عادي

قصائد تتعطر بالحب في بيت الشعر

22:43 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة:«الخليج»

استضاف بيت الشعر في الشارقة، أمسية شارك فيها الدكتور مجدي الحاج وساجدة الموسوي ومحمد نجيب قدورة، بحضور محمد البريكي مدير البيت، وقدمها نصر بدوان، الذي تحدث عن الدور المهم لإمارة الشارقة في إبقاء جذوة الشعر وحضوره.

وافتتح القراءات الشاعر الدكتور مجدي الحاج الذي اختار أن يطوف بقصائده بين تساؤلات الوجود والهم الإنساني والحياة والرحيل، بأسلوب استند إلى التراث، واستلهم من الحاضر أحداثه ليوظفها في نصه، ومن قصيدة «عتقاً يغنّي بلال» قرأ:

تَضَمَّخْتَ مِسْكاً وَرَمْضَاءُ عِشْقِكَ/ قَدْ عَانَقَتْكَ بِحُزْنِ الْجَفَافِ/ فَلَمْ تَتَحَوَّلْ عَنِ الْحُبِّ فِيهَا/ وَلَمْ تَتَلَمَّسْ طَرِيقَ النَّدَى/وَمَا نَقَمُوا مِنْكَ غَيْرَ انْحِيَازِكَ لِلضُّوءِ/لَمْ يَتْرُكُوكَ وَشَأْنَكَ زَادُوكَ شَدًّا فَلَمْ تَتَبَرَّمْ بِشَدِّ الرَّدَى...

الشاعرة ساجدة الموسوي تلمست في شعرها قضايا الوطن وما أحاط به من انكسار ووجع، العراق الذي لا يغيب عن شعرها مثلما هو ساكن فيها، تلمست ثقافته وأهميتها عبر ما آل إليه شارع المتنبي الذي يحتفي بالوراقين والكتب، ومن قصيدة «المتنبي الحزين» قرأت:

وفي سالف ِالعصرِ عصر الجنون/ أنَّ سوقاً ببغدادَ قيل احترق/ بضاعتهُ ليس ماساً ولا ذهباً/ هي أغلى وإن صُنعت من ورق/ تفجّر في لحظةٍ فاستحال الصباحُ ظلاماً/ وصدرُ الأمان اختنق/ دخان ونار، وللموتِ أذرعه الخاطفات/ أعاصيرُ نارٍ تذيب الحديد/ وتحصدُ في جريها كلَّ شيءٍ

ولم تُبقِ حتى الرَّمق/ فما ظلَّ في السّوق غيرُ الرّماد.

ومن وفائها للمكان والوطن الذي تعيشه وتجد فيه ما عوضها عن رحلة طويلة من النأي عن الوطن الأم ومسقط الرأس، حيث النخل والبحر والناس والبيئة والموجودات كلها تغني للإنسان وقيمته على هذا الوجود، وله تقول من قصيدة «رسالة إلى أبي»، تقول:

لا تقلقْ يا أبتِ/ فأنا في أسعدِ حالاتي/ في وطنٍ أجملُ ما فيه مروءته/ وعيون الناسِ تذوب حياءً من فرط تأدّبهِم/ يبنونَ بصمتِ ملائكةٍ للحاضرِ والآتي/ لو أحلمُ لن ألقى أبداً في حلمي أجملَ منهُ/ ففيه براءات الدنيا وجمالٌ عطّل كلَّ مرايا الدنيا/ ليقول هنا مرآتي.

واختتمت الموسوي بنص «طفلة ودمعة» لا تجد إلا كف الأم الحاني الذي يمسح عنها الوجع والهم الإنساني من جائحة ما زالت البشرية تئنّ من وجودها الطويل، وقرأت:

ما هذي الدمعة ُيا أمّي؟/ هي قطرةُ ماءٍ من قلبي/ يا قرّة عيني وسنيني/ هل يبكي قلبك يا أمّي؟/

ولماذا لا يبكي والدنيا أجمعُها تبكي؟/ ونذير الأخبار يهزّ عواصم/ حين يموت الناسُ بداء ملتبسٍ مجنونٍ/ وتصير بيوت الناس سجوناً.

واختتم القراءات الشاعر محمد نجيب قدورة الذي تطرق إلى دور الشارقة، ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حكام الشارقة للثقافة، ومن قصيدة «مولع بالشعر» يقول:

إِيْ وربي مولعاً بالشعر أمضي/ حيث أمسى اليوم للأشعار بيت/ ها هي الأطيار تشدو نغماتي/ شدو شلّال أنا منه ارتويت/ سيعود المتنبي ونزار/ وابن زيدون قوافيهم عنيت/ كيف لا والشيخ سلطان طراهم/ مثلما في مجلس الشعر طريت/ مجلس يسرح يجتاب بلادي/ فتراه في مراياه الكويت.

وفي الختام الأمسية كرم محمد البريكي الشعراء ومقدم الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"