بلد السلام يطوي صفحة الخلاف

00:53 صباحا
قراءة 3 دقائق

تضع الإمارات العربية المتحدة، الأدوات السياسية والسلمية والأخوية في المقدمة، وهي سياسة اعتمدتها منذ تأسيسها، وواصلت هذا النهج في كل العهود السابقة. إنها سياسة تصون الخليجيين والعرب، وتحمي مكتسباتهم، وتضعهم في المكان الذي يستحقون إقليمياً وعالمياً.
على هذا الأساس، يكون من واجب كل دولة من دول الخليج حماية شعبها ومكتسباته وصيانته والحفاظ عليه في المقام الأول وبما يثبت ويؤكد الروابط المشتركة العميقة بين الأشقاء الخليجيين.
الإمارات دائماً وفق مواقفها المشهودة المستمرة تضع المصلحة الخليجية قبل كل شيء، من أجل ضمان مستقبل واعد وزاهر ومستقر ومزدهر للخليجيين في كل مكان من المنطقة، وهذا وحده يوفر قوة دفع لبقية المنطقة العربية. حرص الإمارات على لُحمة ووحدة الخليج جعلها تدفع بالأسهل وبالطرق الأخوية والوسائل الدبلوماسية. فهي ترى أنه ينبغي رص الصفوف للشعوب الخليجية التي لن ينفعها إلا تضامنها وتعاونها وترابطها بوجه كل ما من شأنه تفكيك هذه اللحمة والروابط والأخوة، وإلا تشرذمت وضعُفت وتكالبت عليها أنياب الأطماع، وسيكون المصير حتماً القتل والدمار والانهيار والتشريد والفقر والجهل. وقد شهدنا ونشهد كيف انهارت دول كبرى في المنطقة وخارجها، عندما تتبدد أواصر العلاقات ويحل التباعد بديلاً عن الفهم المشترك بين الأشقاء.
لا سبيل أمام الشعوب الخليجية في هذا العالم العاصف، سوى تقوية الروابط والأواصر وتعزيز التعاون والتعاطف والتكاتف ولن يكون أحد «أرحم منا على بعضنا بعضاً». فتحكيم العقل الآن خير من الندم الذي لا ينفع.
ينبغي ألا تفرط الشعوب بالأمن الذي تنعم به دول الخليج، وقد اتضحت الآن وتكشفت حقيقة «نوايا القلوب» وقد فهمها الصغير مثل الكبير عندما يتحدث الأتراك والألمان والروس والإيرانيون والأمريكان عن «مستقبل الخليج»، نريد مستقبلاً آمناً لدار الخليج نصنعه بأيدينا.
إن نظرة القادة المؤسسين في دول الخليج رحمهم الله كانت ثاقبة؛ حيث سعوا إلى إنشاء مجلس التعاون الخليجي وذلك لرص الصفوف والتعاون لحماية شعوبهم. وما علينا اليوم إلا أن نكمل المسيرة وأن ننبذ كل من يحاول النيل من أمننا في الخليج وأن نعطي فرصة أولى وثانية وثالثة لمن يظهر النوايا الحسنة حتى يعلم علم اليقين بأن كافة شعوب الخليج عبارة عن شعب واحد يربطه الدم والمصير المشترك وأن لا يكون بيننا من يحرم هذه الشعوب التي اعتادت منذ اليوم الأول في حياتها على التقارب، والشعور بأن كافة الدول الخليجية هي بلد كل خليجي وأن نسعى بأن نكوّن مواطنا خليجياً هدفه حماية وطنه وقادته وأهله وخليجه دون إهمال أي جزء منه.
إن دول الخليج تملك درجة عالية من التجانس السكاني والتشابه في القيم والعادات والتقاليد. وهذا التجانس حقيقة تاريخية بنى عليها القادة المؤسسون عندما نظروا للخليج ككيان اجتماعي ونفسي واحد بدول متعددة. وضعوا ذلك في الاعتبار، فكانت النتيجة مبهرة في التنمية الوطنية والمشتركة. حتى دول العالم تتعامل مع الخليج على أساس النظرة المشتركة له ولمعطياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
الإمارات قيادة وشعباً سعيدة بالتقارب ومتفائلة بطي صفحة الخلاف الخليجي وذلك إيماناً منها بأن خروج المتربصين والأحزاب الهادمة لوحدة الخليج من دائرة اهتمام الدول الخليجية سيحقق التلاحم المنتظر من كافة قيادات الخليج. فهناك القريب وهناك الأقرب، لكن تبقى حماية شعوب الخليج هي الأهم وهي الأولوية.
الزعماء يؤسسون وتبقى المهمة الأكبر هي مهمة الشعوب. فما ننتظره اليوم من شعوب الخليج هو التقارب ودعم جهود القيادات لتجاوز أي محنة أو صعوبة تتعرض لها أي دولة في الخليج.
الإمارات بلد الجميع. بلد المحب للخير وبلد المحب للسلام والمحافظ عليه وبلد كافة الجنسيات بمختلف الهويات والأعراق. بلد السلام يرحب بالسلام.
نحن نشكر قياداتنا في كل دول الخليج ونسأل الله لهم التوفيق والسداد. حفظ الله خليجنا من كل شر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"