آخر جندي أمريكي يغادر أفغانستان

استولت حركة «طالبان» على مطار كابول كاملاً بعد ساعات من إقلاع آخر طائرة عسكرية أمريكية منه وخروج القوات الأجنبية نهائياً من أفغانستان، فيما سعت الحركة إلى تنظيم احتفالات بالانسحاب الأجنبي، بينما أعلنت الولايات المتحدة أن فصلاً جديداً ستنخرط فيه في أفغانستان وستقوده بالدبلوماسية.

وسار بعض قادة طالبان، يتقدمهم المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، على مدرج المطار، محاطين بحراس يرتدون معدات قتالية للقوات الخاصة. ونشر موقع دعائي لطالبان، مقاطع لقادة الحركة في المطار، وفي إحداها، مجاهد وهو يشكر مجموعة من المقاتلين على جهودهم ويهنئهم على «نيلهم الاستقلال».

وقال مجاهد «أهنئكم والأمة الأفغانية. وأتمنى ألا يتم غزو بلدنا مرة أخرى. نريد السلام والازدهار». كما حث مقاتلي طالبان على «التعامل بمحبة ولطف» مع الشعب الأفغاني الذي عانى الكثير، مضيفاً «كونوا حذرين في كيفية التعامل مع شعبكم، فنحن خدامهم. ولم نفرض أنفسنا عليهم».

والتقطت ما تسمى بوحدة القوات الخاصة التابعة لطالبان «بدري 313» الصور داخل المطار وهي تلوح بالبنادق الأمريكية وترفع الراية البيضاء للحركة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مجاهد قوله، خلال حديثه إلى الصحفيين في أرض المطار «نريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم. نرحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعاً».

جنازات وهمية

ونظمت «طالبان» جنازات وهمية للقوات الأمريكية وقوات حلف «الناتو»، حيث خرج الآلاف في شوارع المدن الكبرى للاحتفال بنهاية 20 عاماً من الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان. 

وتم تداول فيديو يظهر حشوداً تلوح بعلم «طالبان» وترفع توابيت مغطاة بأعلام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بالإضافة إلى شارة «الناتو» في شوارع مدينة خوست.

أما في قندهار، فخرج الآلاف وهم يلوحون بأعلام «طالبان» البيضاء احتفالاً ب«يوم الاستقلال»، وذلك بعد ساعات من خروج آخر جندي أمريكي من أفغانستان.

وشهدت العاصمة كابول ليلة الثلاثاء مظاهر احتفالية، حيث أطلقت الألعاب النارية وطلقات نارية في الهواء بعد لحظات من مغادرة آخر طائرة أمريكية. وأظهرت مشاهد، في الساعات الأولى من صباح أمس ، أنصار الحركة يطلقون نيران بنادقهم في الهواء احتفالاً برحيل القوات الأجنبية. كما أزيلت جميع نقاط التفتيش، باستثناء واحدة، في الطريق المؤدية إلى المطار. ويعد ضمان أمن مطار، الذي ملأت أغلفة الرصاص الفارغة جميع مداخله، قضية رئيسية، وقد صرحت «طالبان» مراراً بأنها لن تقبل أي وجود عسكري أجنبي في أفغانستان.

وليلة الثلاثاء أعلنت واشنطن أن القوات الأمريكية أنهت إجلاء جميع أفرادها عن أفغانستان عبر مطار كابول الدولي وانتقلت السيطرة على المطار إلى «طالبان».

وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في وقت سابق، «إن مهمة القوات الأمريكية في أفغانستان قد أنجزت قبل سنوات بمقتل أسامة بن لادن وإهانة القاعدة». وأضاف أن إنهاء المهمة العسكرية في أفغانستان، كان أفضل سبيل لحماية الجنود الأمريكيين، وتأمين خروج المدنيين الراغبين من هناك.

إتمام الانسحاب

وانتهى الوجود العسكري الأمريكي رسمياً في أفغانستان، بعدما صعد الميجور جنرال كريس دوناهو، قائد الفرقة 82 المحمولة جواً بالجيش الأمريكي، مساء أمس الأول، إلى متن طائرة شحن من طراز «سي-17» في مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، بصفته آخر جندي أمريكي يغادر أفغانستان.  

معدات معطلة

وقال مسؤولون إن الجيش الأمريكي حرص على تعطيل طائراته ومركباته المسلحة التي تركت في مطار كابول قبل أن تغادر ليل الاثنين الثلاثاء. وقال قائد البعثة الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، إن القوات «نزعت السلاح» من 73 طائرة و70 عربة تكتيكية مصفحة و27 عربة همفي حتى لا تستخدمها«طالبان». وقال «تلك الطائرات لن تطير مرة أخرى، ولن يتمكن أي شخص من تشغيلها».

كما أقدمت القوات أيضاً على تعطيل نظام الدفاع الصاروخي عالي التقنية «سيرام» المضاد للصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، التي استُخدمت لحماية المطار من الهجمات الصاروخية.

 وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، انتهاء الرحلات الجوية العسكرية الأمريكية، ومغادرة القوات الأمريكية، مضيفاً «لقد بدأ فصل جديد من انخراط أمريكا في أفغانستان. سنقوده من خلال دبلوماسيتنا». (وكالات)