منارات خمسينية نحو العالمية

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

هل يتحقق النجاح الشامل من دون عمل الفريق؟ في الوثيقة الخمسينية خمسة مبادئ تنموية: الأول، الثاني، الرابع، السادس والسابع. لكن المبدأ الثاني يحدّد المقاصد بلغة التشريع الدستوري: «التركيز بشكل كامل خلال الفترة المقبلة على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم».
عبارة «الفترة المقبلة» توحي بأن بناء الأفضل والأنشط، سيستغرق مدة معلومة الأجل، ربما تأتي تفاصيلها في الخطة الخمسينية، لإنجاز انطلاقة اقتصادية عالمية في مدى قريب، ما يشبه إقلاع الطائرة، ريثما تستقر في الجو. الجملة التالية تمهيدية، وهي في حد ذاتها في مقام مبدأ: «التنمية الاقتصادية للدولة هي المصلحة الوطنية العليا». هي تشبه اللازمة المتكررة، ففي المبدأ الثالث تتناغم السياسة الخارجية مع التنمية: «السياسة الخارجية لدولة الإمارات هي أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية لدولة الإمارات».
في المبدأ الثاني، بعد التمهيد، يتعين عمل الفريق كأداء الفرقة. هذه الدقة التوجيهية، لم ترد في أي مبدأ آخر: «جميع مؤسسات الدولة في كافة تخصصاتها وعبر مستوياتها الاتحادية والمحلية، ستكون مسؤوليتها بناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية». عندما تكون الغاية الوصول إلى المشهد الاتحادي الذي رسمه نشيد المبدأ السادس: «ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات»، الذي يؤكد أن ذلك «مهمة وطنية للمؤسسات كافة»، وأن الدولة وجهة واحدة اقتصادياً، سياحياً، صناعياً، استثمارياً وثقافياً، فإن على جميع المؤسسات محلياً واتحادياً أن تنصهر عزائمها في إرادة واحدة، وأن تتجسد طموحاتها في روح واحدة لبلوغ التفوق عالمياً، بفضل أفضل بيئة اقتصادية على سطح الكوكب، مع «الحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال الخمسين عاماً السابقة».
إذا كان السؤال: أين الأبعاد الأخلاقية والإنسانية؟ فالمبدآن الثامن والتاسع الجواب المبين. القدوة الحسنة تنبع من الذات. ينص الثامن على أن «منظومة القيم في دولة الإمارات قائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية». يقيناً، ذلك جسر إلى المبدأ التاسع: «المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً. ولا ترتبط مساعداتها الخارجية بدين أو عرق أو ثقافة».
لزوم ما يلزم: النتيجة الإشراقية: خاتمة المبدأ التاسع خير خاتمة: «الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"