الشيخة جواهر: «نماء» حاضنة لقصص نجاح المرأة في الحركة الاقتصادية

الشارقة:«الخليج»
أكدت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة «نماء للارتقاء بالمرأة»، أن الكفاءات النسائية التي ولجت عالم الأعمال، أثبتت مكانتها ثروةً اقتصاديةً تقوم بدور حيوي في دفع عجلة اقتصاد إمارة الشارقة، وتنشيط الحركة التجارية، بأفكارها المبتكرة وأعمالها الإبداعية، لتضع بصمتها في مسيرة الإمارة الاقتصادية، في بيئة جاذبة للاستثمار تعينها على تحقيق التطور الاقتصادي المستدام.
جاء ذلك خلال زيارة سموّ الشيخة جواهر، إلى المقر الجديد لمجلس سيدات أعمال الشارقة، إحدى مؤسسات «نماء»، بحضور ريم بن كريم، مديرة المؤسسة، ومريم بن الشيخ، مديرة المجلس بالإنابة، حيث التقت فريق عمل المجلس النسائي، الذي يعمل على تحقيق رؤية سموّها وتطلعاتها لتمكين المرأة والارتقاء بها مهنياً وعلمياً واقتصادياً واجتماعياً.
وأثنت سموّها على جهود فرق عمل المؤسسة والمجلس، حيث استعرضت نتائج حزمة من المشاريع والبرامج التي أطلقت ونفّذت، خلال النصف الأول من العام المنصرم، وتُعنى بجوهر عمل المؤسسة، المتمثل بدعم المرأة في قطاع الأعمال. وقد عرض الفريق لسموّها مجموعة من خطط «نماء» المستقبلية والمتعلقة بالمبادرات والبرامج التي تعزز دور المرأة في اقتصاد الإمارة، فضلاً عن خطط عملياتها لتحقيق الاستثمار الأمثل في رأس المال البشري في الشؤون المالية والإدارية، بما يعزز البيئة الاستثمارية ويقدم حلولاً فعالة لسيدات الأعمال في الإمارة.
وقالت سموّ الشيخة جواهر «عبر اطلاعي على العمل المتكامل، وآلية تنفيذ المشاريع التي يقوم بها فريق «نماء» ومجلس سيدات الأعمال، فإنني أرى ثمار جهود واضحة، أساسها قدرات مدعّمة بشغف العمل والعطاء، الذي يعزز الجهود المستمرة للارتقاء بمختلف الخدمات التي نقدمها لسيدات الأعمال، فلا يمكننا أن نتجاهل العلاقة المباشرة بين رفعة الاقتصاد، ومشاركة المرأة فيه، وذلك يضعنا أمام مسؤولية الارتقاء بكل ما نقدمه لدعم المرأة في مجتمع الأعمال التجارية وتأهليها، لمواجهة التحديات في هذا القطاع. وأعتز اليوم بكوكبة متميزة من فتيات شابات يعملن باجتهاد دون أن تُثنيهن التحديات والظروف الراهنة على تحقيق رؤية المؤسسة وأهدافها، وإنني على يقين بأن ثقتي في محلها والأمانة بأيدٍ أمينة».
وأضافت «نحرص عبر مؤسسة «نماء»، للارتقاء بالمرأة على تبني مبادرات ومشاريع مجتمعية، تنبثق من رؤى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي حبانا بدعم لا ينضب لترسيخ دور المرأة وتفعيله في قطاع الأعمال بإمارة الشارقة، وتنصب جهودها بتهيئة بيئة داعمة تعزز دور المرأة الريادي في محيطها الأسري ومركزها الإداري، في مجتمع تتنامى فيه سيدات الأعمال المبدعات والطموحات. ومن الضروري أن نكون سنداً لها في تجاوز الصعوبات وكسر الصور النمطية التي تمنعها من تحقيق طموحاتها، لتصبح صانعة قرار حكيمة قادرة على تحقيق أهدافها في ريادة الأعمال».
فيما أعربت ريم بن كرم، عن سعادتها بزيارة سموّ الشيخة جواهر، وقالت «إن زيارة سموّ الشيخة جواهر، واطلاعها المباشر على ما تحقق من منجزات وخطط تشغيلية، هي لمسة الدعم والاحتضان التي طالما شرفتنا بها، فمنذ بدء مسيرتنا، وسموّها تحرص على الوقوف على مستجدات خططنا الاستراتيجية وآليات تنفيذها، لجعل إمارة الشارقة بيئة داعمة للمرأة ودخولها المجال الاقتصادي، وسنظل مسترشدين بتوجيهاتها الملهمة، وبذل المزيد من الجهود لتحقيق التطور والتنمية الاقتصادية المستدامة».
واطلعت سموّ الشيخة جواهر، خلال الزيارة، على قصص نجاح أشرف عليها مجلس سيدات الأعمال، حيث تحدثت مريم بن الشيخ، عن نماذج من سيدات بدأت مسيرتهن في عالم ريادة الأعمال بعضوية في المجلس، ليصبحن اليوم رائدات أعمال بمشاريع وعلامات تجارية محلية، فاعلة ومهمة في حركة الإمارة الاقتصادية، ويمتلكن مقرات لمشروعاتهن ومحال تستقطب الجمهور من مختلف إمارات الدولة. ويتبنّى المجلس مشروعات السيدات في إمارة الشارقة ويدعمهمنّ بعقد الدورات التدريبية والورش المتنوعة، وتقديم استشارات اقتصادية وتجارية، لتعزيز معرفتهن بإدارة الأعمال وتمكينهنّ اجتماعياً واقتصادياً.
زيارة مجلس إرثي للحرف المعاصرة
وفي زيارة إلى مجلس «إرثي للحِرَف المعاصرة»، التابع لمؤسسة «نماء»، تعرّفت سموّ الشيخة جواهر، إلى دور المجلس الكبير في إبراز الحِرفة الإماراتية في المحافل العالمية، والحفاظ على الإرث الإماراتي بدمج الأعمال الحرفية من التلي والسفيفة، في تصميم منتجات متعددة الاستخدام، بالتعاون مع حرفيات إماراتيات يمتلكن خبرة واسعة في تقنيات الحرف اليدوية المحلية.
واطلعت سموّها على مجموعة متنوعة من المنتجات والأعمال التي عمل عليها المجلس، بالتعاون مع المصممات، حيث كان لمعظم القطع المعروضة مكان في معارض عالمية متخصصة في تصميم الأزياء والأكسسوارات والكماليات المنزلية، ما يجعل «إرثي» علامة بارزة عالمياً، ترتقي بالفن الإماراتي اليدوي وتعزز مكانتها القيّمة عبر شراكات استراتيجية مهمة، أبرزها اتفاقات التعاون التي أثمرت عن جلسة تعليمية مع منصة «ديزين» المتخصصة بالعمارة والتصميم بالحفاظ على الحرف المحلية، وجلسة أخرى مع شركة «ديزاين ميامي» العالمية للحفاظ على التراث، فضلاً عن مشروعات مع كبرى العلامات التجارية، مثل جلسات «بولغاري» للحفاظ على التراث الثقافي، وجلسات وورش قادمة في «إكسبو 2020».
كما تطرق فريق عمل «إرثي» إلى الحديث عن صميم عمله المتمثل في تمكين أكثر من 500 حرفية، منهن ما يزيد على 300 حرفية في إمارة الشارقة، وأخريات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا. ويتم هذا التمكين عبر مجموعة من البرنامج التي يديرها «إرثي»، مثل «بدوة» للتنمية الاجتماعية، والتطريز و«الحرف من المنزل» وبرنامج صناعة السجاد اليدوي، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها. كما يحافظ المجلس على استدامة الحرف التقليدية المتعددة الأصول التي تعتمد على المواد الأولية الخفيفة، مثل صناعة الورق والسفافة والتلي وزجاج المورانو والفخار وغيرها.
ويوثّق «إرثي» الحرف في أحد عشر نمطاً، إما بدورات دراسية أومعارض رقمية، أو على شكل مختبرات، ويتعاون مع عدد من المؤسسات التعليمية، كالجامعة الأمريكية في الشارقة التي أعدت مشروعاً بحثياً للعطور، ودورة البحث في المواد والحرف، فضلاً عن أرشفة الثلاثية الأبعاد للمنسوجات، وجامعة الشارقة في مشروع بحثي عن الأزياء والمنسوجات وبحث توثيق العطور، وكذلك استضافة دورة الفخار بالتعاون مع «ديزاين باي هند».
كما يقدم المجلس دعمه المستمر للمشروعات الإنسانية المتنوعة، عبر عدد من الحملات الإنسانية عربياً وعالمياً، حيث كانت له بصمة مؤثرة في العمل الفني «رسائل من بيروت» الذي تعاون فيه مع «استوديو تي ساخي» بالعاصمة اللبنانية لبث روح الأمل في حياة الشعب اللبناني المتضرر، وجمع التبرعات لدعم مشروع إعمار مدينة بيروت. كما يشرف على مشروع دعم اللاجئات الأفغانيات في جمهورية باكستان الإسلامية.
والتقت سموّها في ختام زيارتها فريق عمل المجلس، وأثنت على جهوده لإبراز اسم المجلس دولياً، ووجهت بالاستمرار في بذل ما يملكه الفريق من موارد ومعارف وقدرات تعكس صورة مشرفة للحرف التقليدية ولإمارة الشارقة ودولة الإمارات، في المحافل الدولية.