مبادرات تطوعية وقفية

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

بدر عبد الله عبد الرحمن بن درويش الطنيجي، شاب إماراتي خلوق يحب الجميع ويحبه الجميع، حنون وعطوف على الأطفال والطفولة، سواء كانوا في مسقط رأسه «الرمس»، أم في رأس الخيمة الإمارة، أم في الخارطة الإماراتية بعمومها، ويولي طيور البر والبحر الطليقة كل رعاية واهتمام، كما لو أنها ضمن مملكته الخاصة.
مخلص في عمله الوظيفي لدى دائرة الموارد البشرية بحكومة رأس الخيمة، ومتكاتف ومتعاون إلى أبعد حد مع زملائه في نطاق الوحدة التنظيمية التي يتبعها، وفي المؤسسة التي ينتمي إليها، ومع جميع موظفي حكومة رأس الخيمة ممن هم في نطاق التواصل الوظيفي الذي يجمعه بهم من خلال الفعاليات المؤسسية التي تنظمها دائرة الموارد البشرية أو الجهات الحكومية الأخرى.
مؤد بإتقان وإخلاص لعموم الفعاليات المجتمعية، وبوجه خاص ذات الأبعاد الإنسانية المتمثلة مثلاً في يوم زايد للعمل الإنساني: 19 رمضان، وفي يوم العمال العالمي: 1 مايو.
في يوم الإثنين 23 أغسطس الجاري، ارتحل إلى جوار ربه إثر نوبة قلبية مفاجئة في عزبة العائلة الكائنة في «ضاية»، ملتحقاً بأبيه الذي غادر الحياة في الأول من شهر مارس من العام الجاري إثر سقوطه في فخ الجائحة العالمية «كورونا».. رحمهما الله وطيّب ثراهما وأسكنهما فسيح جناته.
على ضوء ذلك الرحيل المفاجئ لبدر درويش، وفي اليوم التالي مباشرة، أقدم مجموعة من متطوعي شباب الرمس، بالتعاون مع جمعية دار البر في دبي، على إطلاق مبادرة مشروع بناء (مسجد بدر عبد الله درويش الطنيجي يرحمه الله) في النيجر، بملحقاته ومستلزماته الضرورية المتنوعة، ويكون التبرع لمن يرغب بالمساهمة في المشروع عن طريق رابط إلكتروني أنشئ لهذا الغرض الإنساني، وبقدر الاستطاعة المالية الفردية للراغبين في العمل الخيري الوقفي هذا، انطلاقاً من القاعدة النبوية، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا) وشبك بين أصابعه، و(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، و(الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
إذن، على حس تلك المبادرة الرامية إلى تنفيذ مشروع خيري وقفي متمثل ببناء مسجد باسم الشاب الإماراتي الراحل «بدر»، وعلى حس اكتمال المبلغ المطلوب لذلك المشروع في اليوم نفسه الذي انطلقت فيه المبادرة أو في اليوم الذي يليه مباشرة، نتمنى أن تواصل المجموعة الشبابية التطوعية في الرمس على هذا النهج الإنساني التكاتفي في حالات الوفاة، سواء للراحلين والراحلات من الأُسر الميسورة الحال، أم من الأُسر المتواضعة مادياً، أم من الأُسر غير المقتدرة؛ مع أمنيات الاقتداء بهم من قبل المجموعات الشبابية التطوعية في كافة مناطق الخريطة الإماراتية تصديقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، والدال على الخير كفاعله.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"