مصر.. هي الحكاية!

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

الوعي الإنساني والحضاري، الفهم المشترك للمتغير السياسي الإقليمي والعالمي، ولغة الحوار هي أبرز عناصر العلاقة التاريخية التي تربط بين دار زايد وأم الدنيا، وهي علاقة أرسى دعائمها القادة المؤسسون للحراك النهضوي العربي المعاصر، كما أن أعمق قيم الود والمحبة أكدتها رسالة حكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قبل أكثر من نصف قرن، في عام ١٩٧٣ «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي»، متجاوزة الزمن والاتفاقيات على الورق، إلى لب قلب المواطن الإماراتي والمصري، يشهد على ذلك العاطفة الجياشة التي تعبر بها مصر للإمارات على مستويات دبلوماسية وشعبية على حد سواء.
إن أحد أوجه هذه العلاقة المتينة هو العمل المشترك في ملفات تعاون مفتوحة، لتعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات المختلفة، وبلورة العمل بين الشقيقتين ضمن آفاق إسلامية وعربية على صعد اقتصادية، وتكنولوجية، وثقافية، وسياحية، فدولة الإمارات تعد الشريك التجاري الثاني عربياً والتاسع عالمياً لمصر، ما انعكس على نمو أرقام التبادل التجاري غير النفطي، كما أن السوق الإماراتية تعد الوجهة الأولى للصادرات المصرية بنسبة سنوية تقدر ب ١١٪.
وفقاً لإحصائيات أعدتها شركات سياحية إماراتية ومصرية فإن الإمارات احتلت المركز الأول، كأكثر دولة سافر إليها المصريون بعد الجائحة بارتفاع وصل إلى ٩٪، كما أن ارتفاع عدد السياح الذين اتخذوا مصر كوجهة مفضلة للسياحة، ساهم في رفع نسبة الإشغال في خارطة الفنادق والمنتجعات والوجهات الثقافية المصرية، وذلك أكثر من 1.8 مليون سائح من وجهات عالمية أخرى، استمتعوا بالتنوع الذي عكسته المقاصد السياحية التي تخدم أغراضاً متنوعة مثل الترفيه، الثقافة، الرياضات البحرية والتاريخ.
لقد أبهرت «المحروسة» العالم في بداية هذا العام بإعادة خلق أحد المشاهد الخالدة في تاريخ البشرية، وهو الموكب الملكي للمومياوات الذي ضم ١٨ ملكاً و٤ ملكات ينتمون إلى الأسر من السابعة عشرة وحتى العشرين، عاكساً «مصر الحكاية» وما تمثله في ضمير العالم القديم والمعاصر، من فلسفة في الحياة والموت والعلم والثقافة والموسيقى بأبهى صورها. كما أن رمزية التوقيت الذي تم اختياره من قبل المصريين، تحمل رسالة مفادها أن الثقافة والتاريخ، هما جسر عبور نحو عصر من الإشراق والتجدد، الذي تمثله مصر والمنطقة العربية. الحكاية التي لا تتوقف عند هذا الحد، بل تترك بصمة على أرض الشقيقة الإمارات، وبالتحديد على خارطة إكسبو ٢٠٢٠، حيث ينتظر العالم حقبة من الفرص والازدهار تجمع بين لغة العالم القديم ولغة الأرقام المستقبلية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"