عادي
دفاتر المبدع

فيصل الدرمكي: المنصات الافتراضية أنعشت المسرح

23:12 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: علاء الدين محمود
يتوقف المخرج فيصل الدرمكي، عند محطات شهدت بداياته الفنية والإبداعية في مجالي التمثيل والإخراج، ويشير إلى منعطفات مهمة في حياته المهنية كان لها فضل كبير في مسيرته الفنية المكللة بعدد كبير من الجوائز، ولفت إلى معاناة المسرح في ظل «كورونا»، والدور اللافت للمنصات الافتراضية في إنعاشه والحفاظ عليه.

أوضح الدرمكي في معرض حديثه عن أولى محطاته الفنية أنه ظهر كممثل من خلال «الاسكتشات»، والمشاهد المسرحية التي كانت تقدم خلال مناسبات الأعياد في مسرح نادي الفتيات في كلباء، موضحاً أن أول مشاركة له كانت في العام 1998، وكان طالباً في المرحلة الثانوية في مدرسة «سيف اليعربي»، في كلباء، ويلفت إلى أنه وبصحبة عدد من الأصدقاء كانوا يقدمون أعمالاً بسيطة ويدعون كبار المسرحيين من أجل مشاهدتها وتقييمها، حيث وجدت بالفعل إشادة كبيرة منهم، ويشير الدرمكي إلى أن تلك «الاسكتشات»، والمشاهد المسرحية البسيطة ذات الطابع الكوميدي هي التي قادته نحو عالم المسرح.

ويشير أيضاً إلى الثنائية التي جمعته بالممثل جمعة علي، عبر العديد من المسرحيات الصغيرة في ذلك الوقت، وهي الأعمال التي كانت بمضامين اجتماعية وتناقش قضايا تهم الناس وتشغل بالهم، لافتاً إلى أن تلك الثنائية كان لها دور كبير في مسيرته الفنية، وشهدت تقديم الكثير من الأعمال المسرحية.

عالم الإخراج

ولفت الدرمكي إلى أنه شارك في العديد من الأعمال المسرحية كممثل، غير أنه اتجه إلى عالم آخر من عوالم المسرح وهو الإخراج الذي انتمى إليه وأحبه وقدم له الكثير، ويقول: «وجدت نفسي في الإخراج أكثر من التمثيل، واستطعت أن أحرز فيه الكثير من النجاحات».

ويذكر الدرمكي أنه وبعد مسيرة امتدت لنحو 12 عاماً قضاها في تقديم «الاسكتشات»، والعروض البسيطة، جاء الدور لكي يمارس المسرح بصورة احترافية، وكان ذلك من خلال مشاركته كمخرج بمسرحية «الظمأ» في مهرجان أيام الشارقة المسرحية عام 2006، موضحاً أن العرض نال الاستحسان والعديد من الجوائز على مستوى الإخراج والتمثيل، مشيراً إلى أن تجربة «الظمأ» كانت بمثابة الانطلاقة الحقيقية بالنسبة له في عالم الإخراج، ويقول: «اقترن اسمي بعرض (الظمأ)، فقد قدمني بالفعل للجمهور في الداخل وفي الخليج والعالم العربي، وكان بمثابة المنعطف الكبير في حياتي المهنية، حيث شاركت به في عدد من المهرجانات العربية الكبيرة، ودائماً كان العرض يجد القبول والرضا من قبل المسرحيين والجمهور».

وفي سياق حديثه عن المسرحيين الذين كان لهم الأثر في تجربته، أوضح الدرمكي أنه قد تأثر بعدد كبير من الفنانين الإماراتيين، وبصورة خاصة كان للمبدع عبد الله المناعي دور كبير في مسيرته المسرحية، ولفت إلى وقوف المناعي إلى جانبه وتشجيعه له بصورة مستمرة، وكان ذلك الأمر بمثابة دافع له في الاستمرار والتمييز، ويقول: «صداقتي للمناعي كانت بمثابة ورشة إبداعية قدمت لي الكثير على مستوى المعارف والخبرات والأدوات»، ويؤكد الدرمكي أن هناك مسرحيين آخرين كان لهم دور وأثر في حياته مثل حبيب غلوم وجواد الأسدي وغيرهم ممن قدموا له العون في مسيرته كممثل ومخرج.

توظيف التراث

وفي معرض حديثه عن التيارات الفنية والفكرية التي تأثر بها، ذكر الدرمكي أنه ظل على الدوام منشغلاً بتوظيف التراث المحلي في المسرح، لذلك دائماً ما تأتي عروضه وأعماله المسرحية وهي تحمل وتناقش مواضيع اجتماعية وتراثية وتعبر عن سؤال الهوية والانتماء، إذ إن مسألة الغوص في التراث واكتشافه ظلت بمثابة الهاجس الفكري والمعرفي بالنسبة له، وأكد أن المحلية هي التي تقود نحو العالمية، وأن من الضروري للمبدع أن يعمل على تقديم ثقافة بلاده للآخرين.

وينتقل الدرمكي بالحديث إلى محطة مهمة في مسيرته الفنية وهي لحظة تكريمه والاحتفاء به في الدورة السابعة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، تثميناً لجهوده وإنجازاته المسرحية، ولدوره البنّاء والفاعل في تعزيز وإعلاء مكانة المسرح المدرسي، موضحاً أن الاهتمام الكبير الذي يجده المبدعون الإماراتيون في المجالات المختلفة، هو بمثابة الدافع لهم للبذل والعطاء. وحول تأثير التكنولوجيا الحديثة في المسرح، أكد الدرمكي على أهميتها باعتبارها عاملاً مساعداً في تقديم العروض بصورة مذهلة ومختلفة، وأشار إلى أن بث المسرحيات عبر المنصات الافتراضية هو مسألة تدخلت فيها ظروف طارئة مثل جائحة «كورونا»، بالتالي فإن تلك المنصات أسهمت في بقاء المسرح واستمرار دوره في ظل الظروف الاستثنائية.

رواية

وكشف الدرمكي عن عمل إبداعي سيرى النور قريباً، وهو عبارة عن رواية يعمل على كتابتها في هذه الأيام، وهي التجربة الأولى له في مجال السرد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"