عادي

أمريكا تشكل تحالفاً استراتيجياً جديداً مع بريطانيا وأستراليا

12:16 مساء
قراءة 3 دقائق
واشنطن - أ ف ب
شكلت الولايات المتحدة، الأربعاء، تحالفاً أمنياً استراتيجياً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يضمّ كلاً من الولايات المتّحدة وبريطانيا وأستراليا، تحت اسم «أوكوس»، في مشروع يهدّد بتقويض الطموحات الفرنسية في المنطقة.
وأتى الإعلان عن المعاهدة الجديدة، خلال قمة افتراضية استضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، وشارك فيها عبر الفيديو كلّ من رئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأسترالي سكوت موريسون.
والثمرة الأولى لهذا التحالف، حصول أستراليا على أسطول من الغواصات التي تعمل بالدفع النووي، ألغت بموجبه كانبيرا طلبية ضخمة أبرمتها مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي، إنّ «أول مبادرة كبيرة في إطار أوكوس ستكون حصول أستراليا على أسطول غواصات تعمل بالدفع النووي». ويمثّل الإعلان نقطة تحوّل استراتيجي، لا سيّما وأنّها المرة الأولى التي تشاطر فيها واشنطن مثل هذه التقنية الحسّاسة مع دولة أخرى غير بريطانيا. وقال مسؤول في البيت الأبيض، إنّ «الدولة الوحيدة التي شاركت الولايات المتحدة معها هذا النوع من تكنولوجيا الدفع النووي هي بريطانيا» وذلك منذ 1958.
وعلى إثر ذلك، أعلنت كانبيرا إلغاء صفقة ضخمة بقيمة 50 مليار دولار أسترالي مع باريس لشراء 12 غواصة تقليدية من طراز «أتّاك»، في قرار شكل «خيبة أمل كبرى» لباريس.
وحاول بايدن مواساة فرنسا بتأكيده إثر القمّة أنّ بلاده «تتطلّع للعمل بشكل وثيق مع فرنسا وشركاء رئيسيين آخرين» في منطقة المحيطين الهادئ والهندي. وقال بايدن، إنّ «فرنسا بالخصوص لديها وجود مهمّ في منطقة الأطلسي-الهندي وهي شريك وحليف أساسي». من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني الذي حقّق بهذا التحالف نصراً دبلوماسياً كبيراً لاستراتيجيته الرامية لتجنيب بلاده عزلة دولية، بعدما خرجت من الاتحاد الأوروبي، إنّ المعاهدة «تربط بين المملكة المتّحدة وأستراليا والولايات المتحدة بشكل وثيق أكثر، مّا يعكس مستوى الثقة بيننا وعمق صداقتنا».
وإثر القمّة الثلاثية، قال بيان مشترك إنّه «بالاستناد إلى تاريخنا المشترك كديمقراطيات بَحريّة، فإنّنا نلتزم بطموح مشترك دعم أستراليا للحصول على غواصات تعمل بالدفع النووي». وأوضح البيان، أنّ ما ستحصل عليه أستراليا هو غواصات تعمل بالدفع النووي وليست مزوّدة بالسلاح النووي.
ووفقاً لمسؤول كبير في البيت الأبيض، فإنّ «هذا قرار أساسي وجوهري. هذا قرار سيُلزم أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا لأجيال». ولم يأت أيّ من القادة الثلاثة على ذكر الصين، ولا فعل كذلك بيانهم المشترك الذي اكتفى بالإشارة إلى «السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ»، لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ التحالف الجديد يهدف قبل كلّ شيء إلى مواجهة الطموحات الإقليمية لبكين.
ولطالما كرّر بايدن منذ انتخابه القول، إنّه ينوي على غرار سلفه دونالد ترامب مواجهة الصين، ولكن بطريقة مختلفة تماماً عن التي اعتمدها الأخير التي اتّسمت بالمواجهة المباشرة. وقال بايدن الأربعاء، إنّه يريد «الاستثمار في أكبر مصدر لقوتنا ألا وهو تحالفاتنا»، وإنّه يريد «تطويرها لمواجهة تهديدات اليوم والغد بشكل أفضل».
ويجمع بايدن في 24 سبتمبر/ أيلول الجاري في واشنطن رؤساء وزراء كلّ من أستراليا والهند واليابان لإعادة إطلاق التحالف الرباعي المعروف باسم «كواد» أو «الحوار الأمني الرباعي». وتسمح هذه القمة «بتعزيز الروابط وتعميق التعاون» إن على صعيد مواجهة وباء كوفيد-19 أو التغيّر المناخي. ويريد الشركاء الأربعة الالتزام بجعل «منطقة الهند-المحيط الهادئ مفتوحة وحرّة» وهي عبارة دبلوماسية تعتمدها واشنطن للتنديد بالتطلّعات الإقليمية الصينية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"