عادي

الرئيس اللبناني: مسار تشكيل الحكومة سالك و«الدخان الأبيض» قريباً

01:03 صباحا
قراءة 4 دقائق
dal

بيروت «الخليج»:

أطلق الرئيس اللبناني، تصريحات متفائلة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة وبشر اللبنانيين باقتراب ظهور الدخان الأبيض وإنهاء معضلة الوزارة وبدء مواجهة الأزمات الاقتصادية، فيما اتهم جهات لم يسمها بعرقلة القرارات الإصلاحية، من جهته شكك حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة في جدية التوجهات الإصلاحية، ومع احتدام أزمة الوقود تعهد الجيش اللبناني والقوى الأمنية باتخاذ إجراءات صارمة لإنهاء التلاعب بالوقود وضمان انسيابه للمواطنين من دون وساطات أو أعمال سمسرة ضارة.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس السبت: «إن مسار تشكيل الحكومة «سالك»، معبراً عن أمله في تشكيل حكومة قادرة على تحمل الأعباء لمواجهة الأزمات المتراكمة بما يرضي اللبنانيين».

ونقل حساب الرئاسة اللبنانية على «تويتر» عن عون قوله، إنه سيتحمل مسؤولياته بالكامل في مواجهة الصعوبات، في الوقت الذي يتهرب فيه البعض من تحمل واجباتهم.

وأوضح: «قراري الراسخ هو تحمل مسؤولياتي الكاملة في مواجهة الصعوبات مهما بلغ حجم العراقيل وتلطى البعض بحجج واهية للتهرب من تحمل ما يترتب عليه من واجبات».

وأضاف: «أي موقف أو قرار إصلاحي اتخذناه جوبه بعراقيل جمة لم يكن هدفها إلا وضع العصي في الدواليب لغايات باتت مكشوفة للجميع محلياً».

وجاءت تصريحات الرئيس اللبناني بعد ساعات على تصريحات لحاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، الذي دفع ببراءة ذمته المالية في مواجهة اتهامات فساد.

وقال سلامة إنه لا أحد يدير البلد، وذلك في معرض دفاعه عن قرار إيقاف دعم المحروقات الذي استنزف احتياطيات العملة الصعبة، وأضاف أن الحكومة يمكنها حل المشكلة سريعاً باستصدار التشريع اللازم. وفي مقابلة أذيعت، أمس السبت، رد سلامة على اتهامات الحكومة له باتخاذه قراراً منفرداً عندما أعلن إنهاء الدعم يوم الأربعاء، وقال إن الكل كان يعلم أن قراره آت.

وعبر سلامة في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» عن خيبة أمله بالقول: «غلطنا عندما صدقنا أنه ستكون هناك إصلاحات». واعتبر أن حل الأزمة هو إصدار تشريع أو تشكيل حكومة جديدة ببرنامج إصلاح. ويقول منتقدو نظام الدعم إنه شجع على التهريب والتخزين من خلال تقديم السلع بجزء يسير من سعرها الحقيقي. وقال سلامة إن البنك كان ملزماً بتمويل تجار لا يوفرون المنتجات في السوق وإن أكثر من 800 مليون دولار أنفقت على واردات الوقود الشهر الماضي كان من المفترض أن تكفي ثلاثة أشهر. وعلى الرغم من موجة استيراد لم يسبق لها مثيل، أشار سلامة إلى أنه لم يكن هناك ديزل أو بنزين أو كهرباء، مضيفاً: «هذا ذل للبنانيين».

ويواجه لبنان انهياراً اقتصادياً يهدد استقراره. وفقد البلد احتياطاته من العملة الأجنبية تقريباً، كما تفاقم فيه نقص سلع أساسية مثل الوقود والأدوية. كما تتفاقم يوماً بعد يوم أزمة المحروقات في لبنان وسط تحذير من تداعيات خطِرة على الوضعين الصحي والأمني. ودخل الجيش اللبناني على خط أزمة الوقود، أمس السبت، وقال إن وحداته ستباشر عمليات دهم لمحطات تعبئة الوقود المقفلة وستصادر كل كميات البنزين التي يتم ضبطها مخزنة في هذه المحطات.

وأضاف الجيش عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، أنه سيجري توزيع كميات الوقود المصادرة مباشرة على المواطنين «دون بدل».

وقالت قوى الأمن الداخلي اللبنانية، إنها ستوجه دوريات لمراقبة المخزون في محطات الوقود بمختلف أنحاء البلاد، في ظل تصاعد أزمة المحروقات.

وذكرت قوى الأمن الداخلي عبر «تويتر» أنها «لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يعانيه المواطن من جراء أزمة المحروقات».

وأضافت أنها ستقوم بتوجيه دوريات لمراقبة مخزون المحطات على الأراضي اللبنانية كافة، والتثبت من كمية المحروقات المتوفرة في خزاناتها.

وأشارت قوى الأمن الداخلي إلى أنه إذا تم التأكد من أن مخزون المحطات كاف وقابل للتوزيع، لكنها تمتنع عن توزيعها، فسنعمد إلى توزيعها بالطريقة التي نراها مناسبة.

وفي هذا السياق، أعلن نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون الجمعة، أن 4 مستشفيات ستنفد منها المحروقات خلال يومين. وحذرت نقابة المستشفيات من أن شح المازوت سيسبب كارثة للقطاع الصحي، لكن لا أحد يستجيب.

قطع طرق واحتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية

أقدم عدد من اللبنانيين صباح أمس السبت، على قطع الطرق في عدد من المناطق احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وأزمة المحروقات وامتناع محطات الوقود عن تعبئة البنزين. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في طرابلس بأن عدداً من المحتجين على الأوضاع المعيشية قطعوا اوتوستراد فؤاد شهاب على المسلكين عند نقطة جسر أبي سمراء، حيث قاموا بعمليات شغب. وحضرت على الفور عناصر من الجيش وتعمل على فتح الاوتوستراد وتهدئة الشبان.

وفي الكورة، قطع عدد من المحتجين الطريق العام في بلدة كوسبا عند المستديرة بالسيارات، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وانقطاع التيار الكهربائي وفقدان البنزين والمازوت.

وتسبب ذلك بزحمة سير في المنطقة، وعملت عناصر بلدية كوسبا على تسهيل حركة المرور. وفي بيروت، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن محتجين قطعوا طريق كورنيش المزرعة عند محطة «مدكو» بحاويات النفايات، كما أن أوتوستراد الصالومي نهر الموت، استمر مقطوعاً منذ الصباح حتى بعد الظهر.

وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، أفادت المعلومات بأن محتجين قطعوا الطريق تحت جسر المشرفية. كما أفادت غرفة التحكم المروري، بقطع السير على الأوتوستراد الساحلي للجنوب في منطقتي الدامور والجية.

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة تراجعت معها قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة بدعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم، ما أدى إلى انخفاض مخزون المحروقات والأدوية وحليب الأطفال في الصيدليات وفقدان بعض الأدوية وتراجع مخزون المستلزمات الطبية في المستشفيات، وفقدان المواد الغذائية المدعومة. وبلغت ساعات انقطاع التيار الكهربائي الذي تؤمنه مؤسسة كهرباء لبنان نحو 22 ساعة يومياً في معظم المناطق اللبنانية. واتخذ أصحاب المولدات الخاصة للكهرباء قراراً بإطفاء مولداتهم في معظم المناطق اللبنانية لأكثر من 12 ساعة يومياً، بسبب نفاد مادة المازوت، وبعضهم أطفأ المولدات بشكل نهائي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"