عادي
عبر 3 جلسات شارك فيها نقّاد وأكاديميون

6 دراسات ترصد استجابة الرواية الإماراتية للواقع

23:30 مساء
قراءة 4 دقائق
عبدالله العويس ومحمد القصير يتوسطان الكتاب المشاركين

الشارقة: «الخليج»

ناقشت 6 دراسات نقدية استجابة الرواية الإماراتية لمتغيرات الواقع (من سرد الماء والصحراء إلى سرد الإنسان)، وذلك خلال ندوة سردية أقيمت صباح أمس الاثنين في قصر الثقافة في الشارقة، بتنظيم من إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، وشارك في الندوة السردية نقّاد وروائيون وأكاديميون بحضور عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وعدد من المثقفين والكتّاب ومحبي الكتابة السردية بمختلف حقولها الإبداعية.

وشهدت الجلسات الثلاث تركيزاً مكثفاً على تحولات الرواية الإماراتية، في مسعى لتقصّي أجوبة نقدية في تحوّل البناء الروائي وفقاً لمتغيرات الواقع، وتمثّل دوراً محورياً في السردية المكانية والزمنية، وجاءت الجلسة الأولى بعنوان «الرواية وجماليات الاستجابة إلى متغيرات الواقع»، برئاسة الكاتب إبراهيم مبارك، ومشاركة: د. زينب الياسي ود. بديعة الهاشمي، وقدّمت الياسي ورقة: «بين الحنين إلى الماضي والاستجابة للواقع (نماذج روائية)، وأشارت إلى أن الرواية الإماراتية تنقّلت منذ عقود خلت إلى العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين إلى مواقع مختلفة مضموناً وشكلاً وأرجعت سبب ذلك إلى التجريب والرغبة في ممارسة فعل الكتابة لمواضيع فيها الحنين إلى أمكنة الماضي حيناً، وإلى عوالم وشخوص حلَّ عليها النسيان، وصولاً إلى الخوض في قضايا الإنسان وعوالمه المتخيّلة.

وركزت ورقتها على 3 محاور رئيسية، هي: الذاكرة والتجريب، والحنين إلى الماضي (نماذج روائية)، والإنسان المعاصر ومتغيرات الواقع ( رواية ذوات)، وأشارت إلى تنوع النتاج الأدبي الروائي في صلته بالمبدع الإماراتي بين قضايا الماضي والحاضر» ورصدت في هذا الإطار عدة روايات مثل (تيتانيك الأحلام) لعبد الرضا سجواني، وقضايا الأرض كما في (آخر نساء لنجة) للولوة المنصوري، و(طوي بخيتة وبنت المطر والزغنبوت) لمريم الغفلي».

تحولات المجتمع

وأشارت د. بديعة الهاشمي في ورقتها «الرواية الإماراتية وجماليات الاستجابة إلى متغيرات الواقع –دراسة في المضمون والشكل الفني-»، إلى أن الشكل الروائي هو الجنس الأدبي القادر على نقل الأزمنة الصعبة والمأزومة، قائلة «من الواضح أننا نعيش في عصر الأزمات والانهيارات والتصدّعات، التي انعكست على ثقافتنا، وفي وضع كهذا يبدو أن الكاتب الروائي قد لجأ إلى استجلاء صور هذه الأزمة، وكأنه أدرك عِظَم المسؤولية الملقاة على عاتقه».

وعددت الهاشمي خصائص الرواية الجديدة في ضوء ما تطرحه من خطاب يطال الشخصية والبنية والفضاء الروائي وغير ذلك.

الألفية الثالثة

من جهته، عاين إسلام أبو شكير واقع التجريب في ورقة عمل بعنوان«الرواية الإماراتية في الألفية الثالثة -رؤى جديدة في الفن-»، واستهل حديثه بالقول:« في الحديث عن الرواية الإماراتية لا بد من الإشارة إلى خصوصيةٍ مصدرها من جهة، حيث القصر النسبي في التاريخ وذلك قياساً إلى تجارب عربية أخرى قريبة أو بعيدة؛ والتحولات العميقة التي مر بها المجتمع الإماراتي من جهة أخرى.

وتناول أبو شكير رواية «غرفة واحدة لا تكفي» للكاتب الإماراتي سلطان العميمي عينة لدراسته، وأبرز بنيتها المغايرة إلى حد ما، حيث سلسلة الأحداث في الرواية تغطي مساحة زمنية واسعة تبدأ بمرحلة ما قبل النفط، حيث المجتمع البدوي البسيط، بثقافته وعلاقاته والظروف البيئية التي يعيشها، والتحديات التي يواجهها، والصراعات التي يخوضها.

وناقشت الجلسة الثالثة «الرواية الإماراتية الآن... سيرة الإنسان»، وأدارها القاص الإماراتي محسن سليمان بمشاركة فتحية النمر وسامح كعوش، وقالت النمر في العنوان (الرواية الإماراتية من سرد الصحراء والماء إلى سرد الإنسان ) إشارة واضحة ودلالة أوضح على مجموعة التحولات التي طرأت، وما تزال تطرأ على الرواية الإماراتية، فمنذ نشأتها على يد راشد عبدالله وهي تواكب ما يحصل في هذا المجتمع من أنماط التبدّل والتغيير، وخلصت إلى القول:«إن الأدب مرآة العصر والمكان والإنسان، وكما أنّ الأديب ابن عصره وبيئته، فعليه أن يتحرّك ويشحذ همّته ولا يضيّع وقته وحبره وأوراقه في الكتابات التي تخلو من الوعي والقيمة، وعليه أن يربّي نفسه ويقوّي قلمه وينهل من العلوم والمعارف».

وسعى كعوش في بداية ورقته إلى تفكيك عنوان الجلسة، ومؤكدا على أن الإنسان هو نبض المكان المقصود، وهو محور حركته الكونية، قاصدا المكان الإماراتي دون سواه، وأن كل رواية فيها الكثير من كتابة السير، وتتبع الأثر».

تجليات التجريب

جلسة «تجليات التجريب في الرواية المعاصرة»، ترأستها د. رحاب الكيلاني، بمشاركة الناقد عزّت عمر، والقاص إسلام أبو شكير، وبدأ عزّت عمر بتعريف التجريب في الرواية.

ورأى عمر، في ورقته «تجلّيات التجريب في الرواية المعاصر»، أن كلّ رواية دخلت غمار الحداثة، وفي أي زمان ومكان هي مشروع تجريبي يسعى الكاتب لإنجازه بما استلهمه من حراك الواقع أو الحلم والعلم والفلسفة والتاريخ وسواها، متناولاً رواية «الديزل» لثاني السويدي كمثال بقوله «دشنت الرواية الإماراتية عهدها بالتجريب، وفاجأت المشهد الثقافي بما قدّمته من أسلوب حداثي بشّر بولادة جيل جديد له قيمه ومقترحاته الجمالية في إطار التجريب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"