عادي
وطن النجاح

رونالدو مشحور: بيئة الإمارات الاستثمارية تنقل المحلي إلى العالمي

01:01 صباحا
قراءة 8 دقائق
رونالدو مشحور
رونالدو مشحور
أمازون تتوسع في الإمارات
حوار: حمدي سعد

نجحت دولة الإمارات في تصدر مكانة عالمية وإقليمية مرموقة في قطاع التجارة والتسوق الإلكتروني، بفضل الدعم والتشجيع اللامحدود من قيادتها الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سموه السديدة لتسهيل استقطاب الشركات والاستثمارات التقنية إلى الدولة، هذا ما أكده رونالدو مشحور، نائب رئيس شركة «أمازون» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمؤسس لشركة «سوق دوت كوم» في دبي العام 2005.

وقال مشحور في مقابلة خاصة مع «الخليج»: إن شركة «سوق دوت كوم»، التي استحوذت عليها شركة «أمازون» العالمية، بدأت أعمالها كشركة ناشئة في قطاع التجارة الإلكترونية العام 2005 انطلاقاً من مكتب بسيط في «مدينة دبي للإنترنت» باستثمارات لا تتجاوز قيمتها 500 ألف دولار كتمويل فردي وب 4 موظفين فقط وقتها لتواصل النمو والازدهار ولتتوج نجاحها بفعل البيئة الاستثمارية المثالية في الإمارات ودبي بصفة استحواذ شركة «أمازون» العالمية عليها العام 2017 ليصبح عدد العاملين ب«أمازون» في الإمارات والمنطقة ككل 6500 موظف.

عن دعم حكومة الإمارات والتسهيلات الكبيرة لممارسة الأعمال والنمو والتطور والتوسع من البداية وحتى الآن، قال مشحور، الذي يحمل درجة الماجستير في الاتصالات الرقمية ودرجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات من جامعة نورث إيسترن في بوسطن، ماساتشوستس: «نتوجه بالشكر لدولة الإمارات لتوفيرها البيئة الداعمة للاستثمار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، حيث تشهد الدولة تطوراً نوعياً يعزز من جاذبيتها بوصفها خياراً مفضلاً للشركات العالمية الساعية للدخول إلى أسواق المنطقة».

دبي المركز الأكبر والأفضل

وساهم إطلاق المرافق والمبادرات مثل «مدينة دبي للإنترنت» في الإمارات على ترسيخ مكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي لأكبر وأفضل الشركات التكنولوجية الدولية، وبيئة حيوية حاضنة لأفضل العقول والمواهب وأصحاب الأفكار المبتكرة والمستثمرين ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، حيث وفرت الإمارة بيئة ديناميكية وإبداعية للشركات العاملة فيها.

سوق مفتوح

وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بزيارة أحد مراكز خدمات الشحن التابعة لنا في دبي في 2019، حيث عبر خلال هذه الزيارة عن سعادته بإطلاق شركات محلية من دبي إلى العالمية، والتي تعزز مكانة الإمارة كبيئة داعمة للاستثمار والمستثمرين، وتؤكد التزام دبي بسياسات السوق المفتوح وسعيها المتواصل لتقديم جميع التسهيلات اللازمة لتهيئة المناخ الداعم للاستثمار والمشجع لشركات ومؤسسات الأعمال على اختلاف أحجامها وتنوع قطاعاتها.

وبالرغم من الظروف الاستثنائية التي عاشتها دولة الإمارات مع بقية العالم العام 2020 بسبب «كوفيد-19»، إلا أنها نجحت بفضل توجيهات القيادة الرشيدة في تسهيل وتحسين بيئة ممارسة الأعمال، من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات التحسينية وتوفير الحوافز الاقتصادية وإصدار التعديلات القانونية والتشريعية لضمان نمو وازدهار قطاعات الأعمال.

نمو الاتصالات وتقنية المعلومات

أضاف مشحور، أن «سوق دوت كوم» صنعت نجاحها ووصولها إلى العالمية بفضل النمو الكبير لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وتنامي استخدام الهواتف الذكية والإنترنت للتسوق وتطور عمليات الدفع الإلكتروني في دولة الإمارات، والذي واكبه ومنذ العام 2005 تطور كبير في توجهات الدولة نحو الخدمات الرقمية والذكية وصولاً إلى التطور التقني الكبير الذي وصلت إليه الدولة فيما يتعلق بمدن متخصصة في التجارة الإلكترونية الافتراضية.

