عادي
مخطوطات الراحلين.. إرث إبداعي ينتظر التوثيق

ذاكرة الأدب في خطر

00:04 صباحا
قراءة 4 دقائق
g3
g1
g2
gg

عبد الله محمد السبب

المخطوطات ثمرة ممارسات ناجمة عن خبرة تراكمية يكتسبها المبدع في شتى مجالات الأدب والثقافة العامة طيلة سنوات عمره، ومستندات تعبر عن الرغبة في صقل الموهبة من خلال السهر والقراءة والبحث والتقصي، والتجديد والتطوير إلى أن يكون له شأن في المشهد الثقافي.

المخطوطات بناء ثقافي يحرص المبدع على البحث عن جهة ما تتبنى نشره وفق الآليات المتبعة لديها، سواء مؤسسات ثقافية رسمية، أم دور نشر خاصة.

هكذا هو حال المبدع بين لحظتين: لحظة يبني فيها مخطوطاته، ولحظة يبحث فيها عن جهة ما تتبنى تلك المخطوطات لترجمتها إلى كتب لتكون حاضرة في المكتبة المحلية والعربية بما يسهم في رفد الميدان الثقافي بمنتج إبداعي يشير إلى النهضة الثقافية لمجتمع ما.

والسؤال الآن: إذا كان هذا هو شأن المبدع وهو على قيد الحياة الثقافية، بما يتكبده من مشاق البحث عن جهات تتبنى طباعة ونشر منتجاته الإبداعية، فما باله وهو في ذمة الله، تاركاً وراءه إرثاً إبداعياً في ذمة الناس من ورثته ورفاق حياة إبداعية واجتماعية لصيقة ومؤسسات ثقافية ودور نشر؟

على ضوء ذلك، وبناء على المادة التي كتبها الشاعر يوسف أبولوز في جريدة الخليج يوم 23 يوليو الماضي بعنوان «هل من جهة تتبنى البحث عن مخطوطات ووثائق الأدب الإماراتي المفقود؟»، عبر طرح بعض التساؤلات حول مخطوطات بعض المثقفين الإماراتيين الراحلين، فإننا نميط اللثام عن بعض البيانات والمعلومات المتعلقة بمخطوطات كل من الراحلين: الأديب جمعة الفيروز، والباحث سالم سيف الجابر.

جمعة الفيروز

في نوفمبر 1998، التقيت بالأديب الفيروز في مكتب جريدة الاتحاد برأس الخيمة، وسلّمني ثلاث كُرّاسات، متضمنة مجموعة من الإبداعات الأدبية: الكراس الأول: «أصدقاء الحداثة وتبر الأرض والقرار عند امرأة الانتظار». الكراس الثاني:«أحاديث الذكريات وحبيبتي قد تكون ورواق الحب وأشرعة في الظلام والانعتاق وفطرة الالتحام». الكراس الثالث: «خلاصة الشذور والأجنحة.. مذكرات إنسان، وفلسفة الموسيقى التراثية وفي مقتضى الأحوال، القرار الأخير.. اللقاء، ورسالة خاصة جداً، وليل العنا وأفكار نقدية وقصيدة عيد الفقراء»، مع قطوف.. مختارات إسلامية – رمضانيات. بالإضافة إلى دراسة نقدية في إصداري الشعري الأول «الآن.. قراءة رقم 14»، وكان قد أطلعني في حياته في فرع اتحاد الكتاب برأس الخيمة على قراءة نقدية في أحد الإصدارات الشعرية للشاعرة ميسون صقر القاسمي، بما يعني أن لديه مخطوطاً نقدياً بحوزة عائلته.

وفي سنة 2011، عندما شرعت في إعداد كتاب (جمعة الفيروز.. بين احتراقات الذاكرة واختراقات النسيان) الصادر عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عام 2012، اطلعت على المخطوطات التي بحوزة الشاعر أحمد عيسى العسم، منها ما قد صدر ممثلاً في مجموعته الشعرية «ذاهل عبر الفكرة»، ومجموعتيه القصصيتين «مسافة أنت.. العشق الأولى» و«علياء وهموم سالم البحّار»، وروايته «الدائرة»، فيما بقية المخطوطات التي لم تر نور النشر بعد، هي على النحو التالي:

أولاً «دفاتر أدبية»: (أدبيات المستشفى: دورة الأيام: فبراير - ديسمبر 1995، «تذكار: 1976 – 1997»). و(حالات: يوميات دور الانبثاق الجديد. استثمارات أدبية: 10 آراء أدبية. بين عشقي والضمير: 1994، تعقيبات أدبية على رسائل الشاعر سعيد البدري. ثم «كشكول» توثيقي متضمناً بعض ما نشره الفيروز في الصحف من قصص وقصائد، إضافة ما نشر من دراسات نقدية في نتاجاته وحوارات أجريت معه).

ثانياً «مذكرات أدبية»: (الفيروز من البيت إلى معتقل الأمل: 1991. الصحبة الطيبة: 1995. مرحلة ما بعد السقوط: 1997. عودة الزهرة إلى أحضان الطبيعة: 1997. ترنيمة الآهة بعد الأربعين: 1997. أخلاقيات: 1999. مراحل: 1999. مع مذكرتين دون تأريخ. تلك هي المخطوطات التي يمكننا الحديث عنها، بالإضافة إلى قصة طويلة تم العثور عليها هذا العام في فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة بعنوان (الرفض الأخير)، فماذا عن المخطوطات التي بحوزة عائلته والأصدقاء الآخرين..؟

سالم سيف الجابر

أمّا ما يخص الباحث سالم سيف الجابر، فقد ترك إرثاً بحثياً معداً للطبع – بحسب ما ظهر في آخر إصدار له - متمثلاً في: (المتلازمات، موسوعة الألقاب، محمد بن محمد بن محمد، التوقيعات في الأدب العربي، قاموس مصطلحات التربية الخاصة.. عربي – إنجليزي، غوته، برنارد شو، ليو تولستوي، إيفان بونين، غاندي، ضمن سلسلة مشاهير أنصفوا العالم)، إضافة إلى لقاءات مع أدباء وفلاسفة وشعراء: (لاوتسي، كونفوشيوس، المتنبي، المعري، الإمام الغزالي، جوليا دومنا، سقراط، فهد العسكر...). وهناك قائمة زودّنا بها أحد أبنائه، متضمنة مجموعة كبيرة مما نُشر في صحف ومجلات محلية وعربية منذ عام 1983 حتى قبيل وفاته، من قصص وقصائد وخواطر ومقالات وأبحاث ودراسات متنوعة، سواء في مجال تخصصه الأكاديمي، أم في مجال سلكه الوظيفي، أم في المجال الأدبي والثقافي العام.

تواصل
أجرى برنامج بصمة قلم بقناة سما دبي اتصالاً معي يطلب فيه التواصل مع عائلات ثلاثة من الأدباء الإماراتيين الراحلين: (جمعة الفيروز، علي العندل، ثاني السويدي)، بهدف طباعة مجموعة من مخطوطاتهم وإرثهم الإبداعي، مقابل مبالغ مالية ستدفع إلى الورثة نظير ذلك بموجب عقود نشر سوف تبرم فيما بينهم في حينه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"