نحو بداية جديدة.. ومستمرة

00:14 صباحا
قراءة 3 دقائق

أسماء الجناحي

من منا لا يبهره مظهر الرياضيين ومستوى لياقتهم وقدرتهم الكبيرة على الانضباط، سواء في مواعيد تمارينهم أو استيقاظهم باكراً، أو التزامهم بنمط حياة صحي؟ ومن منا لا يتساءل بتعجب عن سر قدرتهم على ضبط شهيتهم للطعام، في عصر أصبح فيه تقديم وتحضير الطعام ابتكاراً، أو فناً أبدعته ريشة فنان في لوحة معبرة؟
المواظبة على الرياضة فكرة تتبادر لأذهاننا على الدوام في مراحل مختلفة من أعمارنا، ومنا من حاول مراراً أن ينضم إلى صفوف الرياضيين ولم يتمكن، فلماذا ينجح البعض في المواظبة على ممارسة الرياضة في حين يعجز البعض الآخر؟ هل لأننا مختلفون في رغباتنا وأولوياتنا؟ أم أننا نقبع تحت وطأة خيارات اعتقدنا أنها الأفضل؟ أم أنه أثر البيئة والمحيط الذي ترعرعنا فيه؟
من لا يواظب على ممارسة الرياضة لأنه لا يحبها، هو كالمحروم من متعة القراءة لأنه لم يهتد في حياته لكتاب يخاطب روحه ويلبي شغفه، في السابق كنت أشعر بالضيق بسبب إهمالي للقراءة، إذ كنت سرعان ما أشعر بالملل والنعاس بعد قراءة صفحتين أو ثلاث، ولكن حالما تعرفت إلى الكتاب الذي أثار اهتمامي، شرعت بقراءته بمتعة كبيرة واستطعت الانتهاء منه في فترة قياسية، ومن ثم توالت قراءاتي وتنوعت، وعرفت أن الخلل كان في انتقائي الكتاب المناسب، ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للرياضة؛ فلكي تضمن التزامك واستمرارك في ممارستها، يجب أن تتوفر أربعة عوامل رئيسية، هي: اختيار الرياضة المناسبة، المكان الملائم، المدرب الكفؤ، والمجموعة المحفزة في محيطك.
ومن الأسباب التي تجعل الأفراد لا يستمرون في ممارسة الرياضة، بعض الإعلانات التي تصور أفراداً على درجة عالية من اللياقة البدنية أثناء التدرب في صالة رياضية، والتي تدفع البعض لخوض التجربة، التي يواجه من خلالها واقعاً مختلفاً يتطلب منه الصبر والتعب والتحمل، فيصاب بشيء من الإحباط.
ليس صحيحاً أن الرياضي يذهب إلى التمرين كل مرة وهو في أفضل حالاته، بل يكون في بعض الأحيان منهكاً، أو متضايقاً لسبب ما، لكنه يذهب لأنه يعرف أنه سيخرج بعد التمرين بطاقة إيجابية، ولأنه متمسك بـ «مبدأ الالتزام»، أحد أهم مبادئ التربية التي يجب أن نغرسها في أبنائنا، وأحد أسس نجاح الإنسان.
لكي تستدل على مسارك الرياضي الصحيح، ابدأ بتجربة أنواع مختلفة من الرياضات حتى تجد الرياضة التي تناسبك، فعلى سبيل المثال، قد لا تناسبك رياضة ركوب الدراجات أو الجري بقدر ما قد تناسبك رياضة التنس أو السباحة، وقد تفضل مثلاً ممارسة تمارين المقاومة وكمال الأجسام على التمارين الجماعية.
ولكي تصبح الرياضة أسلوب حياة، يجب أن تكون في مقدمة أولوياتك، ورغم أن كثيرين سيتمسكون بعذر الانشغال وضيق الوقت، إلا أن المسألة ليست مسألة توفر الوقت، بل تخصيص الوقت، فمن يخصص ساعتين أو ثلاثاً من يومه لممارسة الرياضة ليس بشخص متفرغ، بل هو شخص تمرس في تنظيم أولوياته ووقته بما يعود عليه بالمنفعة.
قد لا يختلف الرياضيون في شيء سوى أنهم عرفوا قيمة الرياضة واختاروا منها ما يبرعون فيه، ثم اتخذوا قراراً بالالتزام وجعلوا من الرياضة أولوية أولى تأتي بعدها كل المهام اليومية الأخرى، ومن هنا يجب أن نعيد النظر في أولوياتنا ونبدأ رحلة البحث عن الرياضة التي من الممكن أن نستمر بممارستها، خصوصاً ونحن على مشارف الموسم الرياضي الجديد وتعافي العالم من الجائحة وعودة المسابقات المجتمعية، فقط ابدأ وعاهد نفسك على الالتزام والانضباط ولن تتوقف بعدها، وتذكّر أن المنفعة التي ستعود عليك تستحق المحاولة.
ولعل أفضل وقت تستطيع فيه التعرف على أنواع الرياضات هو الآن مع قرب إطلاق تحدي دبي للياقة 30x30، وهي من أبرز الفعاليات السنوية التي تشهد مشاركة واسعة، وتشجع المشاركين بكافة قدراتهم واهتماماتهم ومستوى لياقتهم على تبني أسلوب حياة صحي.
هذه دعوة خاصة لك، لتقرر الآن، وتنطلق نحو بداية جديدة ومستمرة تبث من خلالها في نفسك وحياتك ومحيطك روحاً جديدة بتبني الرياضة كأسلوب حياة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"