عادي

إنجاز بناء خط الأنابيب الروسي الألماني «نورد ستريم 2»

01:31 صباحا
قراءة دقيقتين
البارجة «فورتونا» تستكمل مد أنبوب غاز «نورد ستريم 2» تحت بحر البلطيق (أ.ف.ب)

أعلنت روسيا، أمس الجمعة، استكمال بناء خط أنابيب غاز «نورد ستريم 2» الذي يربط روسيا بألمانيا ويعتبر منتقدوه أنه سيزيد من اعتماد الدول الأوروبية في مجال الطاقة على روسيا، فيما أكدت أوكرانيا أنها ستحارب المشروع حتى النهاية.

وقالت الشركة في رسالة على قناتها على تطبيق «تلجرام»: «هذا الصباح (الجمعة) عند الساعة 08,45 بتوقيت موسكو (05,45 ت غ)، أنجز بناء خط أنابيب نورد ستريم 2 بالكامل».

ودعا الكرملين إلى تشغيل خط الأنابيب في أقرب وقت ممكن، مؤكداً أن جميعنا لدينا مصلحة في ذلك.

في المقابل، صرّح المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية سيرجيه نيكيفوروف لوكالة «فرانس برس» أن أوكرانيا ستحارب نورد ستريم 2، على الرغم من استكمال بنائه.

وقال: «الرئيس فولوديمير زيلنسكي، أشار دائماً إلى أن أوكرانيا ستحارب هذا المشروع السياسي الروسي حتى استكمال بنائه، وبعد ذلك وحتى بعد بدء إمدادات الغاز».

تبلغ تكلفة المشروع 10 مليارات يورو.

بالنسبة لمنتقديه في أوروبا وكذلك الولايات المتحدة، سيزيد المشروع على المدى الطويل اعتماد الدول الأوروبية في مجال الطاقة على روسيا الخصم الاستراتيجي الكبير بالنسبة للدول الغربية، ويشكل خيانة لمصالح أوكرانيا حليفة الغرب في مواجهة موسكو.

يفترض أن يضاعف خط الأنابيب الممتد تحت مياه بحر البلطيق عمليات تسليم الغاز الروسي إلى ألمانيا، المروّج الرئيسي للمشروع.

ويمتد هذا الأنبوب القادر على نقل 55 مليار متر مكعب من الغاز في العام، على 1230 كيلومتراً تحت مياه بحر البلطيق وهو الطريق نفسه الذي يمتد عليه مشروع «نورد ستريم 1» الذي وضع في الخدمة في عام 2012.

على مدى سنوات، تواجهت واشنطن وبرلين بشأن المشروع إنما أيضاً الأوروبيون في ما بينهم، كذلك روسيا وأوكرانيا، التي ترى أن تشغيل خط الأنابيب يضعف موقعها. أخيراً سمح تغيير واشنطن موقفها بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، بالتوصل إلى تسوية ألمانية أمريكية لمحاولة وضع حد لهذا الخلاف.

تعرّضت المستشارة الألمانية لانتقادات كثيرة بسبب هذا الملف وأكدت أواخر أغسطس/آب من أوكرانيا أن بلادها ستفعل كل ما بوسعها لتمديد عقد العبور الروسي الأوكراني الذي ينتهي العمل به عام 2024، كما أنها شددت على أن موسكو ينبغي ألا تستخدم الغاز كسلاح.

لكنّ الرئيس الأوكراني زيلنسكي أبلغها أنه يعتبر نورد ستريم 2 بمثابة سلاح جيوسياسي خطِر.

الأوروبيون منقسمون. تشعر بولندا أو دول البلطيق بالقلق من رؤية الاتحاد الأوروبي ينصاع للطموحات الروسية.

حتى في ألمانيا، لا يحظى نورد ستريم بالإجماع. واعتبر تقرير صادر عن معهد الأبحاث الاقتصادية الألماني «دي آي دبليو» في 2018 أن خط أنابيب الغاز يستند إلى توقعات تبالغ في تقدير الطلب على الغاز الطبيعي في ألمانيا وأوروبا.

وبدأت الأشغال في إبريل/نيسان 2018، وتوقفت في ديسمبر/كانون الأول 2019 فيما لم يكن قد تبقى إلا 150 كيلومتراً من الأنبوب لمده في المياه الألمانية والدنماركية، واستؤنفت الأعمال بعد عام.

تخلى الرئيس بايدن عن عرقلة المشروع معتبراً أن الوقت قد فات وأن من الأفضل الرهان على التحالف مع ألمانيا؛ بحيث أن واشنطن ترغب في ضمان التعاون معها في ملفات أخرى، لاسيما في مواجهة الصين.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"