وأوضح، أن بيئة الإمارات التقنية ساعدت «سوق دوت كوم» منذ البداية في التطور والتأقلم مع مستجدات ومتطلبات قطاع التجارة الإلكترونية والمتسوقين الرقميين في الدولة، حيث تعدد خيارات التسوق والدفع وتسليم المنتجات عبر الإنترنت والهواتف الذكية التي تتمتع الإمارات بأعلى نسبة انتشار عالمياً بين السكان.

وأكد مشحور، أن «سوق دوت كوم» انتقلت من عملية التواصل مع المتسوقين عبر الرسائل النصية على الهواتف المتحركة إلى تطوير تطبيق ذكي يربط المتسوق بالشركة في جميع العلميات المتعلقة بشراء المنتجات حتى توصيلها إلى مكان تواجه في الإمارات وصولاً إلى أقل من يوم حالياً ومجاناً لبعض العمليات، بعدما كانت عملية التوصيل تستغرق من يومين إلى 5 أيام من داخل الدولة.

مباركة وتشجيع

وقال مشحور: «إن عملية استحواذ «أمازون» على«سوق دوت كوم» قد حظيت وقتها بمباركة وتشجيع من قيادة الإمارات الرشيدة، حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال زيارته في يناير 2019 لأحدث مراكز خدمات الشحن التابعة لموقع «سوق دوت كوم»، إحدى شركات«أمازون» في دبي، والأول الذي يتم افتتاحه بعد استحواذ«أمازون» على«سوق»: إن البيئة الداعمة التي توفرها دولة الإمارات للاستثمار والمستثمرين من جميع أنحاء العالم تشهد تطوراً نوعياً يعزز من جاذبيتها كخيار مفضل للشركات العالمية الساعية للدخول إلى أسواق المنطقة».

وأضاف مشحور قائلاً: «إن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، قد أكد في تصريح له العام 2017: إن «صفقة استحواذ «أمازون» على «سوق دوت كوم» يعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي أطلق «مدينة دبي للإنترنت عام 1999»، واعتمد «قانون التجارة الإلكترونية عام 2002»، ويؤكد ذلك مكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي لأكبر وأفضل الشركات الدولية وبيئة حيوية حاضنة لأفضل العقول والمواهب وأصحاب الأفكار المبتكرة والمستثمرين ورواد الأعمال حول العالم». وقال سمو ولي عهد دبي: «يسعدنا أن تكون «سوق دوت كوم» قصة نجاح خرجت من دبي.

البدايات

قال مشحور: «بدأت العمل مع مجموعة مؤلفة من 4 موظفين على موقع «سوق دوت كوم» في مكتب صغير في «مدينة دبي للإنترنت» وقد انطلق الموقع كمتجر مفتوح يتيح بيع المنتجات بشكل محدود حتى عام 2009. وفي فترة البدايات كانت خدمة التسوق عبر الإنترنت في بداية عهدها، مما أسهم في تردد الكثيرين في إجراء عمليات الشراء والدفع عبر الإنترنت وهذا ما دفعنا إلى توفير طرق دفع بديلة لمواكبة احتياجات عملائنا مثل خدمة الدفع عند الاستلام». «وكان من الصعب أيضاً التوصيل إلى مناطق معينة دون وجود خدمات بريد موثوقة أو عناوين دقيقة ونجحنا في معالجة هذا التحدّي من خلال الابتكار واعتماد عدد من المنهجيات، بما في ذلك تطوير نظام توصيل محلي خاص بموقع«سوق دوت كوم» والاستثمار في شركات الخدمات اللوجستية والتنسيق مع العديد من شركات النقل المحلية. وواجهنا بعض التحديات أيضاً في العثور على مستثمرين قادرين على فهم التكنولوجيا المتطورة في ذلك الوقت، حيث كان يتم استثمار معظم رأس المال آنذاك في البنية التحتيّة والإنشاءات وقطاع النفط».

