عادي

جيش من المتطوعين في خدمة منكوبي الفيضانات بألمانيا

15:32 مساء
قراءة دقيقتين
ديرناو - أ ف ب
في مدرسة ديرناو الابتدائية في غرب ألمانيا، غابت ضحكات الأطفال ليحلّ مكانها ضجيج الثقّابات الضغطية، إذ تمركز في هذا الموقع جيش من المتطوّعين لمساعدة منكوبي الفيضانات، وقد التحقت ريبيكا ووالدتها بصفوفه.
وتقول ريبيكا البالغة من العمر 22 عاماً: «لم يكن لديّ متّسع من الوقت في السابق بسبب الامتحانات. لكن تعهدت المجيء متى تسنّى لي» إلى المناطق التي اجتاحتها فيضانات هائلة في منتصف يوليو/تموز الماضي.
وديرناو الواقعة في واد نهر آر قرب مدينة بون هي إحدى المناطق الكثيرة المنكوبة التي تنشط فيها جيوش من المتطوّعين أتت للمساعدة على إزالة الأنقاض والإعمار.
وإلى جانب هيئات الحماية المدنية وخدمات الإطفاء والجمعيات، فهم يوفّرون عوناً أساسياً تثمّنه السلطات غالياً.
وتقول ماريتا، إن «المساعدة تأتي من جهات خاصة بغالبيتها». ولم يعد بيت السيّدة البالغة 78 عاماً صالحاً للسكن، مثل أحياء كاملة بالمدينة أتت عليها الفيضانات التي أودت بحياة 180 شخصاً.
وتقول المتطوّعة كريستين: «يغرق السياسيون في وحلهم، لكن الوحل الحقيقي هنا، وهم ليسوا في المكان». ويشعر سكان المناطق المنكوبة، أن السلطات تخلّت عنهم. وتؤكّد ماريتا التي تنوي الإقامة مجدّداً في ديرناو عند تشييد مسكنها المدمر: «لا نتلقّى الكثير من المساعدات من الدولة». وخصّصت السلطات مئات ملايين اليوروهات من المساعدات الطارئة للمنكوبين، متعهدة بتوزيعها من دون قيود بيروقراطية مفرطة. واعتمدت الحكومة برنامجاً واسعاً للإعمار بميزانية 30 مليار يورو.
في أحد أروقة المدرسة التي ينبغي ترميم أجزاء كاملة منها، تشكّلت سلسلة بشرية لإزالة الأحجار بالسطول.
وتقيم جوديت والدة ريبيكا في ديرناو منذ أسابيع. وتعكف هذه المدرّسة في كولونيا على إزالة رسومات ملوّنة، من عالم ما قبل الكارثة، عن جدران المدرسة مع ابنتها.
أما كريستين يان، المتقاعدة، فتتولّى تحضير القهوة والسندويشات للمتطوّعين، على بعد بضعة كيلومترات من البلدة إلى جانب مصنع كبير لعلامة «هاريبو». وفي هذه المنشآت، يُستقبل المتطوّعون، ويزوّدون بالأدوات وتجهيزات الحماية قبل توزيعهم في حافلات على الأماكن الأكثر حاجة إلى مساعدتهم.
وأتت هذه العاملة السابقة بعد الكارثة مباشرة لمدّ يد العون، تقول:«أنا متقاعدة، ولست بحاجة إلى أخذ عطل لهذا الغرض. وما زلت قادرة على التحرّك، طبعاً بوتيرة أقلّ سرعة من الشباب». وستغادر المنطقة بعد بضعة أيّام لأخذ قسط من الراحة، ولديها انتقادات كثيرة على أداء السلطات.
وفي محطّة ديرناو المعطلة منذ الفيضانات، تتكدّس علب المعكرونة والشوربة ومعجون الأسنان. وتحوّل المبنى القرميدي إلى محلّ تضامني لُقّب بـ «العمّة إيما» يستقبل الهبات ويوزّعها على السكان.
وبات دانيال الذي وصل إلى الموقع قبل خمسة أسابيع من العناصر الأساسية فيه. ويقول هذا المعالج البالغ 29 عاماً: «يبدأ عقد عملي الجديد في الأوّل من ديسمبر/ كانون الأوّل، ولديّ متّسع من الوقت».
وهو يرى «ألا شيء يتقدّم من دون المتطوّعين، إذ إن مؤسساتنا مقصّرة بالكامل».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"