دبي: هشام مدخنة
تناول تقرير مطوّل لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية الآفاق الاقتصادية المتميزة للمستثمرين في دبي، والآمال الكبيرة لسوق الإسكان على وجه الخصوص، بالإضافة إلى جودة الحياة الفائقة ومعدلات التطعيم المرتفعة والمشجّعة مقارنة بباقي دول العالم.
وتحدث التقرير عن التجارب الشخصية والمهنية لعدد من رواد الأعمال والمديرين التنفيذين في دبي، ومنهم كالفين لي كامبل، مدير شركة مختصة في تنظيم الفعاليات والأحداث المباشرة، والذي وصف انتعاش القطاع القوي في دبي بالأمر المشجع، وبأن شركته عادت لتوظيف الموهوبين، وفريق العمل ينمو أكثر مع وجود الكثير من الفرص المهنية للتطور في الإمارة.
الاستجابة السريعة
وأشادت فاينانشال تايمز بالاستجابة السريعة التي أظهرتها دبي للحد من تفشي فيروس كورونا، ومعدلات التطعيم العالية جداً للسكان. وبأنه يمكن لأي شخص أخذ جرعة اللقاح الكاملة والمعتمدة من منظمة الصحة العالمية من خلال فقط التقدم بطلب للحصول على تأشيرة سياحية.
وتابع التقرير، أن دبي والإمارات تسعى لمكافحة آثار الوباء الاقتصادية، ومواصلة النمو الاقتصاد جيداً، ولجذب الزوار فقد استحداث تأشيرات جديدة ومشجّعة. ففي العام الماضي، أطلقت تأشيرة «التقاعد» ومدتها خمس سنوات لمن هم فوق 55 عاماً وفق شروط معينة. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت أيضاً تأشيرة «العمل عن بعد» لمدة عام واحد، وكذلك في ديسمبر/كانون الأول من عام 2020، تم توسيع نطاق المهن المؤهلة للحصول على تأشيرة الإقامة الذهبية لمدة 10 سنوات. وبحسب وصف التقرير، تؤمن دبي بأهمية جذب واستقطاب المزيد من المواهب والكفاءات للاستثمار، عبر منحهم إقامات طويلة تساعدهم على تأسيس أو مواصلة أعمالهم بجد وشغف.
جاذبية كبيرة
وقال سكوت ليفرمور من أكسفورد إيكونوميكس: «إن جاذبية دبي الكبيرة على مدار العام، ومشاهد التسوق وقطاعات الضيافة المتنامية في الإمارة. تجذب بالفعل العديد من المستثمرين والسياح بشكل متواصل من جنوب آسيا وأوروبا، وخصوصاً أولئك الذين يتطلعون إلى الاستقرار مع أسرهم والعمل عن بُعد بعيداً عن مواقع العمل الحقيقية، وهو ما توفره دبي بجودة خدماتها المتطورة وأسلوب الحياة الفاخر».
جودة الحياة
بريان، ذو ال 71 عاماً، برتغالي الجنسية، قالت فاينانشال تايمز إنه يخطط للتقاعد قريباً في دبي بتشجيع من قانون التأشيرات الجديدة، وقد اشترى بالفعل شقة فاخرة من ثلاث غرف نوم في نخلة جميرا مقابل 3.5 مليون درهم. يقول بريان: «طريقة التعامل مع الوباء، وجودة الحياة في دبي هما من شجعاني على البقاء. أنا أستمتع بكل شيء في دبي، من المرافق وملاعب الجولف والبنية التحتية المتطورة».
الإقامة الذهبية
راهول، شخص آخر استطلعته فاينانشال تايمز، وهو مدير تنفيذي في شركة دولية كبرى مقرها دبي، وممن استفادوا أيضاً من قواعد التأشيرة الجديدة. يقول: «عشت معظم حياتي في دبي منذ وصولي من الهند في أواخر التسعينيات، وكنت معتمداً على تأشيرات العمل لمدة سنتين أو ثلاث سنوات. ومؤخراً، مثل العديد من زملائي، حصلت على الإقامة الذهبية لمدة 10 سنوات».
يتطلع راهول اليوم لشراء فيلا يقيم فيها هو وأسرته في دبي. مضيفاً: «لقد تعاملت دبي مع الوباء بشكل جيد، لم ينقطع التعليم عملياً، ومعدلات التطعيم المرتفعة تمنحنا شعوراً بالأمان».
الطلب على المنازل
ونقل التقرير عن فيصل دوراني، رئيس أبحاث الشرق الأوسط في «نايت فرانك» قوله، كما هو الحال في مدن عالمية أخرى، أدى الوباء إلى زيادة الطلب على المنازل الكبيرة ذات المساحات الخارجية، وقل الطلب على العقارات الأصغر، وعليه ارتفع متوسط سعر المنزل المباع بأكثر من مليون دولار في دبي بنسبة 5.3% في الربع الثاني من هذا العام، مقارنة بالعام الماضي.
وارتفعت معها تداولات العقارات وبيع الفلل وشراؤها بالإضافة إلى الشقق الفاخرة في مناطق دبي كافة ومنها نخلة جميرا. في غضون ذلك، سيتم الانتهاء من تسليم حوالي 63 ألف وحدة سكنية جديدة في دبي هذا العام، وهو أعلى رقم منذ عام 2009، وفقاً لنايت فرانك.