الاستثمار واقتناص الفرص

وكانت التجارة الإلكترونية في بداياتها في الإمارات في ذلك الوقت، وهو ما شجعنا للاستثمار واقتناص هذه الفرصة كشركة ناشئة، خاصةً في ظل حرص الحكومة الإماراتية على تشجيع هذا النوع من المشاريع من خلال إطلاق المناطق الحرة، وعلى رأسها «مدينة دبي للإنترنت» و«مدينة دبي للإعلام» و«المنطقة الحرة بجبل علي»، وأردنا أن نتجاوز الحدود التجارية بين الدول باستخدام التكنولوجيا، وقد نجحنا في ذلك وامتد موقع «سوق دوت كوم» بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية ومصر.

بناء الثقة

وقال: «كانت البدايات صعبة جداً، حيث ينبني نجاح التسوق الإلكتروني على عوامل أساسية أهمها وأولها هو ثقة المستخدم في تجربة التسوق وعدم وجود مشكلات تتعلق بالدفع وتوصيل وجودة المنتجات وسياسات الاسترجاع فضلاً عن سرعة توصيل المنتجات».

تغير مفاهيم الأعمال

وأضاف مشحور «غيرت التكنولوجيا الرقمية والاتصالات في الإمارات مفهوم الأعمال وفتحت أمامها آفاقاً جديدة، لاسيما مع التحديات التي فرضتها جائجة «كوفيد-19»، حيث واجهت المؤسسات والشركات المتأخرة أو الرافضة لهذا التغيير خطراً حقيقياً في استمراريتها ما أدى إلى جذب مختلف أقطاب الصناعة الرقمية والأعمال والتكنولوجية».

وأكد أن استثمارات دولة الإمارات بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على مدار عقود سابقة وتطور بنيتها التشريعية للقطاع وضعتها في الصدارة إقليمياً وعالمياً في ما يتعلق بتطور التجارة الإلكترونية وازدهار القطاع على مدار سنوات، فيما تدعم التوجهات والسياسات الحكومية جذب مزيد من الاستثمارات وجذب الخبرات من جميع أنحاء العالم إلى الإمارات.

تطورات كبيرة

وأشار إلى أن الإمارات طورت العديد من المدن المتخصصة في التجارة الإلكترونية والمناطق الحرة، شكل منظومة متكاملة لنمو قطاع التجارة الإلكترونية بين الشركات ولتسوق الأفراد كذلك، ما يعزز المنافسة بين الشركات ويرفع النمو في العديد من القطاعات المرتبة بالتجارة والشحن وغيرها من العمليات.

وأوضح مشحور، أن شركة «سوق دوت كوم» وغيرها من الشركات العاملة بقطاع التجارة الإلكتروني في الإمارات فتحت كذلك مجالات استثمار جديدة وغيرت مفاهيم تتعلق بالتسوق وشحن البضائع وغيرها من العمليات المرتبطة بها، كما فتحت المجال أمام الاستثمار أمام الصناديق وشركات التمويل والشركات العائلية لدخول القطاع بثقة.

مواصلة النجاح والتوسع

وأكد رونالدو مشحور، مواصلة التوسع في الإمارات عبر تعزيز قاعدة التجار والموردين العاملين عبر منصة «أمازون» في الدولة، وعبر تعزيز عمليات التوزيع التي تتم عبر مركزين في دبي. وقال: «تجمع شركة «أمازون» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين المعرفة المحلية الواسعة لموقع«سوق دوت كوم» من جهة، والخبرات العالمية الواسعة لشركة «أمازون» من جهة أخرى».

وأضاف: «نواصل الاستثمار في خدماتنا اللوجستية وشبكة التوصيل التابعة لنا في دولة الإمارات؛ لدينا إيمان راسخ بدولة الإمارات، ونسهم بشكل فاعل في دعم اقتصادها. وقمنا مؤخراً بزيادة سعة التخزين في شبكة المستودعات التابعة لها بنسبة أكثر من 45%، إلى جانب افتتاح محطة توصيل جديدة ومتطورة في دولة الإمارات، توفر أكثر من 2000 وظيفة دائمة ومؤقتة».

