أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل،رفض دعوة حركة النهضة الإخوانية تنظيم حوار وطني، بعد إجهاضها وتعطيلها لمبادرته السابقة لحلّ وإنهاء الأزمة في تونس، فيما دعت مجموعة السبع الرئيس قيس سعيد لسرعة تعيين رئيس للحكومة والعودة للنظام الدستوري.
وجاء موقف الاتحاد رداً على الدعوة التي وجهتها النهضة، أمس الاثنين،إلى الأطراف السياسية والمنظمات الوطنية من أجل التعجيل بتنظيم حوار وطني حول مختلف القضايا الخلافية بما في ذلك ما يتعلق منها بالنظام السياسي والقانون الانتخابي.
وقال الأمين العام المساعد للاتحاد سمير الشفي إن النهضة كانت أول من ناور من أجل معارضة دعوة المنظمة إلى حوار شامل، واليوم أصبحت تنادي بضرورة الحوار، مضيفاً أن «عدة قوى من بينها النهضة كانت ترفض قطعياً تغيير النظام السياسي وحتى مجرد تحيين ومراجعة بعض الفصول».
إعادة صياغة المشروع الوطني
وأضاف الشفي في حوار مع إذاعة «شمس إف إم»، أن الحوار بعد 25 يوليو»بصيغته القديمة وبالأطراف التي كانت مشاركة فيه أصبح عبئاً ولم يعد له معنى»، مشيراً إلى أن «الاتحاد يتطلع إلى حوار مع القوى المؤمنة بتصحيح المسار وإعادة الاعتبار لاستحقاقات الثورة» وأن «الاتحاد مع الحركة الإصلاحية وإعادة صياغة المشروع الوطني بما يخدم مصالح كل التونسيين».
واستنكر الشفي استقواء النهضة وأطراف سياسية أخرى بأطراف أجنبية، بعد لقائها مع الوفد الأمريكي الذي زار تونس نهاية الأسبوع الماضي.
من جهة أخرى، دعت مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى الرئيس قيس سعيد لسرعة تعيين رئيس للحكومة والعودة للنظام الدستوري بأسرع وقت ممكن. وقال سفراء دول المجموعة لدى تونس، في بيان صدر عنهم، أمس الاثنين: «نؤكد مجدداً نحن مجموعة السبع، التزامنا المستمر بالشراكة مع تونس وهي بصدد تطوير الهياكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية اللازمة قصد الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب التونسي حول تحقيق مستوى معيشي أفضل بالإضافة إلى إرساء حكومة تتسم بالنزاهة والفعالية والشفافية».وأضاف السفراء: «نحث في هذا المضمار على سرعة العودة إلى نظام دستوري يضطلع فيه برلمان منتخب بدور بارز. كما نؤكد الحاجة الماسة لتعيين رئيس حكومة جديد حتى يتسنى تشكيل حكومة مقتدرة تستطيع معالجة الأزمات الراهنة التي تواجه تونس على الصعيد الاقتصادي والصحي وهو ما من شأنه أن يفسح المجال لحوار شامل حول الإصلاحات الدستورية والانتخابية المقترَحة».
وختموا بالقول: «ستظل مجموعة السبع ملتزمة بإبقاء القيم الديمقراطية المشتركة ذات الأهمية المحورية في علاقاتنا المستمرة».
الغنوشي لم يستوعب رسالة «الشعب»
يستعد زعيم «النهضة»، راشد الغنوشي، للإعلان عن التركيبة الجديدة للمكتب التنفيذي للحركة، وسط خلافات حادة واستقالات جديدة.
وأعلن القيادي بالحركة سليمان شعباني عن استقالته من النهضة، مؤكداً رفضه للمكتب التنفيذي الجديد. واعتبر أن «جلّه من الوجوه القديمة التي تتحمل مسؤولية ما آلت إليه أوضاع الحركة والبلاد».
وقال شعباني على «فيسبوك» إن «ما حصل دليل جديد على أن الغنوشي لم ولن يستوعب رسالة الشعب».
بدوره أكد القيادي بالحركة العربي القاسمي أن أي مكتب تنفيذي يتم إعلانه دون تزكية مجلس الشورى يُعتبر لا شرعية له. (وكالات)
