عادي

الأفغان يتدافعون نحو الحدود للهرب من البلاد بعد إغلاق المطار

19:07 مساء
قراءة 3 دقائق
أفغانستان باكستان

كابول - رويترز
تدفقت حشود تسعى للفرار من أفغانستان على حدود البلاد واصطفت طوابير طويلة أمام البنوك في كابول الأربعاء بعدما أصاب الفراغ الإداري الناتج عن سيطرة حركة "طالبان" على البلاد المانحين الأجانب بالحيرة إزاء كيفية التصدي لأزمة إنسانية تلوح في الأفق.
وانصب تركيز الحركة على استمرار عمل البنوك والمستشفيات والأجهزة الحكومية بعد استكمال انسحاب القوات الأمريكية يوم الاثنين الذي أنهى موجة إجلاء كثيفة للأفغان الذين تعاونوا مع دول غربية خلال حرب استمرت 20 عاماً.
ومع توقف عمل مطار كابول، تركزت الجهود الخاصة لمساعدة الأفغان الخائفين من انتقام "طالبان" على ترتيب ممرات آمنة عبر الحدود البرية مع إيران وباكستان ودول آسيا الوسطى.
وقال مسؤول باكستاني عند معبر "تورخام" الرئيسي مع باكستان الواقع إلى الشرق من ممر "خيبر"، إن "عدداً كبيراً من الناس ينتظرون فتح البوابة على الجانب الأفغاني".
وتم إجلاء أكثر من 123 ألف أفغاني من كابول عبر جسر جوي قادته الولايات المتحدة بعد سيطرة "طالبان" على العاصمة في منتصف شهر أغسطس/آب، لكن ما زال عشرات الآلاف من الأفغان المعرضين للخطر، داخل البلاد.
آلاف بانتظار "الهروب"
وتقدر ألمانيا وحدها أن هناك ما بين عشرة آلاف و40 ألفاً من الأفغان العاملين لدى منظمات تنموية في أفغانستان لهم الحق في الإجلاء إلى ألمانيا إذا شعروا بالخطر.
وحث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قرار يوم الاثنين "طالبان" على فتح ممر آمن للراغبين في مغادرة البلاد، لكنه لم يشر إلى إنشاء منطقة آمنة وهي خطوة تدعمها فرنسا ودول أخرى.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن "طالبان" تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن إدارة المطار في العاصمة.
وأعلنت "طالبان" أنها "عفت عن جميع الأفغان الذين عملوا مع القوات الأجنبية أثناء الحرب التي أطاحت بحكمها عام 2001 لرفضها تسليم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة.
ودعا زعماء "طالبان" الأفغان للعودة لبلادهم والمساعدة في إعادة إعمارها ووعدوا باحترام حقوق الإنسان في مسعى، فيما يبدو، لرسم صورة أكثر اعتدالاً بالمقارنة بنظامهم السابق الذي كان معروفاً بتشدده.
وكانت الحركة قد قطعت عهوداً مماثلة عندما تولت السلطة عام 1996 لكنها أعدمت علناً رئيساً سابقاً وحرمت النساء من التعليم والعمل وفرضت عليهن قواعد متشددة فيما يتعلق بملابسهن واتبعت نهجاً عقابياً مع سكان كابول.
وقالت امرأة إنها "رأت مقاتلي طالبان يضربون النساء بالعصي خارج بنك في العاصمة الأفغانية" يوم الثلاثاء.
وقالت المرأة (22 عاماً) التي طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفاً على سلامتها: "هذه أول مرة أرى شيئاً مثل هذا وشعرت بالفزع حقيقة".
لا حكومة جديدة بعد
لم تشكل "طالبان" حكومة جديدة أو تكشف عن الطريقةالتي تعتزم إدارة البلاد بها، على عكس ما حدث عام 1996 عندما شكلت مجلس قيادة خلال بضع ساعات من السيطرة على العاصمة.
وقال وزير خارجية باكستان المجاورة، يوم الثلاثاء، إنه يتوقع أن تشكل أفغانستان "حكومة توافقية" في غضون أيام.
وفي ظل غياب حكومة في كابول، أجرت بريطانيا والهند محادثات منفصلة مع ممثلين عن "طالبان" وسط مخاوف من فرار ما يصل إلى نصف مليون أفغاني من بلادهم بحلول نهاية العام.
وقالت واشنطن إنها ستستخدم نفوذها الكبير، بما في ذلك قدرتها على دخول الأسواق العالمية، للضغط على "طالبان" في إطار سعيها لإخراج الأمريكيين وحلفائهم المتبقين في أفغانستان بعد انسحاب قوات الجيش الأمريكي.
وقال مسؤول من وزارة الخزانة الأمريكية إن الولايات المتحدة أصدرت الشهر الماضي ترخيصاً يصرح لها ولحلفائها بالاستمرار في تسهيل المساعدات الإنسانية داخل أفغانستان على الرغم من إدراج واشنطن لـ"طالبان" على قائمة سوداء.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) إن واشنطن تعي حجم التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" الإرهابي في أفغانستان الذي أعلن مسؤوليته عن تفجير انتحاري الأسبوع الماضي خارج مطار كابول قتل فيه 13 جندياً أمريكياً وعشرات المدنيين الأفغان.
وتنظيم "داعش" الإرهاي عدو للغرب ولـ"طالبان" التي تواجه كذلك مقاومة مسلحة من جماعات معارضة منها فلول الجيش الأفغاني، وقتل سبعة على الأقل من مسلحي "طالبان" في اشتباكات مع معارضين للحركة في وادي بانجشير شمالي العاصمة مساء الاثنين وفقاً لما ذكره اثنان من المعارضين.
ولم تستبعد الولايات المتحدة شن ضربات جوية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في أفغانستان، لكن الرئيس جو بايدن قال يوم الثلاثاء إن عهد بناء الدول بالقوة العسكرية قد ولى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"