سهولة مزاولة الأعمال

قال رونالدو مشحور: «ساهم المشهد القانوني والتنظيمي في دولة الإمارات خصوصاً وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عموماً في دعم إطلاق قطاع التجارة الإلكترونية والعمليات التشغيلية المرتبطة به ونحن نتطلع لمواصلة التعاون مع الحكومات لوضع السياسات التي تتيح إمكانية النمو والتوسع والقابلة للتكيف مع الطابع المتغير للقطاع. وبما أن العملاء هم محور تركيزنا الدائم، تضمن هذه السياسات أيضاً قدرتنا على مواصلة توسيع نطاق وتنويع المنتجات المتاحة لهم بتكاليف أقل وسرعة توصيل أكبر».

مستقبل الأعمال

وحول رؤيته لمستقبل الأعمال في الإمارات لاسيما مع حزم الدعم التي قدمتها الحكومة مؤخراً بعد «كوفيد-19» مثل قانون التملك بنسبة 100% والإقامات طويلة الأمد بالإضافة إلى التسهيلات المالية قال مشحور: «لدولة الإمارات إنجازات مشهودة في مجال تطوير بيئة الأعمال واستقطاب الشركات ودعم الرياديين.

وبينما كانت معظم دول العالم في المرحلة السابقة تولي جل اهتمامها لمواجهة أزمة كوفيد-19، وجدنا قيادة الإمارات تلتفت إلى الشركات وتستشير أصحاب الأعمال وتقدم حزم دعم غير مسبوقة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن مستقبل الأعمال في الإمارات يزخر بفرص النمو، وأن بيئة العمل فيها في تطور مستمر ليواكب مسيرة الشركات المحلية والعالمية والمستجدات الحاصلة في طبيعة عملها».

وبين أن قطاع التجارة الإلكترونية يتطور بشكل سريع ليلبي تطلعات المشترين من حيث توفير مجموعة أوسع من المنتجات العالمية في وقتٍ أقصر وتكلفةٍ أقل. ويُعد إصدار قرار التمليك بنسبة 100%، إلى جانب إتاحة الإقامات طويلة الأمد وتعزيز الوصول المالي، مثالاً حياً على توجه القيادة الإماراتية الحكيمة لدعم الأعمال وسعيها المتواصل لتطوير اقتصاد الدولة عبر توسيع قاعدة الأعمال في الإمارات واستقطاب المزيد من الشركات للاستثمار فيها.

استقطاب المستثمرين

وقال مشحور: «بالرغم من أن بعض القواعد التي تغيرت في الفترة السابقة كانت جزءاً أساسياً من بيئة الأعمال في الدولة لفترة طويلة، إلا أن القيادة الإماراتية أثبتت مجدداً قدرتها على اتخاذ قرارات جريئة وتغيير قواعد الأعمال بشكل جذري لتلبية المتطلبات المتغيرة للشركات واستقطاب المزيد من المستثمرين».

وتساهم الخطوات التي اتخذتها الدولة بتعزيز جاذبية البيئة الاستثمارية إلى مستويات رائدة عالمياً، إضافةً إلى دعم النمو الاقتصادي لمختلف القطاعات، وتعزيز الجاهزية للمستقبل.

مستقبل التجارة الإلكترونية

وعن مستقبل قطاع التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات من حيث الاستثمارات والنمو ودوره في قطاع التجارة والتجزئة بشكل عام أكد مشحور أن الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعد جزءاً أساسياً من استراتيجية «أمازون» طويلة الأمد، ويتضمن فريقنا في المنطقة أفضل المواهب العالمية لتوجيه شركتنا في الاتجاه الصحيح في القطاع. وتأتي دولة الإمارات في المرتبة الخامسة بين أكبر أسواق التجارة الإلكترونية لمنتجات بيع الشركات إلى المستهلك في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، حيث تبلغ قيمة مبيعاتها 4 مليارات دولار (14.7 مليار درهم).

الاستحواذ على «سوق دوت كوم»

وعن المحرك الأساسي في حياة رونالدو مشحور العملية والمهنية للتطور والنجاح في عالم الأعمال قال: «يتمحور عملنا حول العملاء، ونركز على النتائج أكثر من العمليات، ونتخذ القرارات بسرعة كبيرة، ونسارع إلى مواكبة التوجهات الرائجة».

وأنجزت شركة «أمازون» عملية الاستحواذ بشكل كامل على جميع أنشطة «سوق دوت كوم»، في الإمارات والسعودية ومصر 2017، بعد الاتفاق النهائي على شروط الصفقة. 

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"