استحقاقات لغوية مؤسسية

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

من بين مساقات «دبلوم القيادات الإشرافية» المنفذ من قبل «أكاديمية رأس المال البشري» التابعة لدائرة الموارد البشرية بحكومة رأس الخيمة، بالتعاون مع (ilm) «معهد القيادة والإدارة»، الرائد في منح المؤهلات وتنمية المهارات القيادية والإدارية، التابع لمجموعة (City & Guilds) البريطانية العريقة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1878، أقدم وأكبر مؤسسة مانحة للمؤهلات المهنية في المملكة المتحدة؛ نأتي إلى مساق «الاتصالات التنظيمية: الكتابة المهنية باللغة العربية»، الذي يُحدّثنا فيه المدرب الدولي، استشاري أعمال إدارية، «د. بشار شوقي» عن الأخطاء اللغوية الجسيمة الممارسة في المؤسسات الحكومية المحلية والاتحادية، وفي مؤسسات القطاع الخاص، لا سيما اللغة العربية التي تعاني سوء الاهتمام بها والجهل بمعجمها اللغوي، من حيث استخدام بعض المفردات المرتبطة مؤسسياً بصورة غير صحيحة، وفي غير معناها الحقيقي، وفي غير موضعها الطبيعي.
نأت مثلاً إلى مفردة «المدراء» المستخدمة خطأ في قطاع الأعمال على أنها جمع كلمة «مُدير»، حيث جاء ذكرها في «لسان العرب»: «المِدَرُ» التي تعني قِطَعُ الطين اليابس الذي يستخدم عادة في سد ثغرات الجدران، فيما جمع «مُدير» هو «مُديرون» في حالة الرفع، و«مديرين» في حالتي النصب والجر. كذلك الاستخدام الخاطئ من قبل الوحدات التنظيمية الممثلة في الجودة والإحصاء، حيث الصحيح «الاستبانة» لأنها مصدر (اسْتَبَان) بمعنى ظهر واتَّضَحَ واستوضح وليس «الاستبيان».
ومن الأخطاء اللغوية الشائعة أيضاً: «على جميع الموظفين التواجد في...»، فيما الصواب هو «على جميع الموظفين الحضور إلى...»، لأن «التواجد» هو التظاهر بالوجد «الحب أو الحزن الشديدين». كذلك «مبروك حصولكم على جائزة التميز الوظيفي»، فيما الصحيح هو «مبارك حصولكم على جائزة التميز الوظيفي»، لأن «مبروك» تعني «برك على الأمر واظب عليه»، وهي بمعناها الدعاء على الشخص وليس الدعاء له. ومن الأخطاء أيضاً «استلم الرسالة» الذي معناها لمس الرسالة، فيما الصواب هو «تسلم الرسالة».
من ناحية أخرى، ثمة مفردات يختلط فيها الحابل بالنابل من حيث الهمزات التي تسقط عن بعضها دون أدنى وجه حق، فيما تلتصق بأخرى دون أدنى مبرر لغوي، ولمعرفة ما إذا كانت المفردة بحاجة إلى همزة أم لا، نذهب إلى ماضي الكلمة، فإن كان أربعة حروف فأقل فالمفردة بحاجة إلى همزة، وإن كان خمسة حروف فأكثر فلا حاجة لها إلى الهمزة؛ من ذلك مثلاً «ابتكار» التي ماضيها «ابتكر»، و«إبداع» التي ماضيها «أبدع»، وهو خطأ شائع يقع في الكثير من المؤسسات.
نشير هنا إلى ضرورة الالتفات إلى الأخطاء اللغوية الشائعة في قطاعات الأعمال بشيء من الحرص على التصحيح، ولا بد من إسناد المهمة إلى مدققين لغويين لجمع كافة الأخطاء اللغوية في قطاعات الأعمال المختلفة، والعمل على إصدار معجم أو مرجع لغوي معني بالأخطاء اللغوية الشائعة، ومن ثم تعميمها على كافة المؤسسات في القطاعات المختلفة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"