عادي

أستراليا تفسخ عقداً لشراء غواصات فرنسية.. وباريس: طعنة في الظهر

11:43 صباحا
قراءة 3 دقائق
نددت فرنسا الخميس، بإعلان أستراليا فسخها عقداً لشراء غواصات من باريس، واعتبرتها «أمراً خطراً» و«طعنة في الظهر»، مبدية أسفها عن تراجع كانبيرا عن الصفقة المبرمة في 2016 مع مجموعة «نافال غروب»، لتحصل في إطار شراكة أبرمتها لتوّها مع الولايات المتحدة وبريطانيا على غواصات نووية. في حين أكدت نيوزيلندا أنها لن تسمح لتلك الغواصات بدخول مياهها.
وأغضب رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، باريس، الخميس، بعدما فسخ عقداً ضخماً معها مبرماً في 2016 لشراء غواصات تقليدية، موضحاً أن بلاده تفضّل أن تبني بمساعدة من الولايات المتحدة وبريطانيا غواصات تعمل بالدفع النووي. وقال موريسون للصحفيين في كانبيرا، إنّ «القرار الذي اتّخذناه بعدم إكمال الطريق مع الغواصات من فئة أتّاك وسلوك هذا الطريق الآخر ليس تغييراً في الرأي، إنّه تغيير في الاحتياجات».
تعزيزات عسكرية
وتابع: «سنعزّز قدراتنا على الضربات البعيدة المدى، بما في ذلك بصواريخ كروز من طراز توماهوك ستزوّد بها مدمّرات البحرية الملكية الأسترالية من فئة هوبارت، وبصواريخ جوّ- أرض للمواجهة المشتركة الممتدّة المدى سيتزوّد بها سلاح الجوّ الملكي الأسترالي».
وإثر إعلانه عن الصفقة، وجه موريسون دعوة مفتوحة للحوار مع الرئيس الصيني شي جينبينغ. وأكد موريسون استعداده لإجراء محادثات مع شي على الرّغم من أنّ المحادثات الرفيعة المستوى بين البلدين مجمّدة والتوتّر بينهما لا ينفكّ يتزايد.
وجاءت ردة الفعل الفرنسية غاضبة على القرار الأسترالي المفاجئ، بفسخ الصفقة المبرمة مع مجموعة «نافال غروب» الفرنسية للصناعات الدفاعية لشراء غواصات تقليدية بقيمة 56 مليار يورو.
طعنة في الظهر
وجاء الرد الفرنسي على القرار الأسترالي عاصفاً، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لإذاعة «فرانس إنفو» «إنها حقاً طعنة في الظهر. أقمنا علاقة مبنية على الثقة مع أستراليا. وهذه الثقة تعرضت للخيانة»، مضيفاً أن «هذا القرار الأحادي والمفاجئ وغير المتوقع يشبه كثيراً ما كان يفعله ترامب».
ووصفت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان القرار بـ«المؤسف» وقالت: «هذا قرار مخالف لنصّ وروح التعاون الذي ساد بين فرنسا وأستراليا». وأضافت أنّ «الخيار الأمريكي الذي يؤدّي إلى إقصاء حليف وشريك أوروبي مثل فرنسا من شراكة مزمنة مع أستراليا، في وقت نواجه فيه تحدّيات غير مسبوقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يشير إلى عدم ثبات لا يمكن لفرنسا إلا أن ترصده وتأسف له». واعتبرت الوزارة أنّ «القرار المؤسف الذي أعلن عنه للتوّ يؤكّد فحسب ضرورة إثارة مسألة الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي بصوت عالٍ وواضح. ما من طريقة أخرى جديرة بالثقة للدفاع عن مصالحنا وقيمنا في العالم».
تعزيز التحالفات
وليل الأربعاء، أعلنت واشنطن الساعية لتعزيز تحالفاتها في كل الاتجاهات للتصدّي لبكين، تشكيل تحالف أمني استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يضمّ إليها كلاً من لندن وكانبيرا.
وأتى الإعلان عن المعاهدة الأمنية الثلاثية الجديدة التي أطلق عليها اسم «أوكوس» خلال قمة افتراضية استضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، وشارك فيها كلّ من رئيسي وزراء بريطانيا وأستراليا.
وفي ختام القمة تعهّدت لندن وواشنطن بشكل خاص مساعدة أستراليا في الحصول على غواصات تعمل بالدفع النووي.
حظر نيوزيلندي
من جهتها، أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا، أنّ الحظر الساري على دخول أيّ قطعة بحرية تعمل بالدفع النووي مياه بلادها سيسري على الغواصات الأسترالية النووية.
وقالت آرديرن في بيان، إنّ «موقف نيوزيلندا المتعلّق بمنع القطع البحرية التي تسير بالدفع النووي من دخول مياهها لم يتغيّر». وأضافت أنّ نظيرها الأسترالي أطلعها على قرار بلاده بالحصول على غواصات تعمل بالدفع النووي.
وقلّلت آرديرن من تداعيات المعاهدة الأمنية الثلاثية الجديدة بين واشنطن وكانبيرا ولندن، على الشراكة الأمنية الخماسية في تحالف «العيون الخمس». وقالت: «هذا الترتيب لا يغيّر بأيّ حال من الأحوال علاقاتنا الأمنية والاستخباراتية مع هذه الدول الثلاث، ولا مع كندا».
لكنّ رئيسة الوزراء شدّدت على أنّ بلادها لن تستثني الغواصات التي تعتزم أستراليا الحصول عليها من الحظر الساري منذ 1985 على دخول السفن العاملة بالطاقة النووية المياه النيوزيلندية. وفرضت ويلينغتون حظراً على دخول الغواصات النووية مياهها منذ العام 1985 في أعقاب تجارب نووية أجرتها فرنسا في المحيط الهادئ. وبسبب هذا الحظر لم ترسُ أيّ سفينة حربية أمريكية في ميناء نيوزيلندي طوال أكثر من 30 عاماً.
والاستثناء الوحيد حصل في أواخر 2016 حين زارت المدمّرة «يو إس إس سامبسون» ميناء ويلينجتون.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"