مظهر غير لائق

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين

علاقات أولياء الأمور بمؤسسات التعليم، تعد أسمى الروابط التي نشهدها في حياتنا، وهنا تأتي أهمية الالتزام الاحترام المتبادل، والتقدير والتفاهم والتعاون، إذ إن ما تفرزه تلك العلاقات يعد دروساً لأبنائنا لا يتعلمونها في مناهج الدراسة.
وفي الأمس القريب، تجمع أولياء أمور بعض الطلبة في مشهد غير لائق في مقر مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، اعتراضاً على رسوب أبنائهم في امتحانات الإعادة في العام الدراسي المنصرم 2020-2021، مستندين إلى أن هناك خطأ في نظام المنهل أدى إلى رسوب أبنائهم.
الاعتراض في حد ذاته لا يعد مشكلة، وقد يكون في بعض الأحيان حقاً مكتسباً، والمطالبة بالحق أمر لا نجادل فيه، ولكن طريقة الاعتراض والمطالبة التي استخدمها أولياء الأمور في هذا الموقف، لا تليق بقداسة العلم وأفراده، ومؤسساته.
الفيديو الذي تم تصويره وتداوله، يعد إساءة صارخة لمنابر العلم في المقام الأول، وإساءة أخرى للقائمين على التعليم، ومظهر غير لائق ولم نعتد عليه قط.
الاعتداء على موظف أثناء تأدية عمله «ضرباً أو لفظاً» جريمة، والتصوير من دون إذن الطرف الآخر والتداول، يعدّان أيضاً جريمة يعاقب عليها القانون، ولا يجوز تواجد مثل هذه الجرائم في ميدان العلم، وهنا نسأل أصحاب الواقعة عن علاقة السبّ والتصوير وتداوله، بإشكالية نتائج الطلبة «صحيحة كانت أم مشكوكاً فيها»؟
القضية حسمتها المؤسسة منذ اللقاء الأول مع أولياء الأمور، وشكلت فرقاً للبحث والتحري والتدقيق في واقع النتائج، على الرغم من انتهاء مهلة تقديم التظلمات والبت فيها، وجاءت النتائج متطابقة ومتوافقة مع ما تم رصده وإعلانه، ولا مجال لوجود خطأ، إذاً، أين المشكلة؟ ولماذا هذه التجاوزات في مقر مؤسسة لها حرمتها وقداستها؟ 
نقدّر مشاعر الأباء والأمهات، وحرصهم على المضي قدماً بأبنائهم في مسيرة التعليم، ولكن إذا كان الطالب راسباً كيف نجعله ناجحاً، أليس من العدل أن يحصل كل طالب على حقه؟ ومن أين تم التكهن بوجود أخطاء  في النتائج ليطالب أولياء الأموربتعديلها؟ 
وسواء كان الحق لأولياء الأمور، أو عليهم، في أمر نتائج الطلبة، أو استجابة مسؤول من عدمه، تبقى تحفظاتنا كثيرة على هذا المشهد السلبي الذي جسّد مظهراً لا يليق بمكانة العلم ومؤسساته، فالجميع مطالب بضبط النفس واحترام مقدسات العلم وتقديرها.
ونقولها صراحة، الإمارات لا تستحق منكم هذه السلوكات، ويكفي أنها الوطن الذي حشد الجهود والطاقات، وتحمّل كل المصاعب والتحديات والخسائر منذ مجيء «كورونا»، لتبقى منابر العلم مضيئة، لينهل منها جميع الأبناء علومهم ومعارفهم من دون عناء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"