عادي

الحسناء الأفغانية "آريانا" نجت من "جحيم طالبان" بفضل "مترجم"

18:51 مساء
قراءة 3 دقائق
آريانا سعيد

إسطنبول - أ ف ب
بعد اللجوء إلى إسطنبول، تروي نجمة موسيقى البوب الأفغانية آريانا سعيد قصة تخفيها للهروب من كابول في ظل الخوف من انكشاف هويتها لمسلحي حركة "طالبان" الذين يهددونها منذ زمن بعيد.
وتخبر الفنانة في مقابلة مع وكالة فرانس برس، وهي لا تزال متأثّرة بذكريات تلك الليلة القاتمة، أنها رجت خطيبها في طريقهما إلى المطار قائلة: "لا تدعهم يمسكون بي، اقتلني قبل أن يحدث ذلك".
ومنذ زمن بعيد، تثير آريانا سعيد، وهي أشهر مغنية في أفغانستان يتابع حسابها على "إنستجرام" 1,4 مليون مشترك وتشبه بمظهرها نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، حفيظة رجال الدين والمحافظين في بلدها بسبب أغنيات تدافع فيها عن حقوق النساء وتندّد بالعنف الذي يتعرّضن له.
ولم يعد في وسع الفنانة التي ترأس لجنة تحكيم برنامج المواهب الغنائية "ذي أفغان ستار" على قناة "طلوع نيوز" المستهدفة أيضاً من حركة "طالبان"، التنقّل بحرّية في كابول وهي كانت تعيش تحت حماية مشدّدة وتحدّ كثيراً من تنقلّاتها.
وفي الخامس عشر من آب/أغسطس، حاولت الفرار مرّة أولى بعد وصول مناصري حركة "طالبان" إلى كابول، في حين كانت القوّات الأمريكية تنجز التحضيرات للانسحاب، لكن الطائرة التي ركبتها، لم تقلع.
فلجأت الفنانة البالغة من العمر 36 عاماً إلى أقرباء قبل محاولة ثانية في اليوم التالي. وقد بات مسلّحو حركة "طالبان" يقفون عند كلّ حاجز مدجّجين ببنادق كالاشنيكوف في محيط المطار، وأصبح من الصعب على القوّات الأجنبية المتبقية احتواء الحشود المندفعة.
وركبت آريانا سعيد سيارة، في حين استقلّ خطيبها ومدير أعمالها حسيب سيّد، سيارة أخرى، وأخذ الاثنان يتواصلان عبر جهاز اتصال لاسلكي.
المترجم أنقذها
وعندها قالت لحبيبها: "إذا أوشكوا على الإمساك بي، أرجوك أن تقتلني برصاصة في الرأس، ولا تدعهم يمسكون بي حيّة، فهذا ما أخشاه أكثر من الموت".
وكانت نجمة البوب تعرف خير معرفة أنها تجازف مجازفة كبيرة مع إطلاق ماركتها الخاصة للموضة في كابول في تموز/يوليو في وقت كانت القوّات الأجنبية تغادر بلدها.
وهي تقول: "لطالما كنت متفائلة بالمستقبل، لذا قرّرت الاستثمار في هذا المجال".
وفي تلك الليلة، اتّشحت بالأسود وتكمّمت ووضعت نظّارة زائفة واصطحبت معها أحد أنسباء مدير أعمالها ليظهروا كأنّهم عائلة عادية.
وهي تروي: "حاولنا أن نتمرّن معه قائلين له إنه في حال تمّ الإمساك بنا تدّعي أنني أمّك وأنا أدعى فيريشتا".
وعندما وصلوا إلى تخوم المطار، شّق حسيب طريقه وسط جمع غفير.
وتستذكر آريانا: "كان الناس يتدافعون، وكان هناك رضّع وأطفال ونساء أغمي عليهن".
وقد رفض الجنود في بادئ الأمر السماح لهم بالمرور، معطين الأولوية للرعايا الأمريكيين. لكن أحد المترجمين تعرّف على حسيب وقال لهم إنه شريك أشهر مغنية أفغانية وحياتها فعلاً بخطر.
إدراك الحقيقة
وبفضل هذا المترجم، نُقل الشريكان إلى الخارج، وتقرّ آريانا من شرفتها المطلّة على أحد أحياء إسطنبول بأن النساء في بلدها اليوم أصبحن أكثر تثقيفاً ومعرفة بحقوقهّن مما كان عليه الحال في عهد حركة "طالبان" سابقاً (1996-2001).
وتصرّح بفخر ممزوج بحزن: "لم تعد الأفغانيات كما كنّ قبل عشرين عاماً"، في وقت يخرج مزيد من النساء إلى شوارع كابول للتظاهر بالرغم من قمع حركة "طالبان" لهذه الاحتجاجات.
وتتابع قائلة: "لن يستسلمن بالتأكيد"، وتدعو الفنانة الحكومات الأجنبية إلى إدراك أن حركة "طالبان" اليوم "هي ذاتها" تلك التي أطاح بها الغرب من الحكم في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 قبل عقدين.
وتقول: "آمل أن يدرك العالم أنه ما من نسخة جديدة من الحركة".
وقد خصّصت آريانا سعيد الجزء الأكبر من أغانيها للمرأة الأفغانية وكلّفها ذلك غالياً.
وهي تقول: "لم يعد لي مكان مع استيلاء حركة طالبان على الحكم، فهم يريدون النيل مني".
ولا يخفى على آريانا التي تستمدّ الوحي من فنانات مثل بيونسيه وجنيفر لوبيز أن بوناً شاسعاً يفصل بينهن.
وهي تشير: "لا أظن أنهن اضطررن إلى المشاركة في لجنة تحكيم برنامج موسيقي مع ارتداء سترة واقية من الرصاص".
وتقرّ "حياتنا مختلفة، وأرغب كثيراً في أن تكون حياتي مثلهن. لكن ما العمل عندما يشاء القدر أن تولد في بلد تمزّقه الحروب مثل أفغانستان؟".

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"