من أجل عام دراسي ناجح

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

من أجل ضمان نجاح عودة آمنة لأبنائنا الطلاب، وتوفير بيئة مدرسية آمنة جاذبة داعمة للتعليم والتعلم، لابد من تكاتف الجهود، وتحقيق التواصل والتنسيق بين الجهات المعنية من إدارات مدارس ومعلمين وأولياء أمور، والعمل على بناء علاقة تشاركية تكاملية حقيقية لتهيئة الطلاب نفسياً وصحياً للعودة إلى المدارس، وبث روح الإيجابية والطمأنينة في نفوسهم، لتحقيق التوازن والاستقرار النفسي لهم، وكما عملت إدارات المدارس على إتمام جاهزيتها لاستقبال الطلاب وسط أقصى درجات السلامة، فمن المهم جداً أن يعمل أولياء الأمور على تهيئة أبنائهم نفسياً للعودة إلى المدارس، وتوعيتهم وإرشادهم باستخدام أدوات الوقاية الشخصية الخاصة بهم، والالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتعاون مع إدارات المدارس بالابتعاد عن المعلومات المشتتة والمُربكة على مواقع التواصل الاجتماعي، وضبط النفس، وعدم تضخيم المواقف، والالتزام بالمعلومات والتوجيهات الصادرة من وزارة التربية والتعليم والهيئات التعليمية بتطبيق البروتوكولات الصحية الصادرة من الجهات الرسمية.
الإخوة المعلمون يقع على عاتقهم دور بالغ الأهمية؛ من حيث الاستعداد لاستقبال طلابهم بعد غياب طويل عن التعليم الحضوري بمختلف فئاتهم ومراحلهم، وتفهم احتياجاتهم النفسية؛ إذ إن الطلاب المستجدين قد يخالج بعضهم الشعور بالرهبة أو الغربة، وهم يحتاجون إلى بعض الوقت حتى يتأقلموا مع البيئة المدرسية الجديدة، ويتمكنوا من بناء علاقات صداقة مع أقرانهم.
أما الطلاب القدامى فمنهم من عاد متشوقاً لمدرسته ومعلميه وزملائه، وهؤلاء يتكيفون بسرعة، لأنهم يمتلكون الرغبة والدافعية الداخلية، وبعضهم الآخر تعود على التعلم عن بُعد، وأثبت وجوده فيه، وليست لديه رغبة في العودة للتعليم الحضوري، وهؤلاء في الأغلب من الطلاب الذين يتصفون بالخجل والانطواء أو من الذين لا يرغبون بالتقيد بالقواعد والقوانين المدرسية؛ لذلك قد يواجه بعض المعلمين تحديات في إدارة الفصل؛ لذا علينا حسن الاستقبال، والتحلي بالصبر، والتلطف في المعاملة والاحتواء إضافة إلى صياغة قواعد وإرشادات صفية واضحة ومحددة للطلاب، يسهل عليهم الالتزام بها وتنفيذها، ولا مانع من تخصيص حصة أو حصتين في بداية العام الدراسي يقضيها المعلم في التعرف إلى طلابه، وتحليل سماتهم الشخصية عن قرب، وبناء علاقات إيجابية معهم من خلال خلق حوارات هادفة ذات معنى، واستثمار الفرص في ممارسة بعض الأنشطة التعليمية الصفية، للتعرف إلى مستوياتهم ومهاراتهم وفق برنامج استقبال تم إعداده مسبقاً، ومن ثم تصميم خططه التعليمية بناء على ما تم رصده من ملاحظات ومؤشرات، لتقليص الفاقد التعليمي لدى طلابه.
وكما كان عام 2020 عاماً استثنائياً ناجحاً بإخلاصكم وتفانيكم في استمرار التعلم عن بُعد، سيكون هذا العام أيضاً عاماً استثنائياً في مواجهة تحديات الجائحة، والعودة إلى الحياة الطبيعية بإذن الله تعالى.
مسؤول تطوير جودة التعليم
 وزارة التربية والتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مسؤول تطوير جودة التعليم في وزارة التربية والتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"