عادي

هجوم مطار كابول المزدوج يخلف 85 قتيلاً و150 جريحاً

15:42 مساء
قراءة 3 دقائق
كابول - أ ف ب
ارتفعت، الجمعة، حصيلة الهجوم الانتحاري المزدوج الذي نفّذه تنظيم «داعش» الإرهابي في مطار كابول إلى 85 قتيلاً، بينهم 13 جندياً أمريكياً، في ظلّ أجواء متوترة قبل أيام من الانتهاء المرتقب لعمليات إجلاء الذين يحاولون الفرار من نظام «طالبان» الجديد.
وأثار الهجوم الذي وقع الخميس عند حلول الظلام، الفوضى والذعر في صفوف آلاف الأفغان الذين احتشدوا في المكان على أمل الصعود على متن إحدى الطائرات التي استأجرتها الدول الغربية.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات القتلى والجرحى، ممدين في مياه قناة صرف صحي، ويحيط بهم مسعفون مشغولون للغاية وغير مجهزين. وكان رجال ونساء وأطفال يركضون في كل الاتجاهات للابتعاد عن مكان الانفجار.
وقال مسؤول في الحكومة السابقة التي أطاحتها «طالبان»، إن «هناك عدداً كبيراً من النساء والأطفال بين الضحايا. أغلب الناس يشعرون بالصدمة». وكشف عن حصيلة جديدة للهجوم تبلغ 72 قتيلاً على الأقل، و150 جريحاً استناداً إلى معلومات تمّ جمعها من المستشفيات المحلية.
وبدأ الوضع هادئاً، الجمعة، في كابول، خاصة حول المطار؛ حيث عزز عناصر «طالبان» حواجزهم واختفت الحشود في بعض الأماكن على ما يبدو. وأدى الهجوم المزدوج إلى مقتل 13 جندياً أمريكياً على الأقل، وجرح ثمانية آخرين، بحسب البنتاجون، وهو الهجوم الأكثر دموية ضد الجيش الأمريكي في أفغانستان منذ 2011.
وفيما يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن أخطر أزمة منذ بداية عهده يبدو أنها أضعفته، فتعهّد بـ«مطاردة» منفّذي الهجوم و«جعلهم يدفعون ثمن» قتلهم الأمريكيين. وقال بلهجة صارمة، إن «أمريكا لن تسمح بترهيبها».
وأشاد بايدن بالجنود القتلى الذين وصفهم بـ«الأبطال المنخرطين في مهمة خطرة لإنقاذ أرواح آخرين» مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «ستواصل عمليات الإجلاء».
وحسب واشنطن، التي تتوقع أن «تتواصل» هجمات تنظيم «داعش»، تم تنفيذ الهجومين بواسطة انتحاريين من التنظيم الإرهابي، وأعقبهما إطلاق نار.
وتحت اسم «داعش- ولاية خراسان»، أعلن التنظيم الإرهابي، مسؤوليته عن الهجوم وهو من بين أكثر الهجمات دموية في أفغانستان في السنوات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل المئات.
ونددت الدول الغربية بالهجوم، مشيرة إلى أنه ينبغي ألا يمنعها من مواصلة عمليات الإجلاء التي سمحت بمغادرة 100 ألف شخص، بحسب البيانات الأخيرة. كما ندّدت روسيا «بأشد العبارات» بالهجوم، وقال الناطق باسم الكرملين: إن «الخطر كبير بأن تستغل تنظيمات إرهابية الفوضى في أفغانستان».
ودانت «طالبان» الهجوم. وقال الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد: «تدين الحركة بقوة التفجير الذي استهدف مدنيين في مطار كابول»، مشدّداً على أنّ «الانفجار وقع في منطقة خاضعة أمنياً لمسؤولية القوات الأمريكية».
ومنذ سيطرة الحركة على كابول، بات المطار آخر مكان تتجمع فيه القوات الغربية بقيادة الجيش الأمريكي. ودعا حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى مواصلة عمليات الإجلاء من كابول على الرغم من كل شيء. وبحسب مصادر عسكرية، وقع أحد التفجيرين قرب بوابة آبي وهي إحدى النقاط الثلاث المؤدية إلى المطار.
وقال شاهد يدعى ميلاد: «كان انفجاراً ضخماً وسط حشد كان ينتظر أمام إحدى بوابات المطار»؛ حيث مر في الأيام الأخيرة أشخاص قام بإجلائهم الفرنسيون والبريطانيون. وأكد أنه شاهد «جثثاً وأشلاء بشرية» في الموقع.
وسط الفوضى، قال شاهد آخر: إنه فقد الوثائق التي كانت ستسمح له بالمغادرة مع زوجته وأطفاله الثلاثة في إحدى الرحلات الجوية. وأضاف: «لا أريد أن أذهب إلى المطار مرة أخرى».
وكتب المنسق الطبي لمنظمة «ايميرجنسي» الإيطالية غير الحكومية ألبيرتو زانين أن الجرحى «لم يتمكنوا من التحدث، كثر كانوا يشعرون بالخوف والذعر، نظراتهم شاردة، كأنهم يحدقون في الفراغ». وبدأت وتيرة عمليات الإجلاء التي لم تتوقف عن التسارع في الأيام الأخيرة، بالتراجع الأربعاء.
والهجوم هو أول اعتداء دموي تشهده كابول منذ سقوطها في أيدي «طالبان» في 15 أغسطس/ آب، ويأتي قبل أيام قليلة من الموعد المحدّد لإنجاز القوات الأمريكية انسحابها من أفغانستان، بعد 20 عاماً من الحرب.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، أن «طالبان» تعهّدت بالسماح للأمريكيين والأفغان المعرّضين للخطر بالمغادرة بعد انسحاب القوات الأمريكية في 31 أغسطس/ آب الجاري. يثير الانتهاء الوشيك لعمليات الإجلاء خشية أفغان عملوا لسنوات لمصلحة القوات الأجنبية أو الحكومة الأفغانية السابقة، ويشعرون بالتهديد من قبل «طالبان» التي يخشى أن تكرر أسلوبها المتشدد في الحكم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"