عادي

رسوم لأطفال توثق نزاعات العالم على مدى قرن

23:24 مساء
قراءة دقيقتين

يستكشف معرض «ديفلاجراسيون» (انفجارات) في مدينة مرسيليا جنوبي فرنسا قرناً من النزاعات في مختلف أنحاء العالم، من الحرب العالمية الثانية إلى نزوح الروهينجا في بورما، من خلال مجموعة رسوم معبّرة لأطفال عايشوا أحداثها.

لم يكن جيّوم وفانيسا الآتيان من بوردو، جنوب غربي فرنسا، يتوقعان أن يكون المعرض مؤثراً إلى هذا الحد عندما كانا يعبران جسر المشاة المؤدي إلى متحف حضارات أوروبا والمتوسط «موسيم»، المطلّ على الميناء القديم.

فأكثر من 150 عملاً لأطفال في مناطق تشهد حروباً، تروي بواسطة الرسم أحداث العنف والجرائم الجماعية التي وقعت في العقود المنصرمة، من معسكرات الاعتقال في أوشفيتز في بولندا، إلى المجازر في قرى دارفور غربي السودان.

جُمِعَت هذه الرسوم وجرى اختيارها منذ عام 2013 من المتاحف والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية والمكتبات بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتشهد أعمال الصغار هذه على مختلف مراحل الصراعات، بما فيها من قصف ونهب واغتيالات وتهجير عائلات وسوى ذلك. مشاهد رعب لا يستطيع الأطفال التعبير عنها بالكلمات، فيرسمونها.

ويتناول بعض الرسوم أعمال العنف في نيجيريا التي تعاني منذ نحو 10 سنوات هجمات جماعة بوكو حرام، أو في رواندا، حيث تسببت الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 ضد أقلية التوتسي في مقتل أكثر من 800 ألف شخص.

وتشرح أمينة المعرض زيران س. جيراردو أن هؤلاء الأطفال «ضحايا، لكنهم شهود أيضاً». بقلم رصاص في أيديهم، يبدعون «أعمالاً تشكّل ذاكرة».

وتلاحظ أن «لحظات الإعدام أو النهب والاغتيالات لا تُصَوَّر فوتوغرافيا أو بالفيديو في كثير من الأحيان»، تشير إلى أن هذه الرسوم تعوّض تالياً مفهوم «الصورة الناقصة» التي يتحدث عنها أوليفييه بيركو، المتخصص في النزاعات المسلحة مع منظمة «هيومن رايتس ووتش» غير الحكومية، الشريكة في المشروع.

وينطبق ذلك على رسم حصلت عليه منظمة اليونيسيف نفذه صبي من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة في بورما.

فهذا الصبي اللاجئ في مخيم في بنجلاديش، يمثّل بقلمه عمليات الإعدام التي شهدها، من خلال رسوم ظلية لجنود، مخربشة باللون الأخضر، يطلقون النار ويقطعون رؤوس رجال ونساء وأطفال ملطخين بالدماء ذات اللون الأورجواني.

وتوضح أمينة المعرض قائلة: «عندما نشرع في وضع هذه الرسوم جنباً إلى جنب، نرى أن ثمة تقارباً بيانياً أو سردياً بينها». وتعتبر أن لها قدرة على «إزالة حواجز التاريخ الفاصلة» وبناء «الجسور بين الذكريات».

في الجزء الخلفي من قاعة المعرض، يرتفع صوت يجذب الزوار. إنه صوت فرانسواز إيريتييه، عالمة الأعراق والأنثروبولوجيا التي توفيت عام 2017، وهي تفكك في مقطع فيديو رموز رسم ملون ودقيق بشكل مدهش، حصلت عليه المنظمة غير الحكومية «ويدجينج بيس». وفي هذا الرسم دبابات ومركبات مزوّدة بمدافع رشاشة وأكواخ تقصفها الطائرات ورجل مقطوع الرأس على الأرض. وستبقى هذه الأعمال معروضة في مرسيليا إلى نهاية أغسطس/آب المقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"