عادي
أكاديميون أكدوا أنه يسهم في وضع خطط تعليمية متطورة

«إكسبو دبي» يحدد وظائف المستقبل

00:22 صباحا
قراءة 5 دقائق
1
1

دبي: جيهان شعيب

«إكسبو 2020» يسهم في التعرف إلى الوظائف المستقبلية المطلوبة لسوق العمل، والمهارات اللازمة، ويساعد على التخطيط للمستقبل، بوضع خطط تعليمية متطورة، ومن ثم تخريج كوادر مستعدة للطفرات العملية، والوظيفية والمهنية المقبلة.. هذه رؤى لأكاديميين، عن المعرض، مؤكدين أنه يحقق الكثير من الإيجابيات أكاديمياً، وليس اقتصادياً فقط، كما يعتقد بعضهم.

 أكد د. عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي أن «إكسبو 2020» حدث تاريخي في العالم العربي والمنطقة، ويضيف إلى الإمارات سبقاً حضارياً، ويحقق تجمعاً فريداً من نوعه في دولة تتحدى المستحيل، وتسابق الزمن، وترتقي بعقولها لمنافسة العالم المتقدم، وتسعى إلى الريادة، فهذا الحدث تظاهرة عالمية في بناء العلاقات الاستراتيجية، وتقارب الثقافات المختلفة، وتقوية روابطها في الأخوة الإنسانية، ونشر ثقافة التسامح في الدين، والعرق، واللون، والجنس، لذا يستهدف أن يكون منصة تجتمع فيها القلوب، وتتقارب فيها العقول، وتتفاعل فيها المشاعر، وتتبلور فيها الأفكار، وتنطلق فيها المبادرات الإنسانية، والعلمية، والاقتصادية، للارتقاء بالبشرية، إلى الحضارة الإنسانية السامية، وأيضاً الإكسبو عرس عالمي، يهدف إلى تقارب الثقافات العالمية، والتعايش السلمي والإيجابي جنباً إلى جنب بين الشعوب، لبناء حضارة إنسانية راقية، ورسم خطة تنموية اقتصادية، مستدامة، تسهم فيها كل شعوب العالم.

1

ويقول: من أهم تطلعات العالم لهذا الحدث، هو نجاحه الباهر، لما لدولة الإمارات من سمعة في تحقيق الإنجازات، وتحدي المستحيل، فالإمارات تتطلع إلى نجاح «إكسبو» أولاً، ثم تحقيق التقدم في العلوم، والثقافة، والأدب، والفنون، والابتكار عالمياً، وفي هذه البوتقة الكبيرة التي تجمع فيها الإمارات مكونات الحضارة الإنسانية، والنهوض بها إلى الريادة العالمية، يأتي دورنا جميعاً في المساهمة والمشاركة لإنجاح «إكسبو 2020»، الذي هو محطة ثرية بمكوناته الإنمائية والحضارية. والحقيقة أن عناصر المجتمع كافة لها دور في تحقيق النجاح الاقتصادي والمجتمعي والبيئي للدولة، فالجامعات لها دور فاعل في تحقيق النجاح للحدث، والاستفادة من هذه التظاهرة الإنسانية، في التعرف إلى مستقبل الوظائف، والمهارات، والتخطيط للمستقبل، في رسم خطط تعليمية متطورة، وتحقيق صناعة وظائف المستقبل، وتخريج كوادر مستعدة للطفرات الوظيفية، والمهارية المستقبلية.

وهنا يكمن دور الجامعات في عقد ورش تعريفية وتدريبية لهذه المنصات، للتعريف بثقافة المجتمع، وإنجازات الدولة، وإجراءات تأسيس الشركات، وغيرها من فرص الاستثمار، وتقديم استشارات اقتصادية وثقافية ومجتمعية وعلمية وتعليمية، فضلاً عن أن الجامعات ستستفيد من تأسيس شراكات مع الجامعات العالمية في مجالات متعددة، حسب صدارة هذه الجامعات في مجالاتها، إلى جانب التعاون في البحث العلمي حسب أسبقية الجامعات العالمية، وذلك له دور كبير في تحقيق الاستدامة الاقتصادية، والبيئية، والمجتمعية.

ولاشك أن التجارب العالمية المشاركة في بقعة صغيرة من أرض الإمارات، تسهم في تحقيق رؤى الإمارات 2030 و2050، ومئوية الإمارات 2071، والجامعات لها نصيب الأسد في هذه المنظومة الحضارية.

نقلة علمية

وهنا يؤكد المحامي د. أحمد الكندري، أستاذ القانون المدني، رؤيته؛ حيث يقول: إن استضافة الإمارات لمعرض «إكسبو 2020» يؤكد للجميع أنها أرض الفرص، وموطن الإبداع، والتنوع الثقافي، والحضارة، وأنها منصة عالمية للتواصل، والابتكار، ونموذج ناجح يحتذى في ظل التحديات والأزمات، مضيفاً: نحن بلا شك نثبت للعالم بالفعل، وبالإنجازات، مكانتنا ونترجم حضارتنا. وكما أكد قادتنا أنه لا مستحيل في قاموسنا، وأننا من نصنع التاريخ، ولا ننتظر، فهذا الإنجاز التاريخي يؤكد أننا في دولة الإمارات وبفضل قيادتنا الرشيدة، يد واحدة متلاحمة، في تسطير، ورسم علامات متميزة في مسيرتنا، ولقد أعجبت بشعار المعرض «تواصل العقول وصنع المستقبل»، وأرجو من الجميع المشاركة والمساهمة في هذا الحراك الثقافي والإنساني الأكبر والأكثر تنوعاً في الكرة الأرضية.

من هنا يجب على بيئة الأعمال والإعلام بأشكالها كافة الإسهام في هذه الحركة النشطة، وبناء شراكات تتناسب مع مستوى الحدث، ونشر رسالة الأمل والتسامح، والابتكار، ونتقدم بالتهنئة لدولتنا، وقادتنا، وأنفسنا، بأننا أصبحنا وجهة عالمية لصنّاع المحتوى، ومنصة عالمية للابتكار، علينا أن نجعل العالم بأكمله يشير إلينا بالبنان، وذلك بأن نحرص كل الحرص على التعاون التام، وفتح منصة رقميه خاصة بتلقي الاقتراحات، وتبادل المعلومات، وترجمتها إلى واقع، قبل افتتاح المعرض، وأثناء فعاليته حتى يومه الأخير، لنثبت أنه من أنجح المعارض العالمية، فالنجاح الحقيقي لا يرتبط بالمساحة، والعمر الزمني، وأننا نحقق التقدم بالهمم والعزيمة الصادقة والتسلح بالعلم والقيم.

ولاشك أن المعرض يشكل إلهاماً بالجوانب التعليمية خاصه بعد أزمة «كورونا»، من كيفية الاستفادة من التعليم الإلكتروني، والتواصل مع العالم في كيفية تطوير المهارات، وطرق تفكير طلبتنا، وتطوير الطرق التعليمية، والبرامج التي تسهم في تطوير المعلمين، وكيفية أن تكون المدرسة مكاناً محبباً للطلاب، وكيف يمكن أن يكون لأولياء الأمور الدور الإيجابي، والفعّال. ولا بدّ أن نستفيد في المعرض من الخبرات العالمية التي ستحضر، بكيفية تطوير أصحاب الهمم، والاستفادة من مواهبهم، وتشجيعهم، ليكون لهم دور إيجابي، مع الاهتمام بحل المشكلات النفسية التي تواجههم، لأن المعرض فرصة حقيقية لإيجاد نقلة في كل ما يتعلق بالأمور العلمية.

استشراف المستقبل

ويحدد د. سرحان المعيني، رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات للشطرنج، ونائب مدير أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، أهمية المعرض في دبي، الذي بدأ العد التنازلي لانطلاقه، في تجسيده روح النجاح الذي يسكن قلوب الإماراتيين، ومفتاحه التحفيز، والحث على التقدم، وخلق الطموح في تحقيق المستحيل، قائلاً: نلمس ذلك يومياً في توجيهات القيادة الرشيدة لأبناء الإمارات، بألا يرضوا إلا بأن يكونوا من السبّاقين في كل ما يعود بالخير والنهضة على وطننا الحبيب. 

ولاشك أن العالم قبل الأزمة الحالية التي أحدثها فيروس «كوفيد – 19» يختلف عما قبل، وهنا تأتي أهمية المعرض، لأن هذا الحدث التاريخي سيلامس جوانب حياة كل فرد من أفراد المجتمع، ليس اقتصادياً فحسب، مع علمنا بأن مكتسبات معارض «إكسبو» الدولية السابقة كانت أوضح ما يكون في الجوانب الاقتصادية للدول، إلا أن «إكسبو دبي»، سيترك آثاره الكبيرة على الجوانب الاجتماعية، والثقافية، والتعليمية، والإعلامية، وسيشكل نهضة إنسانية جديدة بعد أزمة «كورونا»، ليس لدبي والإمارات فقط، وإنما لكل دول العالم، التي تسعى إلى الاستفادة منه. 

ومن المعروف أن أنظار العالم تتجه لدولة الإمارات الحبيبة التي تعد من أكثر الدول تفضيلاً لدى الآخرين للسفر، والعمل، وإنشاء المشاريع فيها، لما تتمتع به من موقع جغرافي متميز جعلها في وسط العالم، وبما يحمله شعبها من السماحة، والوسطية، والأخلاق، التي ساعدت في تعايش، وتآلف عدد كبير من الجنسيات، والثقافات على اختلافها، ويبرز هنا دور الأكاديميين والمثقفين، إلى جانب رجال الأعمال، والاقتصاديين، في السعي والبحث، لتوجيه الشباب وتوسعة مداركهم الذهنية، والخروج بهم من قالب المكتسبات المالية، إلى استشراف المستقبل بمكتسباته الرقمية، والعلمية، والانطلاق في عوالم جديدة من التطور، والإبداع، وتسخير الطاقات، لخير الإنسانية عامة، عبر ندوات، وورش عمل، نقترح عقدها، مع بثها وترجمتها لسبع لغات عالمية، منها العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والصينية، والهندية، والألمانية، واليابانية، لتعم الفائدة، وتكون بمنزلة مهرجان ثقافي، وأكاديمي، تنقل فيه البشرية خبراتها الإنسانية للشعوب الأخرى، كما نتمنى التنسيق بين جميع الجهات المعنية في الدولة سياسية، واقتصادية، وثقافية، ورياضية، وبحثية، وإحصائية، لترجمة هذه المدخلات المهمة إلى العالم بأسره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"