رؤية قيادة وثقافة مجتمع

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

طارق سعيد علاي *

تسع سنوات مضت على انطلاق الدورة الأولى للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، نجح خلالها وبشهادة الخبراء والمتابعين في بناء منظومة حديثة في مجال الاتصال وعلاقة الجمهور بالمؤسسات، بل نستطيع القول إن المنتدى تمكن من وضع ثقافة الاتصال الحكومي في سياقها التطوري المتحرك دوماً، هذا السياق الذي دعمته التجارب العالمية، ومنحته رؤية القيادة وثقافة المجتمع أهم عوامل النجاح.
وعندما تنجح الفعاليات الكبرى، تصبح ملكاً للمجتمع، ولا تعود حكراً على الجهة المنظمة، كونها ترسخت وأصبحت مكوناً أصيلاً في المشهد العام وعاملاً من عوامل النمو والتنمية، والأهم من ذلك، أنها أصبحت عنصراً من عناصر قوة الهوية الوطنية التي تمنح للدولة صورتها ومكانتها.
وفقاً لهذا التحليل، نتعامل مع المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، ونحرص على استمرار فعله، من باب حرصنا على المنجزات الوطنية وتنميتها، ونسعى نحو الارتقاء به في كل عام ليكون إضافةً متجددة لمشروعنا الحضاري، وليجسد مع الوقت طموحنا نحو أن يكون المنصة الأكثر تأثيراً على مستوى العالم.
إن واجبنا تجاه المنتدى، يشمل العمل على مسارين أساسيين، الأول يتعلق بالتطوير التقني والثقافي، ويتمثل بالشعارات والمحاور والمشاركات لكل دورة، وهذا المسار يتولاه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بمهنية عالية تؤكدها مسيرة المنتدى.
أما المسار الثاني فهو فهم المنتدى كظاهرة اجتماعية ثقافية متصاعدة، وتحديد عناصر قوته الذاتية، وهنا لا بد من التأكيد على أهمية تقديم هذه العوامل وشرحها لتكون بوصلةً ومرشداً لفرق الاتصال، ونموذجاً للبحث والدراسة من قبل المختصين.
ولعل العامل الذاتي الأول الذي يجب الإشارة إليه في هذا السياق، هو أن المنتدى جاء استجابة لضرورة انتجتها التجربة الإقليمية والعالمية، تتمثل في ضرورة أن يكون هناك منصة تبحث سبل تطوير العلاقات وتحقيق الشراكات بين المجتمعات والحكومات، في وقت يسعى العالم نحو المزيد من الاستقرار ومغادرة حالة الإرباك التي أنتجتها أزمات بداية الألفية الثالثة.
العامل الثاني، أن فكرة المنتدى شكلت سبقاً جريئاً على مستوى المنطقة، وبالتالي ساهمت في سد فراغ أساسي في مسيرة الاتصال الحكومي، حيث منحها المنتدى منصةً عالمية متخصصة في البحث والتطوير، وبهذا دعمت فكرة المنتدى مشروع التكامل الثقافي المحلي، ورسخت مكانة ودور الدولة التنموي العالمي.
أما العامل الثالث، فيتجسد في فهمنا للقاعدة التي تحكم جميع العلوم الإنسانية وفي مقدمتها علم الاتصال، حيث تقول: «ما كان صحيحاً وثابتاً بالأمس، ليس بالضرورة أن يكون كذلك اليوم».
العامل الرابع يجسد قدرة المنتدى على هضم التجارب العالمية وتحويلها إلى مبادئ ومفاهيم ومن ثم دمجها في الثقافة، وهذه القدرة تجلت عبر مسيرة المنتدى، وستتجلى بشكل أكثر وضوحاً في دورته العاشرة في 26 من سبتمبر المقبل.
* مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"