بعد سجالات كثيرة وأخذ ورد طيلة الأشهر الماضية، طُويت صفحة شائكة من قضية «إيبيك جيمز» ضد «أبل» ومتجرها الالكتروني App Store، بصدور حكم قضائي بمنع عملاق التقنية من تقييد المطورين بوسيلة دفع واحدة، ومنحهم قنوات بديلة وروابط خارجية بخلاف نظام الدفع الخاص بـ «أبل»، ليتجاوزوا بذلك عقبة الـ 30%، وهي العمولة التي تفرضها الأخيرة على مبيعاتها عبر المتجر.
صفعة مادية
لا شك بأن الحكم يمثل صفعة مادية في وجه صانعة «آيفون»، وأهم تغيير على نموذج الأعمال الخاص بها منذ إطلاق المنصة في عام 2008. إذ بلغت عمولات «أبل» حوالي 6.3 مليار دولار من متجر التطبيقات «أب ستور» العام الماضي في الولايات المتحدة، معظمها من عمليات الشراء والاشتراكات داخل التطبيق. ولكن الشركة الأعلى قيمة في العالم قد تستوعب ذلك بسهولة بالنظر إلى زوال الخطر الأكبر الذي كان يهددها في هذه القضية، وهو إدانتها بالاحتكار بموجب القوانين الفيدرالية أو قوانين الولاية. حيث قالت القاضية إيفون جونزاليس روجرز من محكمة مقاطعة أوكلاند إن شركة أبل لم تحتكر سوق ألعاب الهواتف المحمولة، وإن «إيبك جيمز» خرقت عقدها معها عندما سمحت لمستخدمي لعبة «فورتنايت» بالدفع مباشرة لها بدلاً من نظام أبل للمدفوعات.
التضحية بـ 4 مليارات
وقدّر جين مونستر من «لوب فينتشر»، «إن النطاق الذي قد تخسره أبل من فرض طرق دفع بديلة من 1 إلى 4 مليارات دولار. وجّهت الأحداث المستثمرين لاتخاذ قراراتهم المعلقة على نطاق واسع بشأن الاستثمار بأسهم أبل، على الرغم من انخفاضها 3.3% إلى 149 دولاراً الجمعة.
انحياز القاضية
من جانبها وصفت شركة أبل الحكم بأنه «انتصار»، مشيرة إلى أنها ليست قلقة بشأن التأثير المالي. وقالت في بيان: «أكدت المحكمة ما كنا على يقين به طوال الوقت، وهو أن متجر التطبيقات لا ينتهك قانون مكافحة الاحتكار، ونجاحنا كان قانونياً». ووصفت كيت آدامز، المستشار العام للشركة، الحكم بأنه نصرٌ يبرز ميزة الأعمال.
في المقابل، أكد خصم «أبل» في القضية شركة إيبيك جيمز انحياز القاضية إلى «أبل». وأعرب تيم سويني، الرئيس التنفيذي للشركة عن عدم رضاه عن القرار، وبأنه لم يُنصف المطورين أو المستهلكين.
في وقت سابق من هذا الشهر، قالت أبل إنها ستسمح لمطوري بعض أنواع التطبيقات، بما في ذلك خدمات الوسائط مثل نيتفليكس وسبوتيفاي بالإضافة إلى تطبيقات الأخبار والكتب، بتوجيه المستخدمين إلى طرق شراء خارجية. لكن الحكم القضائي الصادر يوم الجمعة يفرض ذلك أيضاً على الألعاب وغيرها من الفئات التي تمثل ثقلاً كبيراً تاريخياً من حجم إيرادات الشركة.
فتطبيقات الألعاب تشكل 70% من إجمالي عائدات أب ستور، وحققت أبل 3.8 مليار دولار من الإيرادات الأمريكية من الألعاب في عام 2020، جاء معظمها من عمليات الشراء داخل التطبيق.
ومع ذلك، ولو انتهى الأمر بخسارة بضعة مليارات من الدولارات سنوياً، فإن هذا لا يزال يشكل جزءاً صغيراً من إجمالي إيرادات رائد التقنية العالمي الذي من المتوقع أن يجني أكثر من 360 مليار دولار في السنة المالية 2021 وحدها، ما يعني أن التغيير لن يحرف الأداء المالي العام للشركة.
