سرحان وأوزوالد والأخوان كينيدي

00:04 صباحا
قراءة 3 دقائق

حافظ البرغوثي

جاء قرار الإفراج عن سرحان بشارة سرحان من السجن ولو كان مشروطاً ليؤكد الشكوك حول براءته من اغتيال المرشح الديمقراطي روبرت كينيدي الذي اغتيل بعد سنوات من اغتيال شقيقه جون كينيدي رئيس الولايات المتحدة في حينه سنة 1963. 

وكان اغتيال جون هو أيضاً مثار شكوك حول هوية الجهة التي تقف وراء الجريمة مثلها مثل جريمة اغتيال روبرت سنة 1968 في كاليفورنيا. ومبعث الشك في الجريمتين أنهما متشابهتان واستهدفتا شقيقين وفي ظروف متشابهة، حيث قتل الاثنان برصاص من نوعين مختلفين لكل منهما ما يؤكد مشاركة طرف ثاني في الاغتيال ما زال مجهولاً وربما يكون نفسه. 

وما قاتل الرئيس إلا مجرد أداة تنفيذية علنية شاركه فيها قاتل آخر من الناحية الأخرى أي من الأمام، وفي حالة روبرت تبين أنه تلقى 13 رصاصة من الخلف بينما مسدس سرحان يتسع لثماني رصاصات ورغم البراهين لم تأخذها المحكمة بالحسبان. مثلما لم تأخذ محكمة قاتل لي هارفي أوزوالد بالحسبان الرصاص الذي أطلق على الرئيس جون من الأمام وركزت على أن رصاص أوزوالد من الخلف. هناك من حاول إسكات أوزوالد وأرسل صاحب ملهى ليلي من أصل يهودي بولندي هو جاك روبي لقتله في مركز الشرطة قبل نقله إلى سجن محصن، وادعى روبي أنه قام بفعلته لغضبه من اغتيال كينيدي الرئيس وحكم عليه بالإعدام لكنه لم يعدم ومات في السجن. لكن يبقى السؤال: من أرسل روبي ومن قبله أوزوالد ومن استدرج سرحان إلى مكان روبرت ومن أطلق عليه النار من الخلف؟ هناك بعد اغتيال الرئيس كينيدي ظهرت نظرية المؤامرة وظلت التحقيقات طي الكتمان. أما في حالة سرحان فكان الأكثر تأييداً للإفراج عنه هما ابن روبرت كينيدي والجريح الذي أصيب مع كينيدي وهو الموظف بول شريد وذلك لأنهما يؤكدان أن المحكمة لم تأخذ بكل التفاصيل ووجهت الاتهام إلى سرحان فوراً ولم تعر انتباهاً لعملية إطلاق النار على كينيدي من الخلف وليس من الأمام.

كما وجهت نظريات المؤامرة بعد اغتيال الرئيس جون أصابع الاتهام إلى أطراف عديدة بينها زعيم كوبا آنذاك فيدل كاسترو والمافيا والاستخبارات السوفييتية والرئيس السابق ليندون جونسون، الذي كان نائب الرئيس كينيدي وقتها، إضافة إلى وكالة الاستخبارات المركزية.

وأظهر اختبار بمادة البارافين أجري على صدغ أوزوالد بعد اعتقاله أنه لم يطلق رصاصاً من بندقيته، لكن شُكك لاحقاً في مصداقية ذلك الاختبار.

وعلى النقيض من الأسباب التي قيلت في دوافع اغتيال الرئيس الأمريكي فإن الكاتب الصحفي ديفيد تالبوت الشهير أكد أن الصدام حدث فعلياً بين كينيدي من جانب ووكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه» من جانب آخر عندما ألقى كينيدي خطابه الهام في مجلس الشيوخ عام 1957. فقد أكد كينيدي للحضور أن الاتحاد السوفييتي ليس العدو الوحيد للولايات المتحدة ولحرية العالم فهناك عدو آخر متمثل في قوى  الإمبريالية الغربية  التي وعلى حد قوله:«سحقت التطلعات المشروعة للشعوب في أنحاء العالم الثالث». وكان الخطاب كافياً لأن يمهد مسرح الصراع بين كينيدي والمخابرات الأمريكية. 

 أيضاً تبادل كينيدي الرسائل مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر وتطرق إلى ضرورة حل قضية اللاجئين الفلسطينيين محاولاً فتح صفحة جديدة مع مصر وهذا ما أثار حفيظة المخابرات الأمريكية، أضف إلى ذلك أنه عرقل تهريب شحنة يورانيوم إلى إسرائيل. فهل كانت مؤسسات الدولة العميقة أيضاً وراء اغتيال روبرت كينيدي خاصة وأن المخابرات الأمريكية بدأت بإجراء تجارب غسل المخ بواسطة مخدر «ال سي دي» فهل جرى غسل دماغ سرحان وإرساله كغطاء لتنفيذ اغتيال نفذه غيره من خلف روبرت.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"