الإمارات ومكافحة التغير المناخي

00:35 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

مما لا شك فيه أن الأنماط المناخية على كوكب الأرض تؤثر سلباً في الطبيعة، وتشكل خطراً مؤكداً على البشرية، وتسبب الكوارث الطبيعية، وهذه التغيرات، سواء كانت سريعة أو بطيئة فإن تأثيرها كبير جداً، وقد حُددت من قبل العلماء، ظواهر جيولوجية أثرت في كوكب الأرض بشكل مباشر على المدى القريب والبعيد، وخلال السنوات الماضية شهد كثير من مناطق العالم شحاً في المياه، وندرة في الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الثلوج والاحتباس الحراري وغير ذلك من مظاهر التغير المناخي، والذي بالفعل يأتي الاهتمام به في المقام الرئيسي الآن، ومن أبرز أسبابه الأنشطة التي يقوم بها الإنسان لمحاربة الشكل الجيولوجي والطبيعي لكوكب الأرض، وهذا يعد واحداً من الأسباب التي حددها العلماء إلى جانب أسباب أخرى عديدة.

تلعب دولة الإمارات دوراً كبيراً في محاربة التغير المناخي، وقد بدأت العمل منذ سنوات عدة لمواكبة المجتمع الدولي، بإطلاقها العديد من المبادرات، وتبنيها المشاريع المتنوعة، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، للحد من أسباب تغير المناخ، وقد رسخت حضورها بقوة في هذا العمل العالمي المهم، ومن الأمثلة على ذلك مشاركتها في قمة القادة حول المناخ الذي استضافه الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبريل 2021 وقد شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في هذا المؤتمر، وقال سموه في هذه المناسبة: «سلمت الإمارات اليوم تعهداتها والتزاماتها الوطنية في اتفاقية باريس للتغير المناخي.. وذلك بتعهدها بخفض انبعاثات الكربون بنسبة الربع قبل 2030.. التغير المناخي هو المعركة الأبرز للبشرية خلال العقود القادمة للحفاظ على كوكب الأرض سليماً للأجيال الجديدة». اعتمدت حكومة الإمارات «استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء» عام 2012 والتي من شأنها تحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد أخضر يستطيع مواجهة التحديات المناخية باستخدام التقنيات المبتكرة والحديثة وتخفيض مستويات الكربون، وتم وضع الاستراتيجية لتمكين ذلك في قطاعات الطاقة والزراعة والنقل المستدام والاستثمار والبناء وغيرها من القطاعات التي من شأنها أن تعمل على المحافظة على بيئة مستدامة، تستطيع مواجهة التحديات الحاضرة والمستقبلية في التغير المناخي، ودولة الإمارات هي أول دولة خليجية توقع على اتفاقية التغير المناخي في باريس عام 2015 في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، والتي أكدت فيها تضامنها مع الدول المشاركة، وأيضاً أعلنت خطتها في توليد 24 % من طاقتها الكهربائية من مصادر نظيفة بحلول عام 2021، وقد أبرزت دورها في مكافحة التغير المناخي في محافل دولية أخرى.

وعلى هامش اليوم العالمي للشباب وكعادة دولة الإمارات بإطلاق المبادرات على المستوى العربي والعالمي ومواصلة دعم جهود الشباب العربي، وتمكينهم ودعمهم في شتى المجالات للارتقاء بأمتهم العربية، أطلق مركز الشباب العربي «مجلس الشباب العربي للتغير المناخي» والذي يأتي بالتعاون مع جهات رفيعة المستوى حول العالم، وعلى رأسها جامعة الدول العربية ووزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات ومكتب المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون التغير المناخي، وأيضاً بشراكة وتعاون فعال مع مؤسسات القطاع الخاص التي تقود سفينة محاربة التغير المناخي مع المجتمع الدولي جنباً إلى جنب، ويهدف المجلس إلى تعزيز دور وتفاعل الشباب العربي في القضايا البيئية، ويدعم الاستراتيجيات العربية المتعلقة بالبيئة والتغير المناخي ويعمل على توليد أفكار وابتكارات وحلول مستدامة جديدة من وحي عقول الشباب العربي، لمواجهة المخاطر والتقلبات البيئية والمناخية التي تهدد حياة البشرية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"