عشر منارات للخمسين الثانية

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

كيف كان وقع المبدأ السادس، من وثيقة «مبادئ الخمسين» في سمعك؟ قال القلم: هذا نشيد وطني، وليس مادة تشريعية أو بنداً في خطة استراتيجية تنموية شاملة، فحسب. لماذا خرج النص عن المألوف المتعارف عليه في تحرير القوانين والدساتير والقرارات والتوصيات؟ لماذا آثر الإيقاع الحماسي؟ أليس لأنه سيقود مسيرة نصف قرن، ونبراساً إلى المئة؟
تأمّل النفس الملحمي، كأنك تسمع سلاماً وطنياً موزوناً: إماراتنا دولة واحدة.. وتنمية واحدة.. سياحتنا واحدة.. صناعتنا واحدة.. ثقافتنا واحدة..
في المبدأ الرابع حدّدت خمسينيّة التأسيس الثاني المنطلق الاستراتيجي: «المحرك الرئيسي المستقبلي للنمو هو رأس المال البشري»، ما يوجب «تطوير التعليم»؛ لأن إرادة القيادة تستدعي قوة دفع في المسيرة، غاياتها وأبعادها تتعدى المحلي والإقليمي إلى شق الطريق إلى الريادة العالمية، فلا تقنع بما دون النجوم.
أما في المبدأ السابع، فيكتمل الرابع بشرح المقاصد من تطوير التعليم: «التفوق الرقمي والتقني والعلمي لدولة الإمارات، سيرسم حدودها التنموية والاقتصادية. لا يحتاج الأمر إلى شرح، فحدود التنمية والاقتصاد، تمتد إلى حيث تصل قوى الابتكار والإبداع، ومدى الطاقات الإنتاجية المتفوّقة.
في التدوين الموسيقي، يحدد المؤلف بكلمة أو عبارة، طريقة الأداء في العزف، مثل: بسرعة، بقوة، بعظمة.. المبدأ السادس ينص في البدء على عبارة من هذا القبيل التوجيهي لتحديد إيقاع النفس الملحمي: «ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات مهمة وطنية للمؤسسات كافة». بإيجاز قاطع: إعلاء راية الإمارات عالمياً أمانة ومسؤولية وواجب على جميع المؤسسات بلا استثناء. لا ينبغي لأحد أن يسأل لماذا، فلا يجوز توضيح الواضحات، لكن تأمّل كيف جاء الإيضاح: «دولة الإمارات هي وجهة اقتصادية واحدة، ووجهة سياحية واحدة، ووجهة صناعية واحدة، ووجهة استثمارية واحدة، ووجهة ثقافية واحدة، ومؤسساتنا الوطنية مطالبة بتوحيد الجهود، والاستفادة المشتركة من الإمكانيات».
المبدأ السادس أول كلمة فيه هي «ترسيخ»، وقد اختير تجسيده بما يقتضيه معنى الترسيخ، لهذا تكررت مفردة «وجهة» خمس مرات مقترنة بالاقتصاد، والسياحة، والصناعة، والاستثمار والثقافة. ذلك أبلغ وأبعد معنى من الاستغناء عن التكرار بواو العطف. 
مسك الختام في هذا المبدأ بيان وتبيين للجملة الأولى التي تضمّنت ترسيخ السمعة العالمية للدولة. إنما يتحقق ذلك من خلال «العمل على بناء مؤسسات عابرة للقارات تحت مظلة دولة الإمارات».
لزوم ما يلزم: النتيجة الاقتدائية: على المؤسسات أن تكون عابرة للقارات، لزاماً؛ لأن الإمارات قد صارت عابرة للكواكب.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"