عادي

بلينكن يطالب باكستان بـ«عدم الاعتراف» بحكومة «طالبان»

14:19 مساء
قراءة 3 دقائق
يشيش

دافع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمام الكونجرس عن الانسحاب الفوضوي من أفغانستان الذي وصف بأنه «كارثة تاريخية واستسلام غير مشروط»،وحمل الرئيس السابق دونالد ترامب المسؤولية عن الوضع،بعد أن طالبه أعضاء جمهوريون بالاستقالة واتهموه بالخيانة،كما طالب بلينكن باكستان بالانحياز إلى المجتمع الدولي وعدم الاعتراف بطالبان،

رد على الاتهامات

بلهجة حازمة لم يسبق أن استخدمها بلينكن، الدبلوماسي البشوش حتى الآن، رد على الاتهامات حول عدم الاستعداد بشكل كاف للانسحاب، التي أتى بعضها من صفوف المعسكر الديمقراطي أيضاً. 

وشن هجوماً مضاداً بتحميله الرئيس السابق ترامب المسؤولية الكبرى عن الوضع. وقال خلال جلسة في مجلس النواب الأمريكي: «لقد ورثنا مهلة لكننا لم نرث خطة».

ورأى أن الرئيس جو بايدن لم يكن لديه خيار آخر عند دخوله البيت الأبيض مطلع عام 2021 إلا وضع حد للحرب أو الانخراط في تصعيد. (..) حركة طالبان كانت أقوى عسكرياً من أي وقت مضى،في حين أن عديد القوات الأمريكية على الأرض كان الأدنى أيضاً.

وأضاف: «السبب في ذلك الاتفاق المبرم بين إدارة ترامب وحركة طالبان الذي نص على الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان والإفراج عن خمسة آلاف متمرد».دعوة للاستقالة

قال النائب الجمهوري مايكل ماكول:«رفض الرئيس(بايدن) الإصغاء إلى جنرالاته ومسؤولي الاستخبارات الذين حذروه بالتحديد بما سيحصل خلال انسحابنا»،مندداً بحصول«كارثة تاريخية» و«استسلام غير مشروط أمام حركة طالبان».واتهم بايدن وبلينكن بعدم الإيفاء بالوعد بعدم ترك أي أمريكي في أفغانستان بعد الانسحاب.

وقال زميله دان موزر ساخراً «تحملون الجميع المسؤولية ما عدا أنفسكم وحركة طالبان».

وألقى النائب الجمهوري جو ويلسون باللوم على إدارة بايدن للسماح لطالبان بالسيطرة على أفغانستان وتحويلها إلى«ملاذ آمن للإرهابيين القتلة».

وقال ويلسون لبلينكن:«في التاريخ الأمريكي، لم تكن العائلات الأمريكية في خطر أكبر مما هو عليه اليوم. الحرب العالمية على الإرهاب لم تنته بعد، لقد تم نقلها من الخارج إلى الداخل الأمريكي. وبصفتي والداً لأحد المحاربين القدامى في أفغانستان، أرى بشكل خاص أن أفعالك لا يمكن الدفاع عنها».

وفي حين خفف الديمقراطيون الانتقادات الصادرة من جانبهم منذ أغسطس، كثف الجمهوريون في المقابل هجماتهم خلال الجلسة التي استمرت خمس ساعات، وذهب بعضهم إلى حد المطالبة باستقالة وزير الخارجية.

إخراج الدبلوماسي عن هدوئه

ورد انتوني بلينكن الذي خرج لمدة وجيزة عن هدوئه المعهود عندما اتهمه النائب روني جاكسون باستغلال مقتل العسكريين،«ما تقولونه خاطئ بكل بساطة». ورد على نائبة اتهمته ب«الخيانة» بقوله«أنا أخضع للمساءلة وقمنا بما كان ينبغي علينا القيام به». وفي الجوهر، أوضح وزير الخارجية الأمريكي «حتى أكثر التحليلات تشاؤماً لم تتوقع انهيار القوات الحكومية في كابول قبل انسحاب القوات الأمريكية. وما من شيء يظهر أن بقاءنا لفترة أطول كان سيجعل القوات الأفغانية أكثر مقاومة واستقلالية».وأضاف«استعددنا لعدد كبير من السيناريوهات «ما سمح برأيه في إجلاء 124 ألف شخص.

دعوة باكستان للتريث

من جهة أخرى، طالب بلينكن خلال جلسة الاستماع باكستان بعدم الاعتراف بالحكومة الأفغانية الجديدة ما لم تلبّ حركة طالبان توقّعات المجتمع الدولي منها.

وكان نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي دعوا إدارة بايدن إلى مزيد من الحزم في التعامل مع إسلام أباد. وردّاً على دعوة النواب، قال بلينكن«يجب أن نصرّ على أن تلتزم جميع الدول، بما في ذلك باكستان، بما يتوقّعه المجتمع الدولي من حكومة تقودها طالبان قبل منحها أيّ شرعية أو أيّ دعم».

وأوضح أنّ في طليعة هذه الأولويات وفاء طالبان بوعدها السماح لأولئك الذين يريدون مغادرة أفغانستان بأن يفعلوا ذلك، واحترامها حقوق النساء والأقليّات ومكافحتها الإرهاب. وقال بلينكن«يجب على باكستان أن تنحاز إلى الغالبية العظمى من أعضاء المجتمع الدولي في العمل على تحقيق هذه الأهداف وتلبية هذه التوقّعات».

تحذير قطري

حذرت قطر،أمس الثلاثاء، من عدم قدرتها على تحمل مسؤولية مطار كابول في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف بما في ذلك طالبان. وقال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني:«يجب أن يكون لدينا اتفاق واضح للجميع، لجميع الأطراف بشأن الجهة التي ستتولى (الجانب) التقني، وتلك التي ستتولى الجوانب الأمنية».

دعوة للتحقيق في السجل الحقوقي

وصف دبلوماسي أفغاني بارز من الحكومة السابقة، أمس الثلاثاء، الوضع المتعلق بحقوق الإنسان في بلاده بأنه يشهد حالة من التدهور،حيث قال إن حقوق النساء بدأت تتلاشى تماماً في ظل حكم حركة طالبان.

وقال السفير ناصر أحمد أنديشا لمجلس حقوق الإنسان في جنيف»شعب أفغانستان يحتاج إلى إجراء أكثر من أي وقت مضى». ودعا المجلس لتشكيل لجنة تقصي حقائق لمراقبة ما تقوم به طالبان في البلاد.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"