عادي

بلينكن يؤكد أن فرنسا «شريك حيوي» في منطقة المحيطين الهندي والهادئ

11:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
بلينيكين

واشنطن - بروكسل (أ ف ب)

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، أن فرنسا «شريك حيوي» للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ؛ وذلك غداة الإعلان عن تحالف عسكري بين واشنطن ولندن وكانبيرا أثار حفيظة باريس.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في واشنطن: «لا يوجد انقسام إقليمي بين مصالح شركائنا الأطلسيين والشركاء في المحيط الهادئ». وأضاف: «هذه الشراكة مع أستراليا والمملكة المتحدة تظهر أننا نريد العمل مع شركائنا، بما في ذلك في أوروبا، لضمان (أن تكون) منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة».

وتابع بلينكن: «نحيي الدول الأوروبية التي تؤدي دوراً مهما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ونريد مواصلة التعاون الوثيق مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومع آخرين في هذا الصدد».

وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ«فرانس برس» الخميس، أن فرنسا والولايات المتحدة أجرتا اتصالات رفيعة قبل الإعلان عن التحالف العسكري الجديد بين واشنطن وكانبيرا ولندن والذي يشمل حصول أستراليا على غواصات تعمل بالدفع النووي بتكنولوجيا أمريكية.

وقال المسؤول: إن مسؤولين كباراً في الإدارة الأمريكية كانوا على اتصال مع نظرائهم الفرنسيين لمناقشة «الاتفاقية العسكرية الجديدة مع أستراليا» بما في ذلك قبل الإعلان الذي صدر الأربعاء.

وأضاف المسؤول الكبير في البيت الأبيض، طالباً عدم كشف هويته: كما قال الرئيس بايدن، نتعاون بشكل وثيق مع فرنسا بشأن أولوياتنا المشتركة في المحيطين الهندي والهادئ وسنواصل القيام بذلك.

ودخلت العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة في أزمة مفتوحة، الخميس، بعد إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية والاستعاضة عنها بأخرى أمريكية عاملة بالدفع النووي، ما دفع باريس إلى وصف الأمر بأنه «طعنة في الظهر» وقرار «على طريقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب».

ومساء الأربعاء أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن إطلاق شراكة استراتيجية مع المملكة المتحدة وأستراليا، تتضمن تزويد كانبيرا بغواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي، ما أخرج عملياً الفرنسيين من اللعبة.


مخاوف أوروبية من نهج إقصائي

في سياق متصل، أعلن مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي أنّ التكتّل «يأسف» لعدم إبلاغه أو التشاور معه بشأن الاتفاقيّة الأمنيّة المبرمة بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، مشيراً إلى أنّه سيعمل على «تحليل تداعياتها».

وقال جوزيب بوريل، خلال عرض لاستراتيجيّة الاتّحاد الأوروبي للتعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ: إنّ اتفاقاً من هذا النوع لم يجر إعداده أمس الأوّل. هذا يستغرق وقتاً. لكنّنا لم يتمّ إبلاغنا، ولم تتمّ استشارتنا. نحن نشجب ذلك. غير أنّه أضاف أنّ ذلك لن يؤدّي إلى «إعادة النظر في العلاقة مع الولايات المتحدة».

وقال المتحدّث باسم بوريل، بيتر ستانو: «سيتمّ إجراء تحليل للوضع ولتداعيات هذا التحالف»، مشيراً إلى أنّ «الاجتماع المقبل لوزراء خارجيّة الاتّحاد الأوروبي، المقرّر عقده في 18 أكتوبر/ تشرين الأوّل في لوكسمبورج، سيشكّل فرصة لمناقشة هذا التحالف».

وقال بوريل: «أتفهّم خيبة أمل الفرنسيّين»، مضيفاً «هذا الاتّفاق يُجبرنا مرّة أخرى على التفكير في الحاجة إلى تطوير الاستقلال الاستراتيجي للاتّحاد الأوروبي». لكنّه شدّد على أنّه «سيكون من المؤسف التقليل من أهمّية استراتيجيّة تعاون الاتّحاد الأوروبي مع منطقة المحيطين الهندي والهادئ».

وتابع بوريل: «يتعلّق الأمر باستراتيجيّة تعاون مع شركاء ديمقراطيّين يشاركوننا قيَمنا، وليس باستراتيجيّة مواجهة»، مشدّداً على أنّ «الاتّحاد الأوروبي يريد نسج روابط مع دول المنطقة وليس خلق تبعيّات». وذكّر بأنّ «هذه المنطقة هي المستقبل. الاتّحاد الأوروبي هو أكبر مستثمر بـ 12 تريليوناً (12.000 مليار يورو)».

وأردف: «40% من التجارة مع الاتّحاد الأوروبي تمرّ عبر بحر الصين، والاتّحاد الأوروبّي لديه مصلحة في الحفاظ على حرّية الحركة للملاحة في هذه المنطقة». وأضاف: «لن يكون الأمر سهلاً، لكن يجب أن ننخرط»، لافتاً إلى أنّه «ليس لكلّ الدول الأعضاء الالتزام نفسه في المنطقة. فهذا يعتمد على المصالح والموارد الاقتصادية».

وشدّد على أنّ الاتّحاد الأوروبي سيحتاج إلى التعاون مع المملكة المتحدة. وقال: «لا توجد حماسة كبيرة من جانب القادة البريطانيّين، لكن إذا ما رغبوا في ذلك، فنحن مستعدّون».

من جهته، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّ الشراكة الأمنيّة الجديدة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا «تُظهر مرّة جديدة الحاجة إلى نهج مشترك للاتّحاد الأوروبي في منطقة ذات أهمّية استراتيجيّة». وقال: إنّ استراتيجيّة أوروبّية قويّة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ أصبحت ضروريّة أكثر من أيّ وقت مضى.

وقد حدّد الأوروبّيون لأنفسهم أولويّات عدّة: تحقيق خفض في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من دول المنطقة والتي تُعدّ مستهلكاً كبيراً للطاقة، ووضع معايير للثورة الرقميّة مع هذه البلدان، وتهدئة التوترات وتجنّبها.

وفي وقت سابق، قال متحدّث باسم التكتّل الأوروبي: إنّ الاتّحاد لم يتبلّغ مسبقاً بالشراكة العسكرية الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، ما يثير مخاوف في أوروبا من نهج إقصائي لدى واشنطن. والأربعاء أعلن قادة الدول الثلاث تحالفهم الجديد، في خطوة ترمي إلى التصدي لتوسع النفوذ الصيني.

والأربعاء أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسا الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأسترالي سكوت موريسون التحالف الجديد، في تطور جاء عشية مناقشة الاتحاد الأوروبي تفاصيل استراتيجيته لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. يسعى التكتل إلى ترسيخ علاقاته في المنطقة التي يعدها «ذات أهمية استراتيجية كبرى لمصالح الاتحاد الأوروبي».

ففي إبريل/ نيسان، قالت بروكسل: إن الاستراتيجية يمكن أن تتضمن تعزيز الوجود البحري الأوروبي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأبدى كثر في أوروبا استياءهم إزاء الطريقة التي انسحبت فيها الولايات المتحدة من أفغانستان، وقد اتّهم معارضو هذه الخطوة بايدن بأنه همّش حلفاءه في قراره هذا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"