عادي

تحديات الصناعة في الصين

21:18 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

تشينا ديلي

يتصدر قطاع التصنيع في الصين، السباق العالمي من حيث القيمة المضافة لمدة 11 عاماً متتالية منذ عام 2010، وتتمتع البلاد بأكبر نظام صناعي متكامل، كما يحتل إنتاج أكثر من 40% من 500 منتج صناعي رئيسي المرتبة الأولى عالمياً. ما يجعل الصين قوة تصنيعية هائلة، كما قال وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات شياو يا تشينج مؤخراً.
على مدار الأربعين عاماً الماضية من الإصلاح والانفتاح، وخاصة منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الحاكم في عام 2012، طوّر القطاع الصناعي في الصين من قدرته على الابتكار بشكل كبير. وجاء إطلاق مركبة «تيانوين-1» الفضائية لاستكشاف المريخ العام الماضي، وتطبيق تكنولوجيا الاتصالات «5 جي»، واستكمال نظام «Beidou» للملاحة عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى تصنيع معدات التعدين الذكية الضخمة، أدلة دامغة على النمو الملحوظ في القدرة الصينية على الابتكار والتنافسية في قطاع التصنيع العالمي.
وضمت أحدث قائمة لأكبر 500 شركة في العالم 73 شركة صينية، بزيادة 28 شركة عن عام 2012. في إثبات جديد بأن القدرة النشطة على ريادة الأعمال والابتكار للشركات الصغيرة والمتوسطة في الصين، فضلاً عن ظهور عدد كبير من المؤسسات الإبداعية في بعض القطاعات الناشئة، قد عزز قدرتها على الابتكار ورسّخ مكانة بكين بوصفها ثاني أقوى اقتصاد عالمي.
ومع ذلك، يواجه قطاع التصنيع في الصين بعض التحديات على الصعيدين المحلي والدولي، بسبب التعديل الذي طرأ على الهيكل الاقتصادي العالمي والمنافسة الدولية الشرسة على نحو متزايد، ناهيك عن السياسات العدائية التي تتبناها بعض الدول المتقدمة تجاه الصين.
وأدى نقص العمالة وارتفاع التكاليف تدريجياً إلى استنفاد مزايا القوى البشرية غير المكلفة التي لطالما تمتع بها قطاع التصنيع الصيني في السابق. لذلك يجب على الصين المضي قدماً في تطوير الصناعات المتقدمة، وتعزيز التكامل العميق للإنترنت، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الحقيقي، والنمو العالي للاستهلاك من خلال دعم الابتكار الأخضر والصديق للبيئة. عندها فقط يمكن للصين تسريع التحول والارتقاء أكثر بصناعاتها التقليدية، وتوسيع نطاق صناعاتها الناشئة وتدعيمها، وبناء نظام صناعي حديث يتمتع بقدرة تنافسية قوية وتنمية مستدامة في الأسواق الدولية.
من المهم جداً أن تحقق الصين اختراقات في التقنيات الأساسية التي تهيمن عليها القوى العظمى الأخرى، وتعمل على تطوير نظام بيئي يتماشى أكثر مع التقنيات والمنتجات الرئيسية. كما ينبغي أن تسرع في بناء آلية عالية الجودة، لتدريب الموظفين على المهارات الرئيسية من خلال دورات عملية مكثفة. دون أن ننسى تشجيع المزيد من المواهب رفيعة المستوى للانضمام، وتحفيز القدامى للبقاء مع مؤسساتهم الصناعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"