عادي
من أوائل أصحاب المراكز الطبية في الإمارات

د. فتحي عمارة: 55 عاماً في خدمة المجتمع

00:54 صباحا
قراءة 5 دقائق
الدكتور فتحي عمارة
الدكتور فتحي مع الطاقم الطبي

حوار: سومية سعد

لم تكن مسيرته عابرة، بل كانت رحلة مثيرة غنية بالأحداث والمهام والمحطات، استطاع عبرها أن يكتسب الخبرات وينقلها للأجيال اللاحقة.

هو نجم سطع في سماء الطب بسمعته العربية عامة، والإماراتية خاصة، فهو معروف في الأوساط الطبية بشخصية قيادية مهنية؛ إنه الدكتور فتحي عمارة، من بين أكثر الأطباء شهرة في الإمارات وخارجها، وهو من أوائل الأطباء الذين فتحوا مجمعاً طبياً في الدولة يضم أكثر من تخصص، حيث فتح مركزه عام 1968 في دبي، وأحد أبرز أطباء القلب.

وأضاف في حوار مع «الخليج»، أن مهنة الطب مهنة إنسانية تسبقها الرحمة وتجمع بين العلم والأخلاق الفاضلة، وأنبل ما فيها الدعوات التي يتلقاها الطبيب من المريض.

عن بدايته في دبي بعد سلسلة من النجاحات في الخارج، قال د. فتحي عمارة: منذ تخرجي في كلية الطب بجامعة فيينا في النمسا، وأنا أحلم بفتح مركز طبي يضم جميع التخصصات، ويعالج الجميع. وبعد زياتي لمعظم الدول الأجنبية، تمنّيت أن أنقل هذه التجربة التي كانت غير موجودة في هذا الوقت، وخاصة عندما شاهدتها عن قرب في الولايات المتحدة، وأصبحت عضواً في جمعية القلب الأمريكية، وعرضت علي عروض كثيرة في فيينا والولايات المتحدة ولكني كنت أتمنى أن أحقق ما حملت به.

تاريح حافل من العطاء

مركز طبي

وأضاف قدم مجمع عياداتنا الرعاية الصحية المهنية في دبي منذ عام 1968، وهو معروف على نطاق واسع واحداً ومن أكبر المجمعات في هذا المجال. وتوسّع ليضم أحدث التقنيات المعرفة في مجال الطب الحديث، والمتخصصين، لتقديم أفضل الخدمات الصحية الخاصة في دبي، وفقاً للمعايير الدولية. وإن البيئة التي تركز على المريض تعني أن العملاء يعاملون بعناية وخدمة عالية الجودة وبأسعار تنافسية.

أما عن أهم المعوّقات، فأكد أن البداية كانت تحدي إنشاء مركز طبي متخصص في دبي، منذ أكثر من 55 عاماً، وهو من أوائل المراكز الطبية المتخصصة. وأخذنا مرحلة شدّ وجذب مع الرافضين، حتى تفهموا أن ذلك الأفضل لنا جميعاً، والأكثر من ذلك اطمأنوا إلى أن الالتزام يؤدي بهم إلى الاستقرار، ومن ثم النجاح. وأصعب شيء قابلناه، هو مقاومة التغيير من بعضهم، وتمكين مجمع عبر فريق من المتخصصين الموهوبين في مختلف القطاعات الطبية، لتوفير الجودة والتخصص في الرعاية الصحية. وتهتم عيادتنا الطبية بالأفراد، وأفراد الأسرة خلال كل مرحلة من مراحل الحياة، مع التركيز على مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بالصحة. نظراً للتعود على طريقة عمل معينة، وقد تمثل ذلك في رفض اللوائح التي وضعت قانوناً للإدارة والعمل داخل المستشفى.

وعن سبب الانتقال من مركز عود المطينة إلى مردف، قال: نجح مركز عود المطينة، ووجدنا توافد أعداد كبيرة من جميع الجنسيات، وكان لا بدّ أن يكبر هذا المشروع ويتحول إلى مجمع طبي يكون صرحاً يليق بدبي. فجاء القرار أن نمتد به إلى آفاق أوسع وأضخم، من أجل خدمة أبناء الوطن الذين يستحقون الكثير منا فجأت الفكرة، وهي الانتقال إلى مردف لمحاولة استيعاب كل المرضى الذي يتوافدون على المركز.

دراسة الطب لا تنتهي

أسباب النجاح

ويرى الدكتور عمارة، أن الإخلاص في العمل أول أسباب النجاح، وطاقم طبي على أعلى مستوى، والنظام الذي نتبعه في المجمع الطبي هو النظام المعمول به في المستشفيات العالمية، بحيث يستقبل المريض طبيب متخصص، بهدف تصنيف المراجعين فور وصولهم إلى القسم، لإعطاء أولوية لعلاج الحالات المرضية العاجلة، وميزة هذا النظام تكمن في إعطاء مجال أوسع للتحديد الدقيق لمستوى حالة المراجع الصحية، وسرعة العلاج التي تطلبها، ما يضمن تلقي المراجع العلاج في الوقت المناسب، وفقاً لحالته الصحية ويعطي تركيز أكثر لكل حالة. وقال عن تقديم المجمع الخدمات العلاجية، إنه يعمل على الاهتمام بالإنسان والحفاظ على صحته وضمان مستقبله، بتقديم أعلى جودة من الخدمة الطبية للمرضى بمجهود العاملين في المركز، من أطباء وممرضين وإداريين وفنيين وخدمات معاونة، عبر منظومة عمل متعاونة مترابطة حريصة على التطوير رافعة شعار «خدمة المريض». ولدينا نظام عمل يبدأ تقديم الخدمة للأمراض العادية، وإذا وجدنا حالات تحتاج إلى مزيد من التشخيص، نوجهها لقسم التشخيص، ويضم معظم التخصصات، ونقدم فحصاً دقيقاً، ويقيّم الحالات، لأن المرض درجات، وبناء عليه نعد خطة علاجية مع المتابعة بحسب الحالة.

أما في ظل جائحة «كورونا»، فقال: وضعنا نظاماً للعمل داخل المجمع باتباع الإجراءات الاحترازية، حرصاً على الطاقم الطبي والمرضى، وحددنا مواعيد صباحية، في العيادات تبدأ من السابعة صباحاً، وتوزيع العيادات على مسطحات أوسع للتباعد، مع تحديد عدد المرضى داخل المركز، إلى جانب التزام الدخول بارتداء الكمامات وقياس درجات الحرارة وتعقيم المركز مرتين يومياً.

المجمع في بداية النشأة في عود المطينة

ووجّه مجموعة من النصائح للمرضى، حيث أكد أن مشكلات القلب حالياً من أكثر أسباب الوفاة، وترجع إلى الجينات والعادات السلبية والنظام الغذائي الخطأ؛ فهناك من ينغمسون في الكوليسترول والدهون، ويبتعدون عن الأسماك والخضروات.. وعدم ممارسة الرياضة أمر سيئ جداً وأكثر ما يعرض القلب للخطورة.

وتوجّه إلى فريق عمله، قائلاً: علينا نحن الأطباء أن نؤدي مهنتنا في العلاج، لكن علينا، كذلك، أن نعى كيف نتعامل مع المريض ونتفاعل معه، فهناك أشخاص في العالم يتعاملون مع المرضى بطرق تستحق أن يتقنها كثير من الأطباء، فأحياناً المعاملة الحسنة الطيبة تجعل المريض يشعر بارتياح، حتى لو لم يكن في مراحل الشفاء، وهنا يصبح العلاج العلمي مرتبطًا أيضاً بالمعاملة الحسنة، وكلاهما معاً يساهم في شفاء المريض.

الأطباء الجدد وأضاف أن الطب مهنة إنسانية وتجمع بين العلم والأخلاق الفاضلة والرحمة، وأنبل ما فيها الدعوات التي يتلقاها الطبيب من المريض، وعلى الطبيب أن يكون ذا تواضع كبير ويعامل الناس على حد سواء، ويتفهم جميع الطبقات الاجتماعية، خصوصاً الفقراء، ويمد لهم يد المساعدة؛ فالمريض الذي قد لا يتحمل الألم أو ليس لديه معلومات كافية عن مرضه، على الطبيب أن يحسن الاستماع إليه ويتحلى بالصبر وهدوء الأعصاب والحلم في كل أحواله.وشدّد على أي طبيب مقبل على فتح مركز طبي، بقوله: المريض سبب عملك، ومسؤوليتنا تقديم أفضل رعاية ونتائج ممكنة لكل مريض، ونسعى جاهدين لتجاوز توقعات مرضانا لراحتهم، ولذا يجب أن ننتهز كل فرصة لخدمة أولئك الذين هم في رعايتنا، استناداً إلى قيم أساسية تشكل أساس ثقافة جهود كثيرة لتوفير رعاية صحية عالية الجودة ومركّزة وفعالة.

الشباب عامة

ثم نصيحة للشباب عامة، بقوله: النجاح يسبقه طريق طويل من التعب والمجهود والخبرة والإرادة والتحدي والعلم، ولا يستطيع الإنسان أن يصل إلى مكانة مرموقة عالمياً من دون كفاح ومثابرة.

وعن أصحاب الهمم، قال إن هناك أولوية لهم، وللمسنين أيضاً، وهذه من الإجراءات الأساسية.

التخصصات وأكد، كذلك، أن المجمع فيه معظم التخصصات منها الجراحة والتجميل وأمراض النساء والأسنان وطب الأطفال والأمراض الجلدية وعلم الوراثة والأشعة والطب العام.. ولدينا الآن أمهر الأطباء في جراحة القلب والإنجازات تتحدث عن نفسها، والعمل في القسم يتم على أكمل وجه. وكذلك قسم التجميل وعلاج الحروق، وفقاً للمعاير الدولية وفي مختبرنا الطبي في دبي، نقدم خدمات دقيقة وسريعة، باستخدام أحدث التكنولوجيا.

الثقةوهذه كلّها تخلق الثقة، لأنها لا تأتي من فراغ وإنما بالنتائج السليمة عبر أفضل الأجهزة العالمية والتدريب المستمر لموظفي المختبر، حيث يوفر مجموعة من الخدمات المتطورة والموثوقة والشاملة مع مجموعة واسعة من التحليلات، تبدأ من الإجراءات الأساسية إلى إجراءات التحليل المتقدمة التي يجريها المحللون الآليون، ويجمع الإجراءات المخبرية فريق من المتخصصين في علم الأمراض المدربين تدريباً عالياً، تحت إشراف كبار أطباء التشريح المرضي وأمراض الدم، والأمصال، وعلم الأحياء المجهري، وعلم المناعة والكيمياء الحيوية، والغدد الصماء، وعلم الخلايا.

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"