وزارة الثقافة.. ثقافة الوزارة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

للكلمة كلمتها في ما كُلّفت به من مهام في أمر ما من أمور الحياة، بكافة أطيافها وفصولها وتفاصيلها، بما في ذلك من مسائل تتعلق بالثقافة بوجهها العام، بوصفها مرآة الأمم والشعوب.
على ضوء تلك الكلمة المتكاملة في سيرتها ومسيرتها مع مثيلاتها من كلمات هادفات إلى الإضاءة على مجريات الأحداث والأحاديث الحياتية العامة والخاصة، نستعيد ذاكرة المقترح الذي طرحناه هنا منذ نحو شهر، بما رمى إليه من فكرة تأسيس مكتبة معنية بالإبداع الأدبي والفني الإماراتي، طوال خمسين عاماً، هي العمر التاريخي الذهبي والنهضوي لدولة الإمارات، منذ نشأتها في 2 ديسمبر 1971، وحتى الثاني من ديسمبر من السنة الجارية، إذ أحلنا المقترح على «وزارة الثقافة والشباب» بوصفها المؤسسة الثقافية الإماراتية الأم، بما لديها من مراكز ثقافية في كل إمارات الدولة، ولأنها الوزارة التي أسست مكتبات عامة في جميع أنحاء الدولة منذ تأسيسها الأول بمسماها «وزارة الإعلام والثقافة»، ف(الكتب هي ثروة العالم المخزونة وأفضل إرث للأجيال والأمم)، كما يقول «هنري ديفيد ثورو».
ولأن (الكتاب ليس فقط صديقاً بل يصنع لكَ أصدقاء)، كما قال «هنري ميللر»، فقد أبدت وزارة الثقافة والشباب استجابتها المبدئية على الفكرة الأساسية منه، حيث قامت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، بتشكيل فريق مكون من (د. فاطمة المعمري، حمد المنصوري، عائشة الغافري، مروة سيف) برعاية موزة المسافري، مديرة المركز الثقافي التابع للوزارة في رأس الخيمة، مهمته تسليط الضوء على المقترح والوقوف على أهم النقاط الواردة فيه؛ فكان أن اجتمعنا معاً عبر جلسة عصف ذهني أثمرت عن عدة مقترحات معنية بالشأن الإبداعي الأدبي والثقافي الإماراتي العام، ومعنية بالمبدع الإماراتي بصفته الثقافية والوطنية التي يُعوّل عليها الكثير من المهام والمنجزات الإبداعية الأدبية الثقافية التي تتكامل مع بقية إنجازات الدولة البروتوكولية من سياسية ودبلوماسية واقتصادية ورياضية وتراثية، وما إلى ذلك من منجزات وبصمات في المشهد الحضاري العالمي، قوامها العنصر البشري الوطني والعربي المقيم ومن غير العرب.
ثمة مقترحات عدة أفرزتها جلسة العصف الذهني الثقافي تلك، لها الصلة الوثيقة بالزمان والمكان الإماراتيين، من المفترض أن تكون الآن في معية وزيرة الثقافة والشباب، للاطلاع وإقرار ما هو مؤهل لأن أن يكون محل تنفيذ، وما هو في مجال التأجيل، سواء في أجل قريب العاجل، أم على المدى البعيد في السنة الأولى من الخمسين عاماً القادمة، أو في ما يليها من سنوات. وهنا نشير إلى الحس الثقافي المؤسسي لدى وزارة الثقافة التي تعاملت مع المقترح بروح الجِدّية والتجديد في الاستراتيجية الثقافية للوزارة، فالمكتبة المنشودة تهدف إلى أرشفة وطنية للمنتج الإبداعي الإماراتي، ولكل الإصدارات العربية والأجنبية المعنية بالثقافة الإماراتية وبالمثقف الإماراتي في كل زمان ومكان.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"