2000 بتسديد تعويض بقيمة 75 مليون درهم لإحدى شركات النفط في أبو ظبي، وقد قمنا بسداد أكبر تعويض على مستوى العالم في مجال الطاقة بمبلغ قدره 1.5 مليار دولار».

وأضاف: «وجرى تصنيف الشركة من قبل وكالة موديز بدرجة A 3 مستقر، وذلك قبل 3 سنوات وتمكنا من الحفاظ على نفس المستوى، كما أصبحت الشركة معروفة على مستوى العالم في قطاع التأمين وإعادة التأمين، ولا بد هنا من أن أشير إلى الدور الكبير الذي قام به مجلس إدارة الشركة في نموها وتطورها ما جعلها من بين أهم شركات التأمين في الدولة والمنطقة والعالم».

الاستثمار بالمواطنين

وشدد على أهمية الاستثمار في المواطنين، عبر تدريبهم وتأهيلهم، قائلاً: «لقد بدأنا في الشركة بتدريب المواطنين منذ تأسيس جامعة الإمارات العربية المتحدة، حيث تطوعت شخصياً بإلقاء محاضرات لمدة 10 سنوات على الطلبة في قسم التأمين التابع لإحدى كليات الجامعة، وقد توقف هذا الأمر، وأرى أن من المهم وجود تخصص أكاديمي يعنى بالتأمين لإثراء سوق التأمين بالمواطنين المؤهلين، كما قمنا بتدريب موظفي جهات وشركات حكومية في القطاع، كما يوجد لدينا في الوقت الراهن عدد من المتدربين، ونعيّن الراغبين بالعمل في الشركة».

الإمارات بلد الفرص

وأوضح حمادة أن دولة الإمارات أتاحت له العديد من الفرص لتطوير نفسه وإمكانياته، حيث تمكن خلال عمله في الدولة من الانتساب إلى الجامعات التي درس بها ليتمكن من تحصيل التعليم الأكاديمي والعالي الذي ساهم في تطوير إمكانياته وقدراته، حيث واصل مسيرته التعليمية وهو على رأس عمله في الشركة.

وقال: «لقد أتاحت لي الإمارات أن أتلقى تعليمي الأكاديمي في الجامعة وأن أواصل تحصيلي العلمي العالي وأنا على رأس عملي، حيث وفرت لي السبل لأن انطلق وأطور نفسي من خلال دورات تأهيل وتدريب، وجرى ابتعاثي إلى سويسرا وميونخ وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية والى العراق لكي أطور من نفسي وأكتسب الخبرة والمعرفة الكافية في قطاع التأمين، وقد أتاح لي هذا الأمر تطوير مهاراتي في مجال إعادة التأمين والتأمين الهندسي».

وأضاف: «إنني أعتبر الإمارات وطني الأول، حيث أتمتع بالأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان، وقد وفرت الإمارات التعليم لأبنائي في مدارسها، وهذه ميزة لا تتوفر في مختلف دول العالم، كما كان لي شرف مقابلة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة – طيب الله ثراه- وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، وأعتز كثيراً أن مرسوم تأسيس شركة العين الأهلية للتأمين قد وقّع عليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة – طيب الله ثراه – وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله- بصفته ولياً لعهد أبوظبي في ذلك الوقت».

وأوضح أن الإمارات قد أتاحت الفرص أمام الكثيرين ممن قدموا إليها، مشيراً إلى أن عمله في قطاع التأمين قد شكل مناسبة هامة ليطور من قدراته ومعرفته ليعزز من مكانة هذا القطاع على مستوى الدولة، كونه من القطاعات الاقتصادية الكبيرة والهامة.

وأشار إلى أن تواجده في الإمارات قد زاد من معرفته باقتصادها والفرص المتاحة بها ما دفع الشركة لتنويع استثماراتها وأصولها حيث تمتلك فندقاً في دبي بنسبة 100%، إلى جانب عدد من المباني والأراضي على مستوى الدولة.

وذكر أن الإمارات أتاحت فرص التعليم الجيد لأبنائه في المدارس الحكومية التي تتمتع بالقوة، حيث تأسسوا تعليمياً بشكل مناسب، وتخرجوا في ما بعد حيث منهم المهندس ورجل الإعمال ومن يعمل في الطب العلاجي وغيره، ولقد وفرت الإمارات للجميع فرص النمو والتوسع ومازال يوجد الكثير من النماذج التي استفادت من حضورها وتواجدها في الدولة.

مناصب

وقال إنه تولى عدداً من المناصب الهامة خلال مسيرة عمله، منها منصب رئيس مجلس إدارة مجمع تأمين الأخطار النووية في الدولة حتى مطلع العام 2021، ومنصب رئيس مجلس إدارة صندوق تأمين النفط والطاقة في الاتحاد الأفريقي الآسيوي للتأمين، ورئيس الرابطة العربية لقوانين التأمين في الاتحاد العربي العام للتأمين، ورئيس مجموعة عمل التأمين لدى غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي.

رسائل ونصائح

توجه محمد مظهر حمادة بمجموعة من الرسائل والنصائح بالقول: «من المهم أن يشعر الموظف بالاستقرار والطمأنينة كونها من أفضل الطرق ليبدع وينجح، مع أهمية الالتزام والثقة بالتعامل مع المؤسسة والعملاء والأفراد، وهذه الأمور من شأنها أن تدفع الإنسان أو الموظف لأن يبدع ويبتكر في مجال عمله وأن يكون إنساناً إيجابياً للمجتمع».

وأضاف: «من المهم الالتزام بالصدق والأمانة كونهما يمنحان الإنسان أكبر رأس مال في حياته ومسيرته المهنية، إلى جانب التعامل بشفافية مع المحيطين بنا لنكسب احترامهم وتقديرهم وثقتهم